أقرت الأطراف المشاركة في الاجتماع الموسع لوزراء خارجية وممثلين عن عشرين دولة في فيينا لبحث الأزمة السورية، خارطة طريق لتحول سياسي، يبدأ بوقف إطلاق النار كبداية مرحلة انتقالية مدتها 6 أشهر، وكذلك بدء محادثات مع المعارضة السورية، خاصة مع عدم حسم الموقف حول مصير «بشار الأسد».
وبدأت المحادثات السبت بالوقوف دقيقة حدادا على أرواح الضحايا في باريس، قبل أن يتحدث وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» بالفرنسية ويقول إن الهجمات لن تزيد بلاده إلا تصميما على مكافحة الإرهاب.
وأضاف: «تأثير الحرب ينزف في جميع دولنا..حان وقت توقف النزيف في سوريا».
وتابع «كيري»: اتفقنا على ضرورة بدء مفاوضات رسمية بين ممثلين عن المعارضة والنظام السوري مطلع العام المقبل.
«محادثات فيينا تدعم إجراء إصلاحات دستورية في سوريا خلال 18 شهراً» بحسب «كيري»، الذي شدد على ضرورة وقف إطلاق النار فور بدء العملية الانتقالية في سوريا بقيادة الأمم المتحدة.
وأوضح أن «وقف إطلاق النار المنشود لا ينطبق على تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة».
وقال «كيري»: «ما زلنا مختلفين بكل وضوح بشأن مسألة ما الذي سيحدث مع بشار الأسد.. لكننا نعول على العملية السياسية نفسها -بقيادة السوريين والتي ستمضي قدما ويتفاوض فيها سوريون مع سوريين- في أن تسهم في طي هذه الصفحة المزعجة».
وبحسب «رويترز»، فقد غضتا روسيا والولايات المتحدة الطرف عن خلافهما القائم منذ فترة طويلة بشأن مصير الأسد، حيث يقول الغرب وحلفاؤه إنه يتعين رحيل الأسد عن السلطة في حين تؤيد موسكو وطهران الحليفتان للأسد إجراء انتخابات يمكنه المشاركة فيها.
حيث قال وزير الخارجية الروسي «ديمتري لافروف» إن الوفود السورية ستقرر خلال ستة أشهر تشكيل حكومة الوحدة، مشيراً إلى أن مبعوث الأمم المتحدة سيتولى مهمة تشكيل وفد المعارضة السورية في المحادثات مع النظام.
وأضاف أنه تم الاتفاق على «إعداد قائمة بالمنظمات الإرهابية في سوريا التي يجب التصدي لها».
وبحسب بيان مشترك، وضعت الدول المشاركة في المحادثات ومنها السعودية وإيران وتركيا والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن خطة تشمل إجراء محادثات رسمية بين الحكومة والمعارضة بحلول الأول من يناير/كانون الثاني المقبل.
ولم يوضح البيان الكيفية التي سيتم بها اختيار تلك الجماعات، في الوقت الذي استعصى على المفاوضين الاتفاق على قائمة المنظمات السياسية والجماعات الإرهابية.
من جهته، قال مبعوث الأمم المتحدة في سوريا «ستافان دي ميستورا» إن الأردن سيساعد في تقديم التحليل الكامل حول قائمة المنظمات الإرهابية في سوريا.
وتعهد المشاركون في المحادثات أيضا «باتخاذ كل الخطوات الممكنة لضمان التزامهم والجماعات التي يدعمونها بوقف إطلاق النار في سوريا».
وقال البيان: «أكدت «الدول» دعمها لوقف إطلاق النار.. ولعملية يقودها السوريون تفضي خلال ستة أشهر إلى حكومة جديرة بالثقة لا تقصي أحدا وغير طائفية وتضع جدولا زمنيا لعملية صياغة دستور جديد».
وجاء في البيان المشترك «يتوقع المشاركون الاجتماع خلال شهر تقريبا من أجل مراجعة التقدم الذي أحرز نحو تطبيق وقف إطلاق النار وبدء العملية السياسية».
وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير» قال إن المرحلة الانتقالية المتفق عليها بفيينا تشمل وضع آلية للدستور والانتخابات في فترة لا تتجاوز 6 أشهر.
وقال: «كررنا مرارا وتكرارا.. الأسد مجرم حرب ولا مستقبل له في سوريا».
وعقد وزراء خارجية السعودية وقطر وتركيا، صباح السبت، قبيل المباحثات اجتماعا ثلاثيا لتنسيق سبل العمل بشأن الملف السوري.
وكان الاجتماع الدولي - الإقليمي الموسع حول سوريا، والذي عقد في العاصمة النمساوية فيينا، في 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قد انتهى باتفاق ممثلي ووزراء خارجية 17 دولة ومنظمة على مبادئ للحل السوري، بينها العمل على وقف إطلاق النار وهدنة شاملة وبقاء مؤسسات الدولة السورية وتشكيل حكومة تمثيلية، مع بقاء الخلاف حول مصير «بشار الأسد» ودوره في المرحلة الانتقالية.