استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

"الاستثناء التونسي"..."كلاكيت 2"

الاثنين 2 أغسطس 2021 10:58 ص

"الاستثناء التونسي"..."كلاكيت 2"

تونس على الطريق القويم وإن كان متعرجاً، و"الاستثناء التونسي" سيتغلب مرة ثانية على صعوبات الولادة القسرية مهما تعاظم الألم.

ليس المجتمع المدني، بمنظماته العمالية والنسائية والشبابية والحقوقية وقطاع الأعمال في وارد المقامرة بإعادة تونس إلى زمن زين العابدين بن علي.

العواصم التي اعتادت قيادة ثورات مضادة لثورات الربيع العربي، تشكو حالة انحسار لأدوارها الإقليمية وتحديداً بعد مجيء إدارة بايدن للبيت الأبيض.

لا يتوقف قيس سعيد عن إطلاق التزامات بقرب العودة للمسار الديمقراطي متراجعا عن "وضع يده" على القضاء التونسي ومُرغَماً على التنسيق مع المجتمع المدني.

تبدي النهضة استعدادا لتنازلات مؤلمة إن تطلب استئناف المسار الديمقراطي بعد أن وجدت الجَمعَ آخذ ينفض من حولها وأدركت أن تونس 2021 ليست تونس 2011.

*     *     *

أغلب الظن، أن "الاستثناء التونسي" سيعاود اجتراح طريق خاص بتونس للخروج من مأزقها، وأغلب الظن، أن ثمة قدر كبير من المبالغة في الخشية والقلق على المسار الانتقالي التونسي..

فالعطف الدولي على تونس، نجح بعد أيام قلائل من قرارات الرئيس سعيد وإجراءات الاستثنائية، في "تدوير الزوايا" في مواقف الرئيس والنهضة سواء بسواء...

الأول، لا يتوقف عن إطلاق الالتزامات بالعودة إلى المسار الديمقراطي المؤسسي في أقرب الآجال، متراجعاً خطوة للوراء عن "وضع يده" على القضاء التونسي، ومُرغَماً على تنسيق خطوات مع أبرز مؤسسات المجتمع المدني.

والنهضة، تبدي الاستعداد لتقديم "تنازلات مؤلمة" إن تطلب الأمر، لاستئناف هذا المسار، بعد أن وجدت الجَمعَ آخذ في الانفضاض من حولها، وبعد أن أدركت أن تونس 2021 ليست تونس 2011.

وأياً كانت مضامين خريطة الطريق التي سيتقدم بها سعيّد أو غيره من منظمات المجتمع المدني وأحزاب تونس، وأياً كانت آجالها الزمنية، فإن ثمة "كتلة تاريخية"، قادرة على حماية الثورة وحفز مسار الانتقال الديمقراطي في البلاد، وتصحيح ما اعتور التجربة من شقوق وثقوب، وتحديداً في ميادين الإنجاز الاقتصادي والاجتماعي والصحي.

فلا المجتمع المدني، بمنظماته العمالية والنسائية والشبابية والحقوقية وقطاع الأعمال في وارد المقامرة بإعادة تونس إلى زمن زين العابدين بن علي.

ولا الإسلام السياسي التونسي، الذي سجل تباعداً عن نظيره "المشرقي" بوارد امتشاق السلاح، أو المقامرة بما حققه من مكتسبات وسمعة إقليمية ودولية، بوصفه الأقرب إلى الخطاب المدني – الديمقراطي...

ولا الجيش في تونس، يقف متربصاً بانتظار لحظة الانقضاض على السلطة، كما هو حال الجيوش في دول أخرى، فليس ذلك من إرثه وتقاليده.

ثم أن التونسيين على اختلاف مرجعياتهم ومشاربهم الفكرية والسياسية، يدركون أتم الإدراك، أن طريقهم للتعافي الاقتصادي والاجتماعي والصحي، إنما تمر عبر تعزيز خياراتهم الديمقراطية، فمظلة الأمان الدولية، ستُثقب في مقتل، إن ذهبت تونس في اتجاه مغاير، وهذا ما أجمعت عليه – تقريباً – مختلف ردود الأفعال الدولية على الحدث التونسي.

ومن حسن حظ تونس، أن أزمتها الراهنة تفاقمت، في ظل انحسار أدوار عواصم ومراكز عربية وإقليمية نافذة، بعد مسلسل الفشل والخيبات الذي ألم بها، في كل من ليبيا واليمن والخليج والعراق وسوريا.

فالعواصم التي اعتادت العبث بوحدة الشعوب وتماسك المجتمعات وقيادة ثورات مضادة لثورات الربيع العربي، تشكو حالة انحسار لأدوارها الإقليمية، وتحديداً بعد مجيء إدارة بايدن للبيت الأبيض.

وهي وإن كانت لا تخفي انحيازاتها لهذا الفريق التونسي أو ذاك، إلا أن قدرتها على "التخريب"، باتت محدودة للغاية، وتحت أضواء كاشفة من المجتمع الدولي، بخلاف سنوات ترامب الأربع، التي تمتعت فيه هذه القوى، بحرية حركة غير مسبوقة، مكنتها من تعظيم تدخلاتها الضارة في مواجهة الثورات والانتفاضات العربية.

تونس على الطريق القويم، وإن كان طريقاً متعرجاً، و"الاستثناء" التونسي، سيتغلب مرة ثانية على صعوبات الولادة القسرية، مهما تعاظم الألم.

* عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني/ فلسطين

المصدر | facebook.com/o.rantawi

  كلمات مفتاحية

تونس، الاستثناء التونسي، قيس سعيد، النهضة، المجتمع المدني، ثورات مضادة، الربيع العربي، زين العابدين بن علي، إدارة بايدن، الجيش التونسي،