مولد الهدى والنور
ميلاده عليه الصلاة والسلام كان ميلاد عصر جديد، وعلاقة جديدة بين أهل السماء وأهل الأرض.
أسس الدين العظيم الذي أوحي إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لنهضة علمية عظيمة نشهد آثارها اليوم؛ لقد حث على التفكر والتدبر والبحث والنقاش.
مولد الهادي محمد صلى الله عليه وسلم كان إيذانا بمولد خير أمة أخرجت للناس وإيذانا بدخول هذا العالم إلى عصر جديد عصر العلم الذي أساسه القراءة والكتابة.
مع العلاقة الجديدة، بين أهل الأرض وأهل السماء، علاقة جديدة بين الجن والإنس فمع ميلاده وبعثته لم يعد الإنس أسرى لنزوات الجن وشبهاتهم وشعوذاتهم.
كان الحبيب خاتم الأنبياء، وكان خاتمة الوحي من السماء. صحيح أن الوحي انقطع من السماء، لكن ما أوحي إليه من كتاب الله عز وجل ومن هدى الله الذي أجري على لسانه صلى الله عليه وسلم كفيلان بهداية الناس في خضم هذه الحياة الدنيا.
* * *
مولد الهادي محمد صلى الله عليه وسلم كان إيذانا بمولد خير أمة أخرجت للناس.
كما كان كذلك إيذانا بدخول هذا العالم إلى عصر جديد، عصر العلم الذي أساسه القراءة والكتابة، "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ".
لقد أسس الدين العظيم الذي أوحي إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لنهضة علمية عظيمة نشهد آثارها اليوم؛ لقد حث على التفكر والتدبر والبحث والنقاش؛ "قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ"؛ الله عز وجل يدعونا للبحث كيف بدأ الخلق، أهناك دعوة لفتح أبواب البحث العلمي أجرأ من هذا؟ لكن هذا البحث والتفكر والتدبر غايته خدمة البشرية لا استعبادها، وعمارة الأرض لا فناؤها.
ميلاده كان ميلاد عصر جديد، وعلاقة جديدة بين أهل السماء وأهل الأرض، "وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاء فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا، وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا، وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا". بل هو الرشاد والفلاح. ومع العلاقة الجديدة، علاقة جديدة بين الجن والإنس، فمع ميلاده وبعثته لم يعد الإنس أسرى لنزوات الجن وشبهاتهم وتخرصاتهم وشعوذاتهم.
ميلاده كان ميلاد عصر جديد وعلاقة جديدة بين الإنسان والطبيعة؛ لقد انشعّ نور الهدى ونور العلم ولم يعد هناك مكان للخرافات والأساطير، ولم تعد للقوى الخارقة المجهولة مكان، فالله خالق كل شيء ومدبر كل شيء.
كان الحبيب خاتم الأنبياء، وكان خاتمة الوحي الذي كان يأتي من السماء. صحيح أن الوحي انقطع من السماء، لكن ما أوحي إليه من كتاب الله عز وجل المعجز المتعبد بتلاوته المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس، ومن كلام الله الذي أجري على لسانه صلى الله عليه وسلم كفيلان بهداية الناس في خضم هذه الحياة الدنيا.
* عبد الله المجالي كاتب صحفي أردني