استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إصلاح عشوائيات التعليم بمنهج القرآن الكريم

الخميس 23 سبتمبر 2021 03:26 م

إصلاح عشوائيات التعليم بمنهج القرآن الكريم

للتعليم أسس ومقومات وثقافة وحضارة يدخل في بنائها عناصر لا يمكن تجاهلها.

توحيد المنهج أساس للقضاء على عشوائيات التعليم فما بالنا إن كان المنهج منهجا إلهيا!

القرآن واللغة العربية أساسان لا ينهدمان ولا يبلوان مع الزمن أو مع حضارة الغرب وفيهما كل آليات إزالة عشوائيات التعليم.

عشوائيات التعليم لا تعالج بالنقل والسرقة من الغرب أو بأفكار مستوردة من بلاد لا تمت حضارتها أو ثقافتها بأية صلة مع حضارتنا أو ثقافتنا أو تراثنا العظيم.

التعليم حصن الأمم وضمان قوة النظام ومتانة الوطنية ورخاء الشعب لكن ما نستورده ونملأ به الإعلام والفنون والثقافة المسيسة يهدم الثقافة الوطنية ويفاقم عشوائيات التعليم.

*     *     *

حصن الدولة هو التعليم، ومن ثم ينبغي أن لا يقل اهتمام الدولة بعشوائيات التعليم عن اهتمامها بعشوائيات المساكن، وكما كان للدولة خطة حاسمة في القضاء على عشوائيات المساكن برؤية علمية ومنهج واضح ولها أهداف قومية يدخل فيها الأمن والحياة الكريمة وحقوق الإنسان.

وتم فيها الاستفادة من البرامج الغربية المتقدمة والتقنية الحديثة والسياسة المرسومة بدقة، فإن عشوائيات التعليم لا يمكن أن تعالج بالنقل والسرقة من الغرب، أو بأفكار مستوردة من بلاد لا تمت حضارتها أو ثقافتها بأية صلة مع حضارة مصر أو ثقافتها أو تراثها العظيم الذي مايزال يبهرو يحير العالم.

التعليم هو حصن الأمم، وهو ما يضمن لها قوة النظام ومتانة الوطنية ورخاء الشعب، ومن أسف أن ما نغشه أو نستورده أو نملأ به آليات الإعلام والفنون وصالات الثقافة المسيسة يهدم صروح الثقافة الوطنية، ويفاقم عشوائيات التعليم.

إن أسلوب القضاء على العشوائيات السكنية لا يصلح للقضاء على عشوائيات التعليم، لأن للتعليم أسس ومقومات وثقافة وحضارة وطنية يدخل في بنائها عناصر لا يمكن تجاهلها، ليست الطوب والأسمنت ولا الحديد ولا الاسفلت، بل الدين والعقيدة واللغة والفكر النقي الصحيح والوطنية القويمة ونظريات لا يمسها خلل ولا انحراف ولا مصلحة شخصية، لأن التعليم رسالة سماوية أنزلها الله من سبع سماوات على عباده، من أجل أن يعيشوا حياة طيبة.

لقد قدم الحق سبحانه وتعالى في القرآن الكريم "التعليم" على "الخلق" ومنحه لآدم دون الملائكة، فقد علّم آدم الأسماء كلها، وهو ما لم يعلمه للملائكة، وعلمنا القرآن قبل الخلق: {الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان}.

من ثم فالأساس الأول للقضاء على عشوائيات التعليم ليس التقاطيا من الغرب بل منهج من القرآن لا يتزعزع، وأسلوب من لغة القرآن لا يُحرّف محفوظا بحفظ المنهج، فالقرآن واللغة العربية أساسان لا ينهدمان ولا يبلوان مع الزمن أو مع حضارة الغرب، وفيهما كل آليات إزالة عشوائيات التعليم.

نظريات الغرب في التعليم قائمة على الفرضيات التي لا تصمد مع كل تحديث، في حين أن آليات اللغة العربية والقرآن الكريم صامدة بصمود قائلها سبحانه: {قل هو الله أحد الله الصمد}.

الأمثال التي ضربها القرآن تنطبق على كل علم وفن وعلى كل ما تشمله الحياة والموت والدنيا والآخرة: {ولقد صرفنا في هذا القرآن من كل مثل فأبى أكثر الناس إلا كفورا}.

القضاء على عشوائيات التعليم ليس صعبا، ولا يحتاج إلا الى صراط مستقيم: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.

القضاء على عشوائيات التعليم يبدأ من الأزهر الشريف ومنهج اجتهاده، فويل لمن يسمون علماء الدين ومايزال اجتهادهم نقلا عن اجتهاد من سبقوهم بأكثر من ألف سنة!

العلماء الأقدمون قدوة في الاجتهاد وليسوا أصناما تعبد ولا فكرا يتخطى الزمان والمكان حتى نلتزم به. فما تركوه لنا ليس إلا اجتهادا علميا، له منهج استخرجوه من القرآن الكريم فنقلنا عنهم ما قالوه وهجرنا المنهج الذي اتبعوه.

يا علماء الإسلام أنتم أول من يقضي على عشوائيات التعليم، ليس بتكرار اجتهادات الأولين بالضرورة، بل باستكمال الاجتهاد على منهج القرآن الكريم وهو "الاستقراء" الذي لم تتخلف سورة من سوره عن اتباعه منذ أول آيات نزل بها الوحي على الرسول الكريم:

{اقرأ باسم باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم}. إلى أقصر سور القرآن الكريم: {قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد وبم يولد ولم يكن له كفوا أحد}.

التدرج الطبيعي للقضاء على عشوائيات التعليم يبدأ من القضاء على عشوائيات منهج الأزهروتوحيد منهج الاجتهاد من خلال استقراء القرآن الكريم نزولا إلى كافة العلوم الدينية واللغة العربية، فاستقراء فقه اللغة وأساليبها المعاصرة خطوة تتزامن مع استقراء القرآن الكريم. ويتبع ذلك نزول المنهج من الأزهر إلى المدارس الابتدائية فالإعدادية فالثانوية .

وعلى الجامعات أن تبدأ بالتزامن والتشاور مع الأزهر، وهو ما لا يتوقف عند العلوم الإنسانية بل يمتد إلى كل ساحات العلم، حيث ينبغي أن يرفض كل بحث علمي لا يتبع منهج الاستقراء، ولو كان من عند أشهر علماء الغرب أو الشرق.

توحيد المنهج أساس للقضاء على عشوائيات التعليم فما بالنا إن كان المنهج منهجا إلهيا!

ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.

للحديث بقية إن شاء الله.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس.

المصدر | facebook.com/msmomen

  كلمات مفتاحية

عشوائيات التعليم، القرآن، التعليم، استقراء، الجامعات، الأزهر، الثقافة، الدين، الوطنية، قوة النظام، رخاء الشعب، العلم،