درعا تعود إلى الواجهة
روسيا تدير المشهد من الخلف مستخدمة قوات مدعومة من إيران للضغط على أهالي درعا لتعديل شروط تسوية تم توقيعها في 2018.
يؤثر ما يجري في الاردن فانتكس بسببه فتح الحدود مع سوريا وعاد القلق لديه من اقتراب فصائل إيران كما أنه غير راغب بعودة تدفق لاجئين جدد.
المستهدف بتعديل تسوية 2018 يتعلق بالسلاح الفردي الذي سمحت التسوية ببقائه بأيدي الناس وهنا تأتي الرغبة في نزع مفهوم الثورة نهائيا من درعا واهلها.
تخشى روسيا وإيران ان تعيد أمريكا انتاج الجبهة الجنوبية بعنوان النزاع مع إيران مما أوجب تفكيرا استباقيا بنزع السلاح الفردي من الأهالي وضرب قوتهم الحقيقية.
* * *
لأسباب أمنية تتعلق بالاحداث الجارية في درعا "جنوب سوريا"، قررت الحكومة الاردنية تأجيل فتح معبر جابر الحدودي، مما يشي بأن قلقا جديدا بدأ يأتينا من جارنا الشمالي.
بتقديري ان روسيا تدير المشهد من الخلف، مستخدمة القوات المدعومة من ايران، للضغط على اهالي درعا من اجل تعديل شروط التسوية التي تم توقيعها في العام 2018.
المستهدف من التعديل يتعلق بالسلاح الفردي الذي سمحت التسوية السابقة ببقائه في ايدي الناس، وهنا تأتي الرغبة في نزع مفهوم الثورة نهائيا من درعا واهلها.
من جهة اخرى، تبدو روسيا وايران ودمشق مستاءة من كثافة الحراك السياسي في درعا، والموجه ضد نظام الاسد، فما جرى من مقاطعة لانتخابات رئاسة الجمهورية لم يعجب هؤلاء، فكانت الذريعة لمزيد من التدخل.
من جهة اخرى، تخشى روسيا، كما ايران، ان تعيد الولايات المتحدة انتاج الجبهة الجنوبية تحت عناوين من النزاع مع إيران، مما اوجب تفكيرا استباقيا بنزع السلاح الفردي من الاهالي وضرب قوتهم الحقيقية.
الى الآن هناك تهدئة، لكن النتائج غير معروفة، فالضغط الروسي وضغط النظام ليس بالأمر العابر الهين، ولا ندري كم سيسفر عن نتائج قد تصل لحد مغادرة مقاتلين من درعا نحو الشمال السوري.
ما يجري استباقي، لكن تأثيراته في الاردن واضحة، فقد انتكست بسببه عملية اعادة فتح الحدود مع دمشق، وعاد القلق لدينا من اقتراب الفصائل الايرانية، كما اننا غير معنيين بعودة فكرة تدفق لاجئين جدد نحونا.
الاردن يراقب من كثب، ويقال إن الملك في زيارته الاخيرة لواشنطن قدم مقاربة تتعلق بضرورة عدم ترك ملف سوريا مهملًا، فقد تعبنا من اهماله، وآن الاوان لنهاية العبث.
* عمر عياصرة كاتب وإعلامي، عضو مجلس النواب الأردني