استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

هل انتهت أحلام الشعوب؟

الخميس 30 سبتمبر 2021 06:23 ص

هل انتهت أحلام الشعوب؟

انتكاسة الحراك الاجتماعي عربيا تؤكد أن الفعل الجمعي لم يستكمل طور نضجه التاريخي مما أدى لانكسار الموجة الثورية الأولى وانحسارها.

كانت الحرية والتحرر من الاستبداد حلما راود أجيال العرب والمسلمين طيلة عقود حيث تلخّص المشهد في سقوط الاستبداد واندحار الدكتاتورية.

الربيع العربي أهمّ إنجازات العرب بتاريخهم المعاصر لأنها أول مرّة تنجح فيها الشعوب المسحوقة في الإطاحة بأكثر من نظام استبدادي في وقت وجيز.

دروس مستفادة من التجربة الأولى ستصنع شروط نجاح الموجات الجديدة وعيا منها بأن المعركة مع الاستبداد معركة وجود وفاتحة لكبرى معارك تحرير الأرض والإنسان وبناء الأمة.

*     *     *

صحيح أنّ الحرية والتحرر من ربقة الاستبداد كانت حلما راود أجيالا من العرب والمسلمين طيلة عقود من الزمن حيث تلخّص المشهد في سقوط الاستبداد واندحار الدكتاتورية. منذ عشر سنوات حدث ما لم يكن متوقعا فانهارت أنظمة عتيدة بسرعة لم تخطر على بال أحد.

تختلف القراءات وتتباين فمنها من يرى أن الربيع العربي قد أغلق بابه ومنها من يرى أن الثورات نفسها كانت مؤامرة بل منها من يرى أنه لم تكن هناك ثورات مطلقا بل هي انقلاب على النظام القديم.

لكن الرأي العقلانيّ الأرجح هو ذاك الذي رأى في الربيع العربي أهمّ إنجازات العرب على مدار تاريخهم المعاصر لأنها المرّة الأولى التي تنجح فيها الشعوب المسحوقة في الإطاحة بأكثر من نظام استبدادي في وقت وجيز.

لا يمكن أن ننكر اليوم وقد تغيّر السياق أنّ الملايين كانوا هناك في الساحات والميادين والشوارع يطالبون بإسقاط بعض الأنظمة ويطلبون الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، ولا يمكن أن ننسى حجم التضحيات والدماء التي سُكبت في سبيل التحرر والانعتاق، لا يمكن أن ننسى كل هذا لأن التراكمات التاريخية لا تتبخر بتغيّر السياق بل تتحول وتتراكم وتتجدد.

يقول منطق التاريخ إنّ حركات الوعي الاجتماعي لا تنتهي إلا إذا انتهت الشروط التي أدّت إليها وهو الأمر الذي ينسحب على حركة الوعي الجمعي التي قادت إلى ثورات الربيع، إنّ بقاء ممارسات القمع وتواصل أنساق الاستبداد وتمدّد انتهاكات حقوق الإنسان بشكل أشد توحشا مما كان عليه قبل الثورات هو الرافعة التي ستجدد أشكال المطالب الاجتماعية لتحقق ما فشلت فيه الموجة الثورية السابقة.

إن انتكاسة الحراك الاجتماعي عربيا تؤكد أن الفعل الجمعي لم يستكمل طور نضجه التاريخي وهو الأمر الذي مكّن من انكسار الموجة الثورية الأولى وانحسارها، لكنّ الدروس المستفادة من هذه التجربة الأولى هي التي ستصنع شروط نجاح الموجات الجديدة وعيا منها بأن المعركة مع الاستبداد معركة وجود وفاتحة لكبرى معارك تحرير الأرض وتحرير الإنسان وبناء الأمة.

* د. محمد هنيد استاذ العلاقات الدولية المشارك بجامعة السوربون، باريس

المصدر | الوطن

  كلمات مفتاحية

أحلام الشعوب، الحراك الاجتماعي، القمع، الموجة الثورية، الحرية، التحرر، الاستبداد، الربيع العربي،