أعلن الاتحاد الأفريقي، الخميس، استعداده لدعم أي مبادرة لاستئناف العلاقات بين الجزائر والمغرب.

وقال رئيس مفوضية الاتحاد "موسى فقي"، في بيان: "نعرب عن أسفنا العميق لقطع العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب وهما دولتان أساسيتان للاتحاد الأفريقي".

ودعا رئيس المفوضية البلدين إلى "الامتناع عن أي عمل من شأنه التحريض على التصعيد (..) والانخراط بجدية في تبني نهج السلام والتعاون المثمر من أجل مصالح الشعبين".

وأكد "فقي" استعداد الاتحاد لدعم "أي مبادرة لاستئناف العلاقات الأخوية في خدمة السلام والازدهار في المنطقة المغاربية وأفريقيا".

وكانت الجزائر قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، واتهمتها بتنفيذ "أعمال دنيئة" ضد وحدة أراضيها.

وتحدثت الجزائر عن سبب قرار القطيعة الدبلوماسية مع الرباط، في مؤتمر صحفي لوزير خارجيتها "رمطان لعمامرة" الذي قال: "ثبت تاريخيا وبموضوعية، أن المغرب لم يتوقف يوما عن القيام بأعمال عدائية غير ودية ضد بلدنا، وذلك منذ استقلال الجزائر عام 1962".

فيما ردت وزارة الخارجية المغربية مؤكدة أن القرار "غير مبرر تماما"، ولكنها أكدت في الوقت ذاته، أن ما حدث كان متوقعا في ظل التصعيد الأخير.

وتعود الخلافات الجزائرية المغربية إلى عقود مضت، حيث يسود التوتر العلاقات الثنائية بين الجارين على خلفية اتهام المغرب للجزائر بدعم جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية، في حين يعدها المغرب جزءا لا يتجزأ من أرضه ويعرض منحها حكما ذاتيا تحت سيادته.

والأسبوع الماضي، اتهم المجلس الأعلى للأمن برئاسة الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون" المغرب بتقديم الدعم لحركة "ماك"، المطالبة باستقلال منطقة القبائل في البلاد.

 وقبل ذلك زادت التوترات بين البلدين بعد دعوة السفير المغربي لدى الأمم المتحدة "عمر هلال"، خلال اجتماع دول عدم الانحياز، إلى "استقلال شعب القبائل" في الجزائر، ردا على دعم الجزائر للانفصاليين في الصحراء الغربية، واستدعاء الجزائر سفيرها لدى المغرب "للتشاور".

وسبق للمغرب قطع علاقاته مع الجزائر سنة 1976 بعد اعتراف الأخيرة بقيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، ولم تستأنف العلاقات إلا في 1988 بعد وساطة سعودية.