استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الثورة قاطرة التاريخ

الجمعة 17 سبتمبر 2021 03:19 م

 الثورة قاطرة التاريخ

إبداع العبارة يأتي من أنه يعكس طموحات سياقها فقد استخدم ماركس هنا تعبيرا ولد من رحم بيئة صناعية آخذة في الصعود والنمو وتغيير مشهد أوروبا والعالم.

لا ينفع هنا المطبلون والمهللون وحملة الدفوف والرايات والأعلام هؤلاء سنحتاجهم ليس الآن، لهم مكان طبعا لكن بعدما ينتهي الرجال من صنع التاريخ وليس قبله!  

صناعة مستقبل التعليم في بلادنا تحتاج إلى هذه القاطرة التي يعمل فيها "عمال بحق وحقيق" بمعنى "عمال يمتهنون الشغل والعمل والعرق لا الكلام والشعارات".

صناعة التعليم الجامعي لابد أن تأتي ضمن خطة وطنية مخلصة خطة نزيهة تفكر في المجموع –لا في مصالح الفرد والشلة القريبة منه– والأمن التعليمي باعتباره أمنا وطنيا مثل حراسة الحدود وتأمين المياه وسلامة الموارد في البر والبحر.

*     *     *

من الأقوال الشهيرة المنسوبة إلى كارل ماركس عبارة "الثورة قاطرة التاريخ".

إبداع هذه العبارة يأتي من أنه يعكس طموحات زمن سياقها، لقد استخدم ماركس هنا تعبيرا ولد من رحم بيئة صناعية آخذة آنذاك في الصعود والنمو وتغيير مشهد الحياة في أوروبا ومن خلفها العالم.

إذا كان التاريخ مجموع عربات تحمل البشر والدواب، والبضائع والحديد والصلب، والزرع والضرع، فإن كل ذلك قد يبقى عفنا راكدا لو لم يكن هناك" قاطرة" تشده خلفها.

يتحرك القطار وفق ثنائية تجمع عشرات "المقطورات" المربوطة خلف "القاطرة" القوية العفية التي تخترق الزمن وتصنع المستقبل وتتخلص من قيود الماضي الراكد الواقف الساكن الهامل الخامل.

لا أنوي مناقشة ضرورة الثورة في التاريخ في هذه الأيام الملتبسة من حياة أمتنا. بل سآخذ مفهوم ماركس عن الثورة بمفهومها المدني وأطبقه مثلا على المؤسسات الأكاديمية والبحثية والجامعية.

يمكن للمؤسسات الجامعية أن تنطلق للمستقبل من خلال مفهوم القاطرة أي قوة دفع كبرى من أهم العلماء وخيرة العقول والباحثين فيتجمعون معا في "قاطرة أولى" يشقون الطريق إلى الغد.

بدهي أن القطار لا يسير في أي مكان وحيثما اتفق، بدهي أنه يحتاج أولا إلى عمال أقوياء بعضلات مفتولة يمهدون خطا للسكك الحديدية، وعمال آخرين للفحم أو الوقود او الكهرباء.

كل هؤلاء يدفعون "القاطرة" التي تغير التاريخ وأخذ الناس من الماضي إلى المستقبل.

لا ينفع هنا المطبلون والمهللون وحملة الدفوف والرايات والأعلام، هؤلاء سنحتاجهم لكن ليس الآن، لهم مكان طبعا لكن بعدما ينتهي الرجال من صنع التاريخ وليس قبله!  

لسنا ضد العازفين والمداحين لا سمح الله، رزق ربنا كتير، ولدينا خيرات تكفي الجميع، لكن نرجو منهم أن ينتظروا حتى يأتي دورهم ومعهم آلات العزف، والمقابل وفير دون شك.

لا أسعى إلى قطع أرزاق المداحين، لكن الموضوع ليس عن مولد السيد البدوي (رحمه الله) بل عن فلسفة كارل ماركس!

*     *     *

صناعة مستقبل التعليم في بلادنا تحتاج إلى هذه القاطرة التي يعمل فيها "عمال بحق وحقيق" بمعنى "عمال يمتهنون الشغل والعمل والعرق لا الكلام والشعارات".

صناعة التعليم الجامعي لابد أن تأتي ضمن خطة وطنية مخلصة، خطة نزيهة تفكر في المجموع –لا في مصالح الفرد والشلة القريبة منه– أي تفكر في الأمن التعليمي باعتباره أمنا وطنيا مثل حراسة الحدود وتأمين المياه وسلامة الموارد ...في البر والبحر.

* د. عاطف معتمد عبد الحميد أستاذ الجغرافيا بجامعة القاهرة.

المصدر | facebook.com/ atef.moatamed

  كلمات مفتاحية

كارل ماركس، الثورة، قاطرة التاريخ، المؤسسات الأكاديمية، التعليم الجامعي،