استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أعتاب اضطراب عربي جديد

الخميس 1 يوليو 2021 10:25 ص

أعتاب اضطراب عربي جديد

هل تحمل العشرية القادمة مقدمات اضطراب عربي جديد؟ ثلاثة مؤشرات داخلية ومؤشر خارجي واحد تحدد الإجابة.

مؤشر الاختراق الأجنبي للدول يتركز حول ثلاثة أبعاد: اختراق السلطة، اختراق النخب، واختراق المجتمع.

الاقليم المرجح أن يمر بحالة عدم استقرار عالية إلى عالية جدا خلال فترة 2021-2030 هو حوض النيل فهو الاسوأ بالجزء الاكبر من المؤشرات.

يأتي الخليج والهلال الخصيب ثانيا في احتمالات المرور بحالة عدم استقرار بينما سيكون المغرب العربي الاقل اضطرابا بين الاقاليم العربية الفرعية.

المؤشرات الداخلية الثلاثة: عدم الاستقرار السياسي، مستوى الديمقراطية، الفروق الطبقية الناتج عن سوء توزيع الدخل داخل الدول العربية أو فيما بينها.

*   *   *

هل تحمل العشرية القادمة مقدمات اضطراب عربي جديد؟ ثلاثة مؤشرات داخلية ومؤشر خارجي واحد تحدد–من وجهة نظري الاجابة.

أما المؤشرات الداخلية الثلاثة فهي: عدم الاستقرار السياسي، مستوى الديمقراطية، الفروق الطبقية الناتج عن سوء توزيع الدخل سواء داخل الدول العربية او بين الدول العربية.

وكل مؤشر من هذه المؤشرات المركزية طبقا للمقاييس العلمية المعتمدة في البحوث الاكاديمية والجامعية ينطوي على عشرات المؤشرات الفرعية، ويبلغ عدد المؤشرات الفرعية للمؤشرات المركزية الثلاثة 64 مؤشرا فرعيا، مع التنبيه الى ان كلا منها يؤثر على المؤشرات الأخرى، ويتم قياس التأثير المتبادل من خلال مصفوفة التأثير المتبادل.

اما المؤشر الخارجي الوحيد الذي اعتمدناه (في دراسة أقوم باعدادها وقد تنتهي مع نهاية العام الحالي ) فهو مؤشر الاختراق الاجنبي للدول، و استنادا لنماذج قياس الأختراق المباشر وغير المباشر التي تتركز حول ثلاثة ابعاد هي: اختراق السلطة (من خلال الاشخاص والانتخابات وغيرها )، اختراق النخب (من خلال القيادات الفكرية والمجتمعية والترويج لمراكز ابحاث ودراسات معينة)، واختراق المجتمع (كما يتضح من نماذج مختلفة في المجتمع المدني)، ولعل ابرز نماذج القياس هي التي طبقها عدد من الباحثين مثل ليون كارل براون، ريموند هينيبوخ، جيوتي رتّان.. إلخ.

نتائج أولية

سنقسم العالم العربي إلى أربعة اقاليم (المغرب العربي – الخليج العربي ومعه اليمن – حوض النيل – الهلال الخصيب (العراق وبلاد الشام)، وتم التركيز في القياس على الاتجاه الاعظم (Mega-Trend) خلال الفترة من 1990-2020. وكانت النتائج الأولية على النحو التالي:

1- يتصدر العالم العربي أقاليم العالم في كونه الأسوأ في معدلات الاستقرار السياسي وفي الديمقراطية وفي عدالة توزيع الدخل.

2- يحتل العالم العربي المركز الاول في معدل الاختراق الخارجي لسلطاته السياسية ونخبه ومجتمعاته.

وبناء على ما سبق حاولنا تحديد مستقبل المنطقة العربية استنادا للمؤشرات الاربعة السابقة:

أولا: الاستقرار السياسي: (عدد مؤشراته الفرعية 28)

طبقا لمعدل أربعة مقاييس: كانت معدلات الاستقرار العربي على النحو التالي (عام 2020) يتم حساب النقاط على اساس مجموع 120 نقطة، كلما كان المجموع اعلى تكون الدولة اكثر عدم استقرار.

 1- هناك دولتان عربيتان يتراوح معدل الاستقرار فيها بين 67% ( الامارات) و64%( قطر)، وهناك دولتان تقعان في خانة الاستقرار المتوسط 60% ( الكويت،) و56% (سلطنة عمان).

2- بقية الدول العربية (15 دولة تقع كلها في خانة السالب أي عدم الاستقرار).

3- الدول الأعلى في عدم الاستقرار بالترتيب من حيث الأعلى للأدنى هي اليمن ثم سوريا ثم العراق ثم ليبيا. وهذه تتراوح بين 80-85% من عدم الاستقرار.

4- من حيث الاقليم الاكثر عدم استقرار هو: حوض النيل 79% ثم الهلال الخصيب 77% ثم المغرب العربي 67% ثم الخليج العربي 52%

5-: لو اخذنا الدول العربية الأكثر سكانا سنجد أن 80% من العرب يعيشون في ثمانية دول معدل عدم الاستقرار فيها حوالي 75%، لكن هذا المعدل في هذه الدول ذات السكان الكبير يتحسن ببطء شديد مما يعني ان فترة عدم الاستقرار ستبقى اطول مما يعتقد الكثيرون، فمعدل التحسن في هذه الدول يتراوح بين 1.5 الى 1.8 نقطة سنويا، أي أن الوصول لمرحلة استقرار بنسبة 50% تحتاج الى 15 سنة، لا سيما ان وتيرة التسارع (acceleration) شبه ثابتة قياسا للسنوات من 2005 الى 2020.

ثانيا: الديمقراطية في العالم العربي من 2000 الى 2020 (عدد مؤشراتها الفرعية 19).

يبلع المعدل العالمي للديمقراطية حوالي 5.37 من عشرة، بينما المعدل العربي هو 3.44، وتوزعت نسب الديمقراطية على النحو التالي حسب الاقليم الفرعي:

المغرب العربي: 4.25

حوض النيل: 2.73

الخليج واليمن: 2.75

الهلال الخصيب: 3.33

ذلك يعني أن حوض النيل من ناحية والخليج العربي من ناحية اخرى هما الاسوأ في مستويات الديمقراطية.

ثالثا: الفروق الطبقية داخل المجتمعات العربية (عدد مؤشراته الفرعية 5 مؤشرات).

من الضروري التبنه الى ان اغلب مؤشرات قياس الدخل تتم تطبيقا لمؤشر جيني (Gini)، وطبقا لاحدث دراسات هذا المؤشر من خلال عدة مؤسسات تبين لنا ما يلي:

1- تبين أن 56% من الثروة العربية تذهب لصالح 10% من السكان.

2- إن 1% من السكان العرب يمتلكون 23% من الثروة، أما 50% من قاع المجتمع فيمتلك 12%.

3- من 1990 الى 2020 لم تتغير " نسب الفروق الطبقية " بين الشرائح الطبقية العربية.

4- ارتفع عدد سكان الدول العربية من عام 1990 الى عام 2020 بحوالي 79%، بينما ارتفع معدل دخل الفرد بمعدل 18% فقط.

5- أعلى دولة عربية في الفروق الطبقية هي السعودية، إذ أن 10% من السكان يحصلون على 59.1%.

وطبقا للأقاليم الأربعة التي اعتمدناها في القياس نصل للنتائج التالية على أساس نصيب أعلى 10% من السكان من اجمالي الثروة (كلما كانت الفروق الطبقية اقل يكون الرقم اقل):

1- اقليم المغرب العربي:34.4

2- الخليج العربي: 40.5

3- حوض النيل: 40.6

4- الهلال الخصيب: 33.7

ذلك يعني ان الخليج العربي وحوض النيل هما الاسوأ في عدالة توزيع الثروة.

رابعا: الاختراق الخارجي: (عدد مؤشراته الفرعية 12 مؤشرا).

ونظرا لطول مؤشرات هذا الجانب وتفرعاتها يمكن ايجاز نتائج القياس على النحو التالي: (العلامة من 10. كلما كانت العلامة اعلى يكون الاختراق الخارجي اعلى)

1- الخليج العربي: 8

2- الهلال الخصيب 7

3- حوض النيل  5

4- المغرب العربي 4

خلاصة

بعيدا عن الانحيازات الآيديولوجية، ومن خلال مقارنة واسعة لارقام مختلف المؤسسات العربية والدولية ذات السمعة العلمية، وبعيدا عن الانطباعات الفردية والمحمول التاريخي والثقافي من صور ذهنية مسبقة، تبين لي دون الدخول في تفاصيل فنية للحساب ما يلي:

أولا: بحساب الاوزان النوعية للمؤشرات يتبين ان الامور تسير في الاتجاه التالي:

أ‌- إن الاقليم المرجح أن يمر بحالة عدم استقرار عالية الى عالية جدا خلال الفترة من 2021-2030 هو حوض النيل فهو الاسوأ في الجزء الاكبر من المؤشرات.

ب‌- يأتي الخليج والهلال الخصيب في المرتبة الثانية باحتمالات المرور في حالة عدم استقرار بنسبة بين 55 و65%.

ت‌- سيكون اقليم المغرب العربي الاقل اضطرابا بين الاقاليم العربية الفرعية بنسبة تتراوح بين 40 الى 50%.

وتبقى " ربما " حاضرة.

* د. وليد عبد الحي أكاديمي باحث في الدراسات المستقبلية.

المصدر | facebook.com/walid.abdulhay

  كلمات مفتاحية

اضطراب عربي، عدم الاستقرار السياسي، الديمقراطية، الفروق الطبقية، سوء توزيع الدخل، الدول العربية، الاختراق الاجنبي، الأوزان النوعية،