استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

المسار الانتقالي في تونس

الجمعة 28 مايو 2021 12:45 م

المسار الانتقالي في تونس

لم تتوقف دوامة الفوضى وإرباك مؤسسات الدولة من الداخل والخارج لإنهاء آخر فصول ثورات الربيع العربي.

لم تنجح الدولة العميقة وأبواقها في تنفير الناس من الثورة وإقناعها بعودة الاستبداد رغم حالة الاحتباس التي تمر بها البلاد منذ مدّة.

المسار لا يزال صامدا لأسباب منها ما يتعلق بطبيعة الداخل التونسي والمعادلات الإقليمية وطبيعة ميزان القوى ببلاد المغرب العربي.

لا تملك المؤسسة العسكرية التونسية تاريخا انقلابيا يسمح لها بإجهاض المسار ولن تقبل القيادات الجديدة أن تكون مسؤولة عن شرخ كبير في مستقبل البلاد وتاريخها.

*     *     *

لا أحد يشك في عدد المحاولات الرامية إلى إيقاف المسار الانتقالي في تونس منذ الثورة إلى اليوم حيث لم تتوقف دوامة الفوضى وإرباك مؤسسات الدولة من الداخل والخارج لإنهاء آخر فصول ثورات الربيع العربي.

حدثت في تونس الاغتيالات السياسية والعمليات الإرهابية والاعتصامات والاضرابات وآخرها ولن تكون الأخيرة التسريبات المتعلقة بالانقلاب الدستوري الذي كان رئيس الجمهورية ينوي القيام به حسب تسريبات موقع ميدل ايست آي البريطاني.

رغم كل المحاولات فإن المسار لا يزال صامدا لأسباب كثيرة منها ما هو متعلق بطبيعة الداخل التونسي ومنها ما تعلّق بالمعادلات الإقليمية وطبيعة ميزان القوى في بلاد المغرب العربي.

ليست تونس بلدا محوريا بالمنطق الجغرافي والديمغرافي مقارنة بمصر أو الجزائر مثلا، لكنها رغم ذلك تبقى بلدا نوعيا في تأثيره وفي قدرته على خلق الموجات المؤثرة عربيا كما حدث خلال الثورات الشعبية الأخيرة.

من هذا المنطلق الأوليّ فلن يكون الانقلاب القسريّ مسألة صعبة في هذا البلد الصغير لكنّ تبعاته قد تكون كارثية على المنطقة وعلى أصحاب المشروع الانقلابي نفسه.

لهذا السبب حرص ممولو الانقلابات في المنطقة على أن يكون إيقاف المسار الانتقالي طبيعيا وبآليات دستورية، حيث يعوّل الجماعة على إفلاس الدولة وانهيار المجتمع حتى يجد الانقلاب أرضية ملائمة.

صحيح أنّ المشروع قد نجح إلى حدّ بعد أن حققت الدولة العميقة جملة من الأهداف في هذا الاتجاه لكنها فشلت في إقناع الشارع بالانتفاض ضدّ المسار الانتقالي أو المطالبة بحلّ البرلمان أو قبول تدخل الجيش في الحياة السياسية..

لم تنجح الدولة العميقة وأبواقها الإعلامية في تنفير الناس من الثورة وإقناعها بعودة الاستبداد رغم حالة الاحتباس التي تمر بها البلاد منذ مدّة.

من جهة أخرى لا تملك المؤسسة العسكرية التونسية تاريخا انقلابيا يسمح لها بإجهاض المسار ولن تقبل القيادات الجديدة أن تكون مسؤولة عن شرخ كبير في مستقبل البلاد وتاريخها.

من جهة ثالثة لن تكون الجزائر أو ليبيا بمنأى عن انهيار التجربة التونسية وعودة الاستبداد بشكل قد يؤدي إلى انفجار غير متوقع في الجارة الجزائر أو عودة الفوضى إلى ليبيا.

بل إنّ البعض يرى أنه لا يوجد في تونس ما يُنقلب عليه، لذا سيكون من العبث الانقلاب على مسار غير مُكتمل.

* د. محمد هنيد أستاذ العلاقات الدولية المشارك بجامعة السوربون، باريس.

المصدر | الوطن

  كلمات مفتاحية

تونس، المسار الانتقالي، الانقلاب الدستوري، ثورات الربيع العربي، الاستبداد، الدولة العميقة، رئيس الجمهورية،