استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أمريكا: نهاية في أفغانستان واهتزاز في العراق

الخميس 15 يوليو 2021 08:55 ص

أمريكا: نهاية في أفغانستان واهتزاز في العراق

في حروبها الأفغانية والعراقية فشلت الولايات المتحدة في كل الوعود التي قدمتها حول الديمقراطية والشرق الأوسط الجديد.

العبث الأمريكي بالعراق بعد إسقاط نظام صدام عام 2003 دمر الدولة العراقية بل خلق فراغات كبرى من خلالها برزت داعش وتمددت إيران.

ينبغي إيقاف آلة القتل التي تحيط بمنطقتنا.. أليس غريبا عندما نبحث عن الحروب في العالم نكتشف أن حروب أمريكا لا نجدها إلا في العالم الإسلامي؟   

في العراق كانت أمريكا أكثر اهتماما بتدمير العراق أولا وبناء تحالفات مع قوى مالت للفساد بل كانت أكثر اهتماما بالتفرد لتقيم ديكتاتورية الاحتلال.

الحرب تبدأ بطريقة وتنتهي بأخرى ويؤكد التاريخ أن الدول الكبرى عندما تتهور تستخف بضحاياها ويعتريها غرور ناتج عن عدد دبابات وطائرات ترسانتها.

*     *     *

عندما غزت أمريكا أفغانستان بعد عملية الحادي عشر من سبتمبر 2001 وعدت العالم بنهاية الإرهاب والعنف، بل شنت حربين متتاليتين واحدة في أفغانستان والثانية في 2003 في العراق.

والجدير بالذكر للقارئ أنها أعلنت بلسان قادتها أنها ستمول حرب العراق من النفط العراقي وفي إطار ميزانية معتدلة. ها قد وصلت كلفة الولايات المتحدة بعد 20 عاما في كل من حربي العراق وأفغانستان لما يقارب 4 تريليونات دولار.

في حروبها الأفغانية والعراقية فشلت الولايات المتحدة في كل الوعود التي قدمتها حول الديمقراطية والشرق الأوسط الجديد.

في حروبها المتتالية في العالم الإسلامي وخاصة حربي أفغانستان والعراق لم تر الدولة الكبرى ضحاياها وظروفهم، كما غضت النظر تماما عن معرفتها أن طالبان نتاج لظروف أفغانية اجتماعية وسياسية وهم ايضا نتاج استخدامها لهم في حربها الباردة ضد التدخل السوفياتي في أفغانستان.

ولم تكن طالبان كالقاعدة، بل كانت ثاني جهة أدانت الحادي عشر من سبتبمر، ولم يكونوا سعداء ابدا بعملية القاعدة. لم تكن الطالبان تيارا واحدا فحول الملا عمر كان هناك من أرادوا تقنين عمل القاعدة بل ومن أرادوا ما يمنع المفاجآت.

لقد دفعت الولايات المتحدة آلاف القتلى والجرحى من مقاتليها في أفغانستان، وانتهى الامر بكارثة. اليوم تستعيد الطالبان السيطرة على معظم الأراضي الافغانية.

من جهة أخرى العبث الأمريكي بالعراق بعد إسقاط نظام صدام عام 2003، دمر الدولة العراقية، لكنه خلق الفراغات الكبرى التي من خلالها برزت داعش، وتمددت إيران.

ودفعت أمريكا خسائر وتورطت في كلفة فاقت كل كلفة. الحالة الأمريكية في العراق نموذج آخر على الفشل التاريخي الذي أوصل مؤخرا القواعد الأمريكية للتعرض للقصف بهدف الضغط عليها في المفاوضات النووية مع إيران والضغط عليها للخروج من العراق.

في العراق كانت الولايات المتحدة أكثر اهتماما بتدمير العراق أولا، وببناء تحالفات مع قوى مالت للفساد، كما كانت أكثر اهتماما بالتفرد لتقيم ديكتاتورية الاحتلال.

هذه قصة الدولة الكبرى التي تمددت بأكثر من قدراتها، لكنها بنفس الوقت قصة الدولة الكبرى التي تمددت بسبب سيطرة قوى إسرائيلية وصهيونية على صنع القرار الخارجي.

ففي الحرب على العراق كانت الأجندة الإسرائيلية في المقدمة، وكان الهدف الاهم تدمير الدولة وعلى الاخص الجيش العراقي، وهذا ما أرادته إسرائيل.

لكن في أفغانستان كانت الأجندة الإسرائيلية هي أجندة الإرهاب الإسلامي والعمل على جر الدولة الكبرى للمواجهة بما يضعف العالم الإسلامي ويجعل المسلمين يبدون كارهين للإنسان في كل مكان.

الحرب هي الحرب، تبدأ بطريقة وتنتهي بطريقة، ويؤكد منطق التاريخ أن الدول الكبرى عندما تتهور تبدأ بالاستخفاف بضحاياها كما ويعتريها الغرور الناتج عن عدد الدبابات والطائرات في ترسانتها. هذه القوة التي أصبحت مصابة بداء الغرور تجاه الشعوب الأخرى هي التي انتجت رئاسة ترامب عام 1916.

في نهاية هذه الحقبة الهامة لحرب أفغانستان نكتشف أن تصفية ميليشيا او قوة منظمة غير رسمية مثل الطالبان غير ممكنة، ونكتشف أن هذا ايضا غير ممكن في حالة قوى شبيهة مثل الحوثيين وحزب الله، وحماس.

دخلنا في مرحلة لا تستطيع اكبر قوة تصفية قوة أقل عدة وعتاد وعدد وقدرات. بل وصلنا لعالم يمنع الاستفراد المطلق لطرف عالمي على حساب الأطراف المحلية، او لطرف إقليمي على حساب الأطراف الوطنية.

كل هذا يشير لأهمية الاستماع وايقاف آلة القتل التي تحيط بمنطقتنا. اليس غريبا عندما نبحث عن الحروب في العالم نكتشف أن حروب الولايات المتحدة لا نجدها إلا في العالم الإسلامي؟

* د. شفيق ناظم الغبرا أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

أمريكا، أفغانستان، العراق، الشرق الأوسط الجديد، المفاوضات النووية، النفط العراقي، طالبان، القاعدة، إسرائيل، الإرهاب، العالم الإسلامي،

أمريكا تبدأ إجلاء المتعاونين الأفغان نهاية يوليو الجاري

موسكو ترجع تدهور الأوضاع في أفغانستان للانسحاب المتسرع للقوات الأمريكية

الكاظمي: أزور واشنطن لإنهاء وجود القوات القتالية الأمريكية في العراق

واشنطن بوست: إدارة بايدن تتجه لنهج أكثر نجاحا في العراق بفضل "الشريك الذكي"

تقرير: 5 تريليونات دولار غنيمة مقاولو الدفاع الأمريكيين من حربي العراق وأفغانستان