استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

بعد "أميركا أولا".. كيف سيترجم بايدن "أميركا عادت" للأوروبيين في أولى جولاته الخارجية؟

الاثنين 14 يونيو 2021 08:04 م

بعد "أميركا أولا".. كيف سيترجم بايدن "أميركا عادت" للأوروبيين في أولى جولاته الخارجية؟

بعد تعهده بتجديد تحالفات واشنطن التقليدية.. بايدن في رحلة مدتها أسبوع مزدحم بالقارة الأوروبية.

بعد 4 سنوات من علاقات عاصفة عبر ضفتي الأطلسي خلال حكم ترامب سيتعرف قادة أوروبا على رؤية بايدن الذي تعهد بتجديد تحالفات واشنطن التقليدية.

وسط ضغوط أميركية أوقفت أوروبا التصديق على اتفاقية تجارية واستثمارية ضخمة وطويلة الأمد بين الاتحاد الأوروبي والصين.

يتعين على بايدن أن يخطو بحذر مع القادة الأوروبيين الذين لا يحبذون إجبارهم على "اختيار أحد الأطراف المتصارعة"، حتى لا تبدأ حرب باردة جديدة.

تتوق دول الاتحاد الأوروبي خاصة الأصغر حجما والأقل ثراء لتعزيز اقتصاداتها بمساعدة الاستثمار والتكنولوجيا الصينيين مما يهدد القوة الأميركية أوروبيا.

سيشعر الأوروبيون بالارتياح لرؤية بايدن لكنهم انتخابات عام 2016 أظهرت مدى السرعة التي تتغير بها الأمور في السياسة الخارجية الأميركية.

*     *     *

بدأ الرئيس الأميركي جو بايدن جدول أعمال مزدحما في أولى زياراته الخارجية، التي تستغرق أسبوعا في القارة الأوروبية، حيث سيجتمع مع الحلفاء الأوروبيين، ويزور مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ويحضر اجتماعات مجموعة الدول السبع الاقتصادية الكبرى، ويعقد قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مدينة جنيف السويسرية.

وبعد 4 سنوات من العلاقات العاصفة عبر ضفتي الأطلنطي خلال حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، سيتعرف القادة الأوروبيون على رؤية الرئيس بايدن، الذي تعهد بتجديد تحالفات واشنطن التقليدية، من خلال العمل مع شركاء الولايات المتحدة لمعالجة القضايا العالمية الكبرى، مثل: تغير المناخ، وتنظيم التكنولوجيا، ومواجهة صعود الصين، وعدوانية روسيا. ويواجه بايدن جدول أعمال شائكا في كل أيام الزيارة.

تريد واشنطن أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خروجا آمنا مستقرا، ومن المتوقع أن يحذر بايدن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من تنفيذه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مما يضر جمهورية أيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي، وهو ما من شأنه تعريض السلام الهش منذ اتفاقيات "الجمعة الحزينة" عام 1998.

في الوقت ذاته، يسعى جونسون إلى التوصل لاتفاق تجاري ضخم مع الولايات المتحدة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

قمة السبع وضرائب الشركات

يتطلع بايدن خلال اللقاء الموسع مع قادة الدول الصناعية السبع الكبرى إلى حشد البلدان الغنية لإرسال المزيد من لقاحات فيروس كورونا إلى البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، وذلك رغم أن الولايات المتحدة نفسها كانت بطيئة في التحرك، وكانت واشنطن تعهدت بالتبرع بنصف مليار جرعة لقاح مجانية للعالم الثالث.

 

ومن القضايا المهمة كذلك البحث في سبيل ضمان اعتماد أوسع لاقتراح تحديد الحد الأدنى العالمي لضرائب الشركات، وترحيب بايدن بذلك، وهو ما يضعه في مواجهة لاحقة مع الكونغرس، الذي يتحفظ على هذه التصورات، ويعتبرها تدخلا في الشؤون الأميركية.

عودة مطلوبة

في أول قمة لحلف شمال الأطلسي منذ عام 2018، سيشعر الأعضاء بالارتياح لرؤية رئيس أميركي لا يقلل من قيمة الحلف نفسه في خطاباته. ومن الأسئلة الصعبة الواجب بحثها ما يتعلق بهدف وجود الحلف في القرن 21.

ومع استكمال خروج قوات دول الحلف من أفغانستان خلال شهور قليلة، يعمل الناتو الآن على صياغة أهداف جديدة تظهره كتحالف مرن من خلال إعداد ميثاق لأمن المناخ، وبناء تصور موحد لكيفية مواجهة الصعود الصيني.

حديث منتظر مع أردوغان

من المنتظر أن يجتمع بايدن مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في وقت تشهد فيه علاقة واشنطن مع تركيا – الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي – توترا بسبب شراء أنقرة أسلحة متطورة من روسيا، ومخاوف واشنطن بشأن سجل أنقرة في مجال حقوق الإنسان، ويأتي الاجتماع عقب أسابيع فقط من تصنيف بايدن ما جرى للأرمن على يد الأتراك وقت الحرب العالمية الأولى بكونه "إبادة جماعية للأرمن"، وهي الخطوة التي أغضبت الحكومة التركية، ولكن في القوت ذاته هناك ضرورة لبحث التعاون البناء بين الطرفين في ما يتعلق بسوريا وأفغانستان.

قمة أوروبية أميركية

وفي أول قمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ عام 2014، سيكون التركيز الرئيسي على التجارة والتكنولوجيا، وهما مجالان لا يتطلع بايدن إلى العودة إلى معايير ما قبل ترامب فيهما.

في الواقع، ترك بايدن تعريفات ترامب على الصلب على الاتحاد الأوروبي، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن جذور بايدن وعائلته تعود لعمال مناجم الحديد في ولاية بنسلفانيا، لكن على نطاق أوسع، يدفع بايدن بما أسماها "السياسة الخارجية للطبقة المتوسطة"، التي من شأنها أن تعطي الأولوية للشركات والعمال والموردين في الولايات المتحدة بطرق يمكن أن تضر أوروبا، وهناك نزاعات مستمرة سيتم بحثها حول المعايير عبر الأطلنطي بشأن الخصوصية الرقمية وفرض الضرائب على شركات التكنولوجيا.

قمة جنيف مع بوتين "القاتل"

بلا شك سيكون لقاء عاصفا ذلك الذي يجمع بين بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام جولته الأوروبية، والذي وصفه بايدن في مقابلة تلفزيونية "بالقاتل".

وترى واشنطن أن بوتين ربما يكون متواطئا في كثير من جرائم القرصنة التي ارتكبت مؤخرا على يد قراصنة تقول واشنطن إنهم من روسيا. ويرغب فريق بايدن في وجود علاقة "مستقرة ويمكن التنبؤ بها"، بحيث يمكن عقاب الروس على بعض مواقفهم، كما هي الحال مع أوكرانيا وبيلاروسيا وسوريا، ويتم التعاون في قضايا أخرى، مثل: إيران والمناخ ومستقبل الطاقة.

أهم مخرجات زيارة بايدن الأولى

تركز جهود الخبراء الأميركيين المتابعين لزيارة بايدن الخارجية الأولى على قضيتين أساسيتين:

- الصين: تتفق بروكسل وواشنطن على ضرورة وقف الممارسات التجارية غير العادلة وانتهاكات حقوق الإنسان في الصين، ويريد بايدن–على عكس ترامب– العمل مع الحلفاء لتشكيل جبهة موحدة لمواجهة الصين.

ووسط الضغوط الأميركية، أوقفت أوروبا مؤخرا التصديق على اتفاقية تجارية واستثمارية ضخمة وطويلة الأمد بين الاتحاد الأوروبي والصين. ولكن يتعين على بايدن أن يخطو بحذر مع القادة الأوروبيين الذين لا يحبذون إجبارهم على "اختيار أحد الأطراف المتصارعة"، حتى لا تبدأ حرب باردة جديدة.

وعلى أرض الواقع، تتوق العديد من دول الاتحاد الأوروبي -خاصة الدول الأصغر حجما والأقل ثراء- إلى تعزيز اقتصاداتها بمساعدة الاستثمار والتكنولوجيا الصينيين، وهو ما يهدد القوة الأميركية في القارة الأوروبية.

- مدى عودة أميركا: سيشعر الأوروبيون بالارتياح لرؤية بايدن، ولكنهم يدركون جيدا طبيعة السياسة الأميركية؛ فقد أظهرت انتخابات عام 2016 مدى السرعة التي يمكن أن تتغير بها الأمور في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وأنه لا أحد يعرف احتمالات عودة ترامب (أو مرشح ترامبي النزعة) إلى البيت الأبيض عام 2024، حيث لا يزال الرئيس السابق يتمتع بشعبية واسعة.

يضاف إلى ذلك أن ألمانيا وفرنسا ستجريان انتخابات مهمة قبل نهاية العام، ويدفع ذلك بالمزيد من عدم اليقين حول مستقبل القارة الأوروبية، ومستقبل أكبر حلف عسكري في التاريخ.

* محمد المنشاوي كاتب وباحث في الشأن الأميركي من واشنطن

المصدر | الجزيرة نت

  كلمات مفتاحية

عودة أميركا، رحلة بايدن، أوروبا، الصين، الناتو، ترامب، قمة السبع، قمة جنيف، روسيا، بوتين،