وزير أمريكي سابق: ديدي مثال لمحرك الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين

الأحد 11 يوليو 2021 10:35 ص

يرى وزير العمل الأمريكي الأسبق "روبرت رايش" أن "البيانات وليس الأسلحة" هي المحرك الرئيسي للحرب الباردة الناشئة بين الولايات المتحدة والصين حاليا، مشيرا إلى شركة "ديدي" الصينية العملاقة لطلب سيارات الأجرة، التي هبطت أسهمها هذا الأسبوع بأكثر من 20%.

وذكر "رايتش"، الذي شغل منصبه الوزاري في إدارة الرئيس "بيل كلينتون"، في تحليل نشره بصحيفة "الجارديان" البريطانية، أن "ديدي" جمعت، قبل أيام قليلة، 4.4 مليارات دولار في طرح عام أولي ضخم في نيويورك، وهو أكبر طرح عام أولي لشركة صينية منذ ظهور شركة "علي بابا" للمرة الأولى عام 2014، ورغم ذلك هبطت أسهمها فجأة بعد إعلان هيئة تنظيم الإنترنت في الصين أنها اشتبهت في أن الشركة تقوم بجمع المعلومات الشخصية واستخدامها بشكل غير قانوني.

وخلال فترة التحقيق، أمرت الهيئة "ديدي" بالتوقف عن تسجيل مستخدمين جدد وإزالة تطبيق الشركة من متاجر التطبيقات في الصين.

وأشارت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية المملوكة للدولة، في افتتاحية يوم الإثنين الماضي، إلى أن "ديدي" لديها "معلومات السفر الشخصية الأكثر تفصيلا" للمستخدمين من بين جميع شركات التكنولوجيا الكبيرة، وأن الشركة تشكل خطرا محتملا على الأفراد لأنها قد تجري تحليلا ضخما للبيانات الخاصة بالمستخدمين وعاداتهم وسلوكهم.

وفي هذا الإطار؛ يعلق "رايش": "منذ متى تشعر بكين بالقلق على خصوصية المواطنين الصينيين؟ فحكومة الصين تبذل كل ما في وسعها للتجسس عليهم"، مضيفا: "على الأرجح، أثار الاكتتاب العام في نيويورك القلق في بكين من أن الولايات المتحدة قد تتمكن من الوصول إلى كميات هائلة من المعلومات الشخصية حول المكان الذي يعيش فيه الصينيون ويعملون ويسافرون، وهي بيانات قد تهدد الأمن القومي للصين".

ويشير "رايش" إلى أن "الحرب الباردة الناشئة بين بكين وواشنطن لا تتعلق بالأسلحة التقليدية بقدر ما تتعلق بجمع البيانات وتحليلها والاستفادة منها إلى أقصى حد للتغلب على الجانب الآخر".

ويتابع أن "القلق الحقيقي للمشرعين الأمريكيين بشأن ديدي وشركات التكنولوجيا الصينية الأخرى التي تكتسب موطئ قدم مالي في الولايات المتحدة هو أنهم قد يجمعون كميات كبيرة من البيانات حول الولايات المتحدة".

والأربعاء الماضي، فرضت هيئة مكافحة الاحتكار في الصين غرامة على العديد من الشركات التي تعمل عبر الإنترنت، بما في ذلك "ديدي"، بدعوى انتهاك قانون مكافحة الاحتكار في البلاد.

ويعتقد خبراء أن الإجراءات التي تستهدف "ديدي" تعد جزءا من حملة قمع حكومية مستمرة لعمالقة التكنولوجيا في الصين.

و"ديدي" هي واحدة من 34 شركة تكنولوجيا استدعتها سلطات مكافحة الاحتكار الصينية في أبريل/نيسان الماضي، من بينها شركة "علي بابا" وشركات تكنولوجية أخرى مثل "بايت دانس" المالكة لتطبيق "تيك توك" الشهير.

وتأسست "ديدي" عام 2012 من قبل الشاب "ويل تشينج"، وأصبحت واحدة من أكبر الشركات التي توفر خدمات النقل في الصين، مع أكثر من 377 مليون مستخدم نشط و13 مليون سائق في جميع أنحاء البلاد.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أمريكا الصين الحرب الباردة روبرت رايش ديدي

الصين تدعو أمريكا لمعالجة خطئها والعودة للاتفاق النووي