استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

لماذا الأردن ليس جاهزاً؟!

الأربعاء 14 يوليو 2021 11:09 ص

لماذا الأردن ليس جاهزاً؟!

الأردن ليس جاهزاً حتى الآن لفتح المدارس وتحذير من تدنى نسبة الإقبال على تلقي المطاعيم.

ما زال هناك فسحة من الوقت ليكون الأردن جاهزًا للتعامل مع الأمر بشكل يسمح باستئناف الدراسة، وتجنب الذروة القاتلة من الفايروس في سبتمبر القادم.

إن الوصول لتطعيم 4.5 ملايين شخص بداية سبتمبر سيقود لرفع كافة القيود لكن مع عدم بلوغ هذا الرقم سيكون رفع الإجراءات الوقائية بمثابة مغامرة كبيرة.

لماذا تعاظمت شكوك ببلوغ الحكومة أهدافها قبل سبتمبر خاصة أن عدد مَن تلقوا اللقاح اقترب من تجاوز 3 ملايين نسمة؟! هل كسب المتحور "دلتا" السباق سيما بعد بلوغ إصاباته 3.7%؟!

ماذا عن عيد الأضحى وفتح المعابر الحدودية؟ ولماذا مدينة المفرق التي تعد من المدن الحدودية لوقوعها على مفترق الطرق بين العراق وسوريا لم يتجاوز تعداد من تلقوا اللقاح فيها حتى اللحظة 33% من الفئة المستهدفة؟

*     *     *

وزير الصحة فراس الهواري لإذاعة "جيش أف أم" اليوم الثلاثاء قال: "الأردن ليس جاهزاً حتى الآن لفتح المدارس"، محذرًا من تدنى نسبة الإقبال على تلقي المطاعيم بالقول:

"إن الوصول الى تطعيم 4.5 ملايين شخص في بداية أيلول المقبل سيقودنا لرفع كافة القيود بالمملكة، لكن عدم الوصول إلى هذا الرقم، حينها سيكون رفع الإجراءات حينها بمثابة مغامرة كبيرة".

لماذا تعاظمت الشكوك في إمكانية وصول الحكومة إلى أهدافها قبل حلول أيلول المقبل، خصوصًا أن عدد مَن تلقوا اللقاح اقترب من تجاوز الـ 3 ملايين نسمة؟! وهل كسب المتحور "دلتا" السباق، ولا سيما بعد ارتفاع نسب الإصابات إلى 3.7%؟!

وماذا عن عيد الأضحى وفتح المعابر الحدودية؟ ولماذا مدينة المفرق التي تعد من المدن الحدودية لوقوعها على مفترق الطرق بين العراق وسوريا لم يتجاوز تعداد من تلقوا اللقاح فيها حتى اللحظة 33% من الفئة المستهدفة؟ وماذا عن جارتها الرمثا: ألا يستحق الأمر من الحكومة جهودًا مضاعفة قبل فوات الأوان؟!

الارتفاع في الإصابات قابله الإعلان عن "عدم جاهزية" بُعيد زيارات متكررة للوزير الهواري للمستشفيات الميدانية في المملكة. فيوم امس الاثنين قال إن "الارتفاع في وتيرة النتائج الإيجابية للفحوص الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا "يدق ناقوس الخطر"، ويضعنا في قلق حقيقي حيال احتمالية إعادة تفشي الوباء من جديد".

بل ذهب الهواري الى ما هو أبعد من ذلك بالكشف "عن بدء دخول المملكة في موجة جديدة من فيروس كورونا المستجد، مع ارتفاع أعداد الإصابات مؤخراً والوفيات"؛ إذن فالحاجة للانتظار الى شهر أيلول/ سبتمبر القادم لاتخاذ قرارات مسألةٌ تبدو غامضة ومشوشة للمراقبين من بعيد!

لنتوصل الى حقيقة مفادها أن البلاد على وشك الدخول في موجة جديدة تبلغ ذروتها خلال شهر أو أكثر من الآن، يقابلها الحاجة الى إجراءات وقائية الأصل أن تُتبع؛ لتجنب الذروة القاتلة، وتأجيل العودة الى المدارس والحظر بشقيه الجزئي والشامل.

التحرك الوقائي هو الأسلم، فتونس دخلت في موجة مدمرة من "كورونا" وهو حَدَثٌ يحتاج إلى تفحص للتعرف على الاسباب.

ودولة تشيلي في جنوب أمريكا تواجه موجة كبيرة من تفشي وباء "دلتا" الذي أصاب 50% ممن تلقوا لقاح "سينوفارم" الصيني بالوباء، وهو أيضًا يحتاج للتدبر رغم أن وزيرة الصحة التشيلية التي اعتمدت اللقاح الصيني دون غيره بررت السبب بكونه عائدًا الى "ارتفاع نسب التلوث الإشعاعي (الأشعة الشمسية بأنواعها) بسبب موقع البلاد، وارتفاعها الكبير عن سطح البحر.

ما يؤدي الى إضعاف المناعة العامة لدى المواطن التشيلي"!! وهذه المرة الأولى التي أسمع فيها كمراقب مبررًا يفسر ضعف المناعة لشعب بأكمله على هذا النحو!!!

وفي كل الأحوال، الوقت مناسب لإعداد خطة طوارئ، وأخرى للوقاية تهدف لدراسة الحقائق والسبل المثلى لتجنب الذروة القاتلة والمدمرة من الوباء صحيًّا واقتصاديًّا، ووقفها قبل حدوثها، ومن ضمنها دراسة إعطاء المطعوم للمرة الثالثة!

فالأمر بات يستحق الدراسة الى جانب التشجيع على تلقي اللقاحات الآمنة والفاعلة، والحفاظ على سبل الوقاية الشخصية؛ حيث إن إغلاق المدارس كارثة ثقافية واجتماعية واقتصادية تفاقم من الأزمة التي تعاني منها البلاد.

ختامًا..

لا يمكن وقف تفشي الوباء بالتحذيرات والتصريحات، بل الأمر يحتاج الى إجراءات عملية على الارض، بعضها يجهد وزير الصحة للقيام به، وبعضها الآخر لا يبدو أنه محل دراسة وعناية حتى اللحظة؛ فقرار التعليم الوجاهي أو عدمه يجب أن لا يكون انفعاليًّا ودون دراسة.

إذ ما زال هناك فسحة من الوقت ليكون الأردن جاهزًا للتعامل مع الأمر بشكل يسمح باستئناف الدراسة، وتجنب الذروة القاتلة من الفايروس في سبتمبر القادم.

* حازم عياد كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الأردن، لقاح، سينوفارم، تونس، تشيلي، فتح المدارس، المعابر الحدودية، عيد الأضحى،