انتخابات الجزائر.. إقبال ضعيف ونسبة المشاركة لا تهم تبون

السبت 12 يونيو 2021 05:48 م

"ما يهمني هو شرعية ونزاهة الانتخابات أكثر من نسبة التصويت".. هكذا لخص الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون"، أولوياته حول الانتخابات التشريعية التي تجرى في بلاده، السبت، وتثير نسبة المشاركة فيها جدلا واسعا.

فمنذ الساعات الأولى من فتح باب الترشيح، لا صوت يعلو في الجزائر على صوت نسبة المشاركة، حتى خرج رئيس السلطة المستقلة للانتخابات "محمد شرفي" في تصريحات على التلفزيون الرسمي يعلن فيه أن نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 3.72% بعد ساعتين من فتح مكاتب التصويت.

ولاحقا؛ أعلنت السلطة أن نسبة التصويت بلغت 10.2%، في منتصف اليوم الانتخابي.

رغم أن آخر انتخابات أجريت في عهد الرئيس السابق "عبدالعزيز بوتفليقة"، حققت نسبة مشاركة بلغت 37.09%، لا يتوقع الجزائريون أن تحقق أول انتخابات بعد تنحيه نسبة إقبال كبيرة مقارنة بعام 2017.

وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 08:00 بالتوقيت المحلي (الساعة 07:00 ت ج) على أن تغلق الساعة 19:00 (18:00 ت ج)، ويتوقع ألا تصدر النتائج الرسمية قبل الأحد.

ويبلغ عدد المكاتب المخصصة للعملية الانتخابية، 61 ألفا و543 مكتبا داخل التراب الجزائري و357 بالخارج، وفق ذات المصدر.

ووفقا لبيانات رسمية، فإن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 3.11% بالنسبة للجالية في الخارج.

ويحق لنحو 24 مليون ناخب اختيار 407 نواب جدد في مجلس الشعب الوطني (مجلس النواب في البرلمان) الذي سينتخب لمدة 5 أعوام.

ويرفض الحراك المطالب بتغيير النظام ودولة القانون والانتقال الديمقراطي والقضاء المستقل، هذه الانتخابات التشريعية، فيما دعت المعارضة العلمانية واليسارية، التي تراجعت شعبيتها، إلى المقاطعة أو ترك الحرية لأفرادها بالاقتراع من عدمه.

وتصدر الحديث عن نسب التصويت، تصريحات "تبون" عقب قيامه بالاقتراع في مركز بسطاوالي في الضاحية الغربية للعاصمة الجزائرية، حين قال: "بالنسبة لي فإن نسبة المشاركة لا تهم، ما يهمني أن من يصوت عليهم الشعب لديهم الشرعية الكافية لأخذ زمام السلطة التشريعية".

وأضاف: "رغم ذلك، أنا متفائل من خلال ما شاهدته في التلفزيون الوطني. هناك إقبال خصوصا لدى الشباب والنساء. أنا متفائل خيرا".

وردّاً على سؤال حول موقفه من القوى التي قررت مقاطعة الانتخابات، قال "تبون": "أقول للذين اختاروا المقاطعة إنهم يمارسون حقهم، لكن شريطة ألا يفرضوا المقاطعة على الغير، وهذه هي الديمقراطية، لا نفرض على أي أحد الانتخاب، لكن الديمقراطية تقتضي احترام رأي الآخرين".

وجاء حديث "تبون"، بعدما شهدت مكاتب الاقتراع في الجزائر العاصمة والمدن الكبرى غيابا ملحوظا للناخبين.

ووفق إعلان رسمي، بلغت نسبة التصويت في ولاية الجزائر (العاصمة) نحو 5.65%، في حين تدنت نسبة المشاركة في ولاية عنابة إلى 2.09%، وولاية خنشلة بنحو 6.05%.

أما في منطقة القبائل، قال نائب رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان "سعيد صالحي"، إن أغلب المكاتب لم تفتح في تيزي وزو وبجاية، كما حدث في الانتخابات الأخيرة، حيث كانت نسبة المشاركة قريبة من الصفر في هذه المنطقة المتمردة.

وبدا الرئيس الجزائري غير مهتم بدرجة كبيرة بنسبة التصويت في الانتخابات، وقال: "قلت وأعيد إن نسبة المشاركة لا تهمّ، المهم أن يخرج المنتخبون الذين ينتخبهم الشعب في شفافية، ما يهمني أن من يخرجون من الصندوق لديهم الشرعية الكاملة".

وأوضح أنه "مهما كانت النسبة، فالأهم هو النتيجة، ومعروف أن الانتخابات التشريعية دائماً تكون نسب المشاركة فيها قليلة مقارنة مع الانتخابات الرئاسية، وهناك دول عريقة في الديمقراطية، ومع ذلك تشهد نسبة مشاركة متدنية".

وتجرى هذه الانتخابات في ظل مقاطعة أبرز أحزاب التكتل الديمقراطي، وهي "حزب العمال" وحزب "التجمع الوطني من أجل الثقافة والديمقراطية"، وجبهة "القوى الاشتراكية"، كما يدعو أنصار الحراك إلى مقاطعتها.

وأمام ذلك، سعت السلطات إلى تشجيع مزيد من الناخبين على المشاركة في التصويت، لتعلن السلطة المشرفة على الانتخابات تمكين الناخبين الذين لم يتحصلوا على بطاقات الناخب، التصويت من خلال عرض أية بطاقة تثبت الهوية.

وستكون نسبة المشاركة رهان السلطة التي تتوقع أن تتراوح بين 40% و50% على الأقل، بخلاف الجهات التي تقف وراء دعوات المقاطعة التي نددت باعتقال بعض المعارضين عشية انطلاق عملية الاقتراع.

وتبدو السلطة مصمّمة على تطبيق "خارطة الطريق" الانتخابية التي وضعتها، متجاهلة مطالب الشارع.

وتعد هذه الانتخابات النيابية الأولى في عهد "تبون"، الذي وصل سدة الحكم في انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2019، خلفا لـ"عبدالعزيز بوتفليقة"، الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في فبراير/شباط من العام ذاته.

وعلى الرغم من انتخاب "تبون" رئيسا للبلاد، والموافقة على دستور معدل في استفتاء، يعتقد العديد من الجزائريين، أن المؤسسة الأمنية والعسكرية لا تزال بيدها السلطة الحقيقية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

عبدالمجيد تبون الحراك الحراك الجزائري انتخابات الجزائر انتخابات تشريعية

أكثر من 25 ألف مرشح.. انطلاق سباق الانتخابات التشريعية في الجزائر

الجزائر.. مظاهرات رافضة للانتخابات التشريعية وإغلاق لجان الاقتراع بمناطق القبائل

بعد تمديدها لساعة.. إغلاق صناديق الاقتراع بالجزائر وبدء الفرز

رسميا.. الجزائر: نسبة المشاركة بالانتخابات البرلمانية 30%