استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

كورونا وحكمة لقمان!

الأربعاء 6 أكتوبر 2021 07:48 ص

كورونا وحكمة لقمان

إذا كان القرآن شفاء لما في الصدور وإذا كانت الصدور هدف فيروس كورونا، ألا نجد في كلمات الله طريقا للتصدي لها؟!

لو استفدنا بحكمة الطبيب لقمان في التعامل مع  جائحة كورونا ربما فتح الله لنا طريقا لمعرفة كيفية التعامل معها والقضاء عليها.

قيمة طب لقمان الحكيم في فهمه لأصل العلاج ومصدر الشفاء وربط ذلك بخلق الكون والإنسان فالمنهج واحد لأن الخالق واحد هو الشافي.

بحث الطبيب عن سر المرض ينبغي أن يبدأ بأسس حددها منهج الخلق في الإنسان وما حوله من خلق ومحاولة البحث عن العلاقة بين كل هذه المسببات للمرض.

راجت صناعة الأدوية وكثرت معاملها لكن أحدا  لم يرفع شعار الحكيم لقمان الذي لم يشرك المادة بالله فصارت المادة شعارهم وزاد الجشع والضلال وبلغت كورونا تطورها التاسع وأمامها المزيد!

*     *     *

لقمان عليه السلام كان طبيبا مخلصا لعمله وقد أنعم الله سبحانه وتعالى عليه بالحكمة إزاء هذا الإخلاص، وقد أصبح الناس يلقبونه بالحكيم، لأنه استعان بالحكمة الربانية في التعامل مع المراض، فما عجز عن شفاء مرض.

وقد جاءت إحدى سور القرآن الكريم باسمه تكريما له ولمنهجه في الطب، وتذكيرا للناس وخاصة الأطباء بمنهج الله في شفاء الأمراض.

وقد قدمت السورة ما نصح به لقمان ابنه، حيث بدأ نصحه بقوله لاتشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم، ولهذه البداية مغزى بعيد كريم استكمله السياق القرآني الكريم بأن يذكر الابن بالإحسان للوالدين وخاصة الأم، وما كان هذا الاستكمال إلا مكافأة من الله للقمان على هذه البداية الحقة، حيث أضاف الحق سبحانه شكر الوالدين لشكر الله: أن اشكر لي ولوالديك.

إن قيمة حكمة لقمان الحكيم الطبيب في فهمه لمصدر العلاج ومن بيده الشفاء، وربط ذلك بأصول ضرورية في إدراك هذا الأمر مثل خلق السموات والأرض وخلق الإنسان من الناحية الكيفية، فالمنهج واحد لأن الخالق واحد والشافي واحد هو نفسه.

إن بحث الطبيب عن سر المرض ينبغي أن يبدأ بأسس حددها منهج الخلق في الإنسان وفيما حوله من مخلوقات، ومحاولة البحث عن العلاقة بين كل هذه المسببات للمرض.

فقد يكون الإنسان نفسه بفكره وعاداته وسلوكه ومعتقداته هو السبب في مرضه، وهو ما يفهم من نصيحة لقمان عليه السلام لابنه:

{يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17) وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ(19)}

يذكر الحق سبحانه وتعالى لقمان وولده بالعلاقة بين الإنسان وسائر المخلوقات مما يكون له أكبر الأثر على الإنسان، يقول الحق تعالى:

{أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (20) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ (21)}

ثم يضيف الحق سبحانه ختم النصح بتقوى الله:

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33)}

علم الطب ليس متقاطعا مع علم الله سبحانه، ولا منعزلا عن علم الخلق، ولا مسيطرا على ما اختص الله به نفسه من علم، فقد ختم الله سبحانه السورة بقوله:

{إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)}

لو استفدنا بحكمة الطبيب لقمان في التعامل مع  جائحة كورونا ربما فتح الله لنا طريقا لمعرفة كيفية التعامل معها والقضاء عليها.

إذا كان القرآن شفاء لما في الصدور، وإذا كانت الصدور هدف الكرونا، ألا نجد في كلمات الله طريقا للتصدي لها؟!

فمثلا يمكن من خلال دراسة قوله تعالى عن القران: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ}(يونس:57)، يمكننا ان نتجاوز ما ذكره الاقدمون فى تفسيرهم عن الامراض النفسية و العصبية الى الأمراض السريرية أيضا، والعكس صحيح، فربما ينظر الأطباء لفيرس الكورونا من الجانب المادى فقط.

فالقرآن الكريم هو رمز الى ما لدى الله سبحانه و تعالى من علم: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}(27) صدق الله العظيم.

راجت صناعة الأدوية وكثرت معامل الدواء وضجت الأرض بعدد الأطباء، لكن أحدا  لم يرفع شعار الحكيم لقمان الذي لم يشرك المادة بالله، صارت المادة شعارهم فزاد الجشع وزاد الضلال، وبلغت الكرونا تطورها التاسع وأمامها المزيد!

ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس

المصدر | فيسبوك

  كلمات مفتاحية

كورونا، الحكيم لقمان، القرآن، طب، الأدوية، علم الله،