عقد وزير الخارجية المغربي "ناصر بوريطة"، الإثنين، ونظيره الأمريكي "أنتوني بلينكن" محادثات مباشرة على هامش مشاركتهما في أشغال الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية المنعقد بالعاصمة الإيطالية روما.

وأوضحت الخارجية المغربية، في بيان، أن المحادثات بين "بوريطة" و"بلينكن" بحثت الشراكة الاستراتيجية الثنائية وسبل تعزيزها، ومناقشة المواعيد الثنائية المقبلة، وبعض القضايا الإقليمية التي يضطلع فيها المغرب بدور مهم، لا سيما ما يتعلق بالشرق الأوسط والأزمة الليبية.

فيما كتب "بلينكن"، عبر تويتر: "لقاء جيد اليوم مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لاستعراض مصلحتنا المشتركة في السلام والاستقرار الإقليمي وحقوق الإنسان، بما في ذلك حرية الصحافة. كما ناقشنا التطورات في ليبيا ورغبتنا في رؤية الاستقرار والازدهار هناك".

وتأتي المحادثات بين "بوريطة" و"بلينكن" في وقت تتجه فيه الأنظار إلى الموقف النهائي للإدارة الأمريكية الجديدة من قرار الرئيس السابق "دونالد ترامب" الاعتراف بمغربية إقليم الصحراء، في وقت تراهن فيه جبهة "البوليساريو" والجزائر على دفع إدارة "جو بايدن" نحو التراجع عن هذا الاعتراف.

وكان "بوريطة" و"بلينكن" قد أجريا، في 30 أبريل/ نيسان الماضي، محادثات هاتفية نوها خلالها بالشراكة الاستراتيجية الصلبة والدائمة، القائمة بين المغرب وأمريكا منذ عقود. في حين كان لافتاً غياب قضية الصحراء عن المحادثات، ما اعتبره مراقبون إشارة أخرى إلى أن النزاع لا يدخل حالياً ضمن أولويات الإدارة الأمريكية الجديدة، وأنها ما زالت في طور بلورة موقف واضح من اعتراف "ترامب" بمغربية الصحراء.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس" قد صرح في 10 يونيو/ حزيران الحالي، أن إدارة "بايدن" تتشاور بشكل خاص مع كافة أطراف قضية الصحراء حول "أفضل السبل لوقف العنف وتحقيق تسوية دائمة".

وفي رده عن سؤال صحافي حول اعتراف الإدارة السابقة بسيادة المغرب على الصحراء، قال "برايس": "ليس لدي أي شيء آخر أعلنه في هذا الوقت؛ لكنني بالتأكيد سأعترض على التوصيف بأنه كانت هناك استمرارية، بما في ذلك عندما يتعلق الأمر بنهجنا تجاه المنطقة، من الإدارة السابقة".

وتقترح الرباط حكما ذاتيا موسعا في الصحراء الغربية تحت سيادتها، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير‎ المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من المنطقة.