الصومال.. مسؤولو الولايات يدعون فرماجو ورئيس الوزراء للحوار

الجمعة 17 سبتمبر 2021 01:56 م

دعا مسؤولو الولايات الخمس التي تتمتع باستقلال شبه ذاتي في الصومال اليوم الجمعة، الرئيس ورئيس الوزراء اللذين يهدد خلافهما استقرار البلاد، إلى النقاش والحوار لحل الأزمة بينهما.

وتشهد التوترات بين الرئيس الصومالي "محمد عبد الله محمد" ولقبه "فرماجو"، ورئيس الوزراء محمد حسين روبلي، منذ قرابة أسبوعين تصعيدا مقلقا في هذا البلد الواقع في منطقة القرن الأفريقي، الذي يواجه جمودا سياسيا وتمردا متشددا منذ عام 2007.

وفي فصل جديد من التوتر بين الرجلين، سحب الرئيس الصومالي، الخميس، "السلطات التنفيذية لا سيما صلاحية إقالة وتعيين مسؤولين" من روبلي، الذي أعلن من جهته "رفضه القرار غير القانوني والذي لا أساس له"، وطالب فرماجو بـ"احترام فصل السلطات والكف عن انتهاك الدستور وتخريب عمل الحكومة"، على حد تعبيره.

وصباح الجمعة، أصدر رؤساء الولايات الصومالية بيانا مشتركا قالوا فيه إنهم "قلقون" من هذا الصراع الدائر في صلب المؤسسات الفدرالية "الذي لا يخدم المصلحة العامة ويؤدي إلى انعدام الأمن وعدم الاستقرار السياسي".

ودعوا الزعيمين إلى "وقف تبادل البيانات وحل كل النزاعات من خلال الوساطة واحترام الدستور".

كما دعا رؤساء ولايات جوبالاند وجالمودوغ وهيرشابيل وبونتلاند وولاية جنوب غرب الصومال "اللجان الانتخابية المستقلة إلى تسريع العملية الانتخابية".

  • علاقات متوترة

العلاقات بين الرجلين متوترة منذ أشهر عدة، حيث سجّلت مواجهتان مباشرتان بينهما في السنوات العشر الماضية على خلفية إقالات وتعيينات في مناصب أمنية حساسة.

ففي الخامس من سبتمبر/أيلول، أقال روبلي رئيس جهاز الأمن والاستخبارات الوطنية فهد ياسين المقّرب من الرئيس، على خلفية إدارته للتحقيق في اختفاء الموظفة في الجهاز إكرام تهليل.

وخُطفت تهليل (25 عاما) الموظفة في دائرة الأمن المعلوماتي في الوكالة الوطنية للأمن والاستخبارات (نيسا) في العاصمة مقديشو في 26 يونيو/حزيران.

ومنذ ذلك الحين، لم تكف عائلتها عن المطالبة بتوضيحات.

وبعد صمت استمر أسابيع، قالت وكالة الاستخبارات الجمعة إن تحقيقاتها تفيد بأنه تم تسليم إكرام تهليل إلى مقاتلي حركة الشباب الذين أعدموها. لكن الجماعة نفت ذلك.

وألغى رئيس الدولة محمد عبدالله محمد قرار التعيين "غير الشرعي وغير الدستوري".

وبعدما اتهم الرئيس بـ"عرقلة" التحقيق في اختفاء تهليل واعتبر أن قراراته تشكّل "تهديدا وجوديا خطيرا" للبلاد، أعلن رئيس الوزراء الأسبوع الماضي إقالة وزير الأمن وتعيين بديل له في خطوة اعتبرها الرئيس مخالفة للدستور.

ودخل مسؤولون سياسيون صوماليون على خط احتواء التوتر بين الرجلين لكن دون جدوى.

و"فرماجو"، الذي يشغل منصب الرئيس منذ 2017، انتهت ولايته في الثامن من فبراير/شباط، دون أن يتمكن من الاتفاق مع قادة المناطق على تنظيم الانتخابات ما تسبب بأزمة دستورية خطرة.

وكان إعلان تمديد ولايته في منتصف نيسان/ابريل الماضي لمدة عامين قد أدى إلى اشتباكات في مقديشو أحيت ذكريات عقود من الحرب الأهلية في البلاد بعد 1991.

  • انتخابات متأخرة

وأصبح روبلي الذي تم تعيينه في سبتمبر/أيلول 2020 محور الجهود السياسية منذ أن كلفه "فرماجو" في مايو/أيار الماضي تنظيم الانتخابات التي أدى تأجيلها إلى اشتباكات مسلحة في مقديشو.

وتوصل محمد روبلي إلى اتفاق بشأن برنامج الانتخابات على أن يجري الاقتراع الرئاسي بحلول العاشر من أكتوبر/تشرين الأول.

وتأخرت هذه العملية في الواقع عن البرنامج ويفترض أن يتم تعيين أعضاء مجلس النواب، وهي الخطوة الأخيرة قبل انتخاب رئيس الدولة حسب النظام الانتخابي المعقد غير المباشر للصومال، بين الأول من تشرين الأول/أكتوبر و25 تشرين الثاني/نوفمبر.

وهذا الصراع بين الرئيس ورئيس الوزراء يضعف أيضا الحكومة الفدرالية الضعيفة أصلا والمدعومة من المجتمع الدولي، في حربها ضد حركة الشباب التي تقود تمردا في البلاد منذ العام 2007.

وتسيطر السلطات الفدرالية على جزء صغير فقط من مساحة البلاد، بمساعدة حيوية يقدمها قرابة 20 ألف عنصر من بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال.

ورغم أن البعثة طردتها من مقديشو في العام 2011، تسيطر حركة الشباب على مناطق ريفية شاسعة وتنفذ هجمات متكررة في العاصمة.

 

المصدر | وكالات

  كلمات مفتاحية

فرماجو الصومال الاستقلال شبه الذاتي

الصومال.. حركة الشباب تهاجم قاعدة عسكرية وتستعيد السيطرة على بلدة

الصومال.. تقليص نفوذ شيوخ القبائل يهدد بعرقلة انتخابات البرلمان

الولايات المتحدة تدعو قادة الصومال إلى المضي نحو الانتخابات

7 قتلى إثر تفجير انتحاري قرب القصر الرئاسي بمقديشو

لمواجهة كورونا.. وصول منحة مساعدات طبية من الجامعة العربية للصومال

الصومال على صفيح ساخن.. تعليق مهام رئيس الوزراء بتهم فساد