استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فلسطين.. قضية القضايا

الخميس 10 يونيو 2021 06:15 ص

فلسطين.. قضية القضايا

لماذا بقيت فلسطين من بين قضايا العدالة والظلم العالمية عصية على الحل وعصية على النسيان؟

فلسطين بوابة آسيا وافريقيا وسيطرة الخارج عليها يقطع أوصال المنطقة العربية وامتدادات بلاد الشام باتجاه مصر وشمال إفريقيا.

المشروع الصهيوني لم يُستكمل عام نكبة 1948 ولا بكل المراحل السابقة وأن للظلم والاستيطان والمواجهات بقية مستمرة للمستقبل القادم.

الهجوم على فلسطين هجوم على الحضارة الإسلامية والعربية لاخضاعها كما أخضع الرجل الأبيض عبر تاريخه الحديث سكان البلاد الأصليين بأماكن كثيرة.

لم تكن الحضارة العربية بفلسطين بدائية بل أقامت مدنا زاهرة ومناطق متقدمة وطبقة وسطى متعلمة ونامية ما أدى لتقوية روح المقاومة والصمود بوجه الصهيونية.

*     *     *

يبرز السؤال دائما لماذا بقيت فلسطين من بين قضايا العدالة والظلم العالمية عصية على الحل وعصية على النسيان؟

سؤال وجيه طرح علي منذ عقود عدة إبان نقاش حول مسألة فلسطين. وقد أجبت في حينها بأن حجم الظلم الذي وقع في فلسطين فاق الخيال، والأخطر أن الطرف الذي سيطر عليها بصهيونيته كان استمرارا وامتدادا لظلم الاستعمار وتمدده، مما أدى لتشابك قضية الاستيطان والظلم والتهجير العرقي من جهة، وقضية الاستعمار من جهة اخرى.

لكن العامل الثالث مرتبط بطبيعة الصهيونية، التي بدأت مشروع استيطان فلسطين ولم تنجح بفضل مقاومة الشعب العربي الفلسطيني والعمق العربي في حسم المعركة على الأرض.

وهذا يعني أن المشروع الصهيوني لم يُستكمل عام نكبة 1948 ولم يستكمل في كل المراحل السابقة، وأن للظلم والاستيطان والمواجهات بقية مستمرة للمستقبل القادم.

لكن من جهة أخرى كون فلسطين امتدادا لدولة إسلامية عمرها 1400 عام، تشمل الأقصى وتشمل القدس وكنيسة القيامة وكنائس عديدة يعني عمليا أن للمكان قدسية للمسلمين وللمسيحيين من سكانها، كما يعني أنها مكان لا يمكن التخلي عنه بسبب العمق الحضاري العربي والإسلامي بنفس الوقت.

من هنا الهجوم على فلسطين كان هجوما على الحضارة الإسلامية والعربية لكنه كان هجوما يهدف لاخضاع تلك الحضارة ومعاملتها كما عامل الرجل الأبيض عبر تاريخه الحديث سكان البلاد الأصليين في أماكن كثيرة.

لم تكن الحضارة العربية في فلسطين بدائية، بل احتوت على مدن زاهرة ومناطق متقدمة، وطبقة وسطى متعلمة ونامية. وأدى هذا لتقوية روح المقاومة والصمود أمام شراسة الصهيونية وشدة هجمتها.

وقد تداخل هذا العامل مع الجغرافيا العربية ففلسطين بوابة آسيا وافريقيا، وسيطرة الخارج عليها يقطع أوصال المنطقة العربية وامتدادات بلاد الشام باتجاه مصر وشمال إفريقيا.

هذا أضاف كثيرا على الإشكالية الاستعمارية، كما و يفسر لنا دور شخصية عظيمة كعز الدين القسام القادم من سوريا، ثم دور شخصيات عربية ولبنانية امتد دورها على مدى تاريخ الصراع كشكري العسلي (من سوريا) في أواخر القرن وبدايات القرن العشرين، ونجيب نصار الصحافي الذي اصبح في بدايات القرن العشرين شيخ الصحافة الفلسطينية.

لقد أصبحت فلسطين بطبيعة الحال على حدود كل إيديولوجيات العالم. فالصهيونية من جهة، والقومية العربية والإسلام السياسي من جهة اخرى ثم المسيحية الإنجيلية المتطرفة ثم القوى العالمية التي تؤمن بالعدالة والحقوق ثم الامبريالية والعصر الأمريكي والحرب الباردة وما تلى الحرب الباردة، كل هذه التوجهات تلاقت في فلسطين واشتبكت باشتباكات أبدية لا حدود لها.

في الجوهر لم يتوقف الشعب الفلسطيني يوما عن المناداة بفلسطين وبحقوقه وبالعودة وبتحرير المكان، لم تتوقف المطالبة قبل نكبة 1948 وبعد نكبة 1948 ليومنا هذا.

لو نظرنا للتاريخ منذ النكبة سنجد معارك شرسه انتفاضات مقدامة، سنجد اشتباكات، شبان وشابات قضوا في الطريق عبر الحدود العربية وفي داخل فلسطين وفي كل مكان، الكثير منهم من الفلسطينيين وانضم اليهم الكثير من العرب المؤمنين بعروبة قضية فلسطين.

واستمرت القضية باصحابها وبالمؤمنين بها من العرب وضمن رحاب العالم، لهذا نجدها وقد عبرت أراضي العرب الشاسعة وأراضي المسلمين كما وأصبحت عابرة للقوميات والجهات والقارات. في يومنا هذا أصبحت فلسطين آخر قضايا الاستعمار الاستيطاني الاجلائي في عصر متحول.

* د. شفيق ناظم الغبرا أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

العرب، فلسطين، شكري العسلي، عز الدين القسام، نجيب نصار، الاستعمار، الاستيطان، الصهيونية، نكبة 1948،