استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

دعهم يحكمون: قد ينجحون أو يفشلون

الأحد 22 أغسطس 2021 11:41 ص

دعهم يحكمون: قد ينجحون أو يفشلون

هناك تناقض كبير بين مفهوم الحرية والديمقراطية كما تعلنه الدول الغربية وممارساتها العملية!

الأغلبية الساحقة من الشعب الأفغاني فقد رحبت بالحركة، واستقبلت مقاتليها استقبال الأبطال كما شاهدنا في وسائل الإعلام.

نحن أمام تناقض ونفاق الغرب في رفضه احترام إرادة الشعوب خاصة بعد المرونة والتسامح اللذين أبدتهما حركة طالبان في تعاملها مع النظام الدولي.

سنرى إن كانت طالبان بعهدها الجديد وتوفرت لها الفرصة ستنجح أم أنها ستفشل بعد توافر المقومات لها وعلى رأسها القبول الشعبي لأسباب ذاتية وليس لأن الغرب والعالم قد تقصد.

*     *     *

طالما تم التعامل مع النظام الإسلامي وتطبيقه وفكرة تحكيم الشريعة الإسلامية بقدر كبير من التوجس والريبة، فما إنْ تعلن إحدى الجهات جماعة كانت أو دولة عن هذا التوجه، إلا ويحدث استنفار لكل القوى الكبرى وتشرع بالتخويف منه وسحب سفاراتها والتهديد بفرض العزلة وقطع المساعدات.

حتى منظمة هيومن واتش لحقوق الإنسان أرسلت للقائمة البريدية رسالة قاسية تدعو لمقاطعة طالبان، محاكمة إياها على تاريخها السابق دون اعتبار لما تعلنه من وعود وتغيرات إيجابية؛ مما أوجد تناقضا كبيرا بين مفهوم الحرية والديمقراطية كما تعلنه الدول الغربية وممارساتها العملية!

يأتي هذا الاستنفار في وقت تكون فيه كل المؤشرات باتجاه أن هناك إرادة شعبية لحكم دولة معينة بالنظام الإسلامي، سواء عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات التي تحققت فيها النزاهة كما حدث في أماكن متنوعة من العالم، أم من خلال استفتاء شعبي غير مباشر وغير تقليدي كما حدث في أفغانستان!

حين سيطرت حركة طالبان على ولايات الدولة ومدنها الكبرى خلال عشرة أيام، بشكل أذهل العالم كله ودون مقاومة تذكر، باستثناء تلك الفئة الحليفة للنظام الأفغاني من سياسيين ومقاولين ومترجمين وغيرهم الذين خسروا مصالحهم وهرعوا الى مطار كابل؛ خوفا على حياتهم بعد سيطرة الحركة على العاصمة، أما الأغلبية الساحقة من الشعب فقد رحبوا بالحركة، واستقبلوا مقاتليها استقبال الأبطال كما شاهدنا في وسائل الإعلام.

نحن في المحصلة نقف أمام تناقض ونفاق الغرب في رفضه احترام إرادة الشعوب، ولنا أن نتخيل، خاصة بعد المرونة والتسامح الذين أبدتهما حركة طالبان في تعاملها مع النظام الدولي، سواء بقبولها الجلوس على طاولة المفاوضات في قطر، وتأكيد حماية السفارات والبعثات الديبلوماسية والمواطنين من غربيين وغيرهم، وإعلانها العفو العام عن الموظفين، وبالأمس تجولت الصحفية الأميركية مرتدية حجابها في شوارع كابل دون خوف في مشهد لم يتوقعه الكثيرون، كيف سيكون القبول العام دوليا لفكرة السماح للحركة بحكم أفغانستان!

دعونا نتخيل النظام الدولي وهو يخاطب طالبان والشعب الأفغاني: إذا كنتم تريدون نظاما وحكما إسلاميا فلا بأس في ذلك، ونحن ندعمكم في خياركم، طالما أنكم لن تعتدوا على أرواحنا وحريتنا نحن أيضا في اختيار النظم التي نرتضيها لأنفسنا، وطالما قبلتم بالقواعد والقوانين والأعراف الدولية!

إذا قبلت الدول الغربية بهذه الصفقة– إن صح التعبير– فإننا سنكون أمام نموذج جديد يستحق المراقبة والتقييم، ولنرى إذا كانت طالبان بعهدها الجديد، إن أفسحت لها الفرصة بحق، ستنجح أم أنها ستفشل، بعد توافر كل هذه المقومات لها وعلى رأسها القبول الشعبي، لأسباب ذاتية وليس لأن الغرب والعالم قد تقصد.  

* د. سامر أبورمان كاتب وباحث في الإعلام والرأي العام

المصدر | الأنباء

  كلمات مفتاحية

طالبان، أفغانستان، الغرب، النظام الإسلامي، الشريعة الإسلامية،