استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

وسط توتر مع أميركا.. أين تتجه تركيا لتحديث أسطولها الجوي؟

الأحد 24 أكتوبر 2021 08:13 ص

وسط توتر مع أميركا.. أين تتجه تركيا لتحديث أسطولها الجوي؟

أردوغان: لا يمكن الوثوق في واشنطن لتوفير المعدات اللازمة لتحديث الطائرات التركية والحفاظ عليها.

استبعدت أميركا تركيا من مشروع إنتاج طائرات إف-35 وإلغاء حصولها على مئة منها على خلفية شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400 قبل عامين.

الإدارة الأميركية تقول للجانب التركي إنها منفتحة للحوار حول مقاتلات إف-35 لكن من دون إيجاد تركيا لحل بشأن الصواريخ الروسية لا يمكن تغيير الوضع الراهن.

*     *     *

تطرقت عدة تقارير إلى نقاشات أميركية مع تركيا لمدها بالمزيد من طائرات "إف-16" (F-16)، وتحديث ما لديها من طرازات قديمة منها، وذلك بعد استبعاد واشنطن أنقرة من مشروع إنتاج طائرات "إف-35" وإلغاء حصولها على مئة منها على خلفية شرائها نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400 قبل عامين.

وتصطدم صفقة الطائرات الجديدة بإعلان تركيا خططا للحصول على دفعة ثانية من نظام الدفاع الصاروخي الروسي، وهو ما أدى إلى تحذير جديد من الولايات المتحدة بشأن مخاطر تدهور العلاقات الثنائية، خاصة وأن أي صفقات سلاح تتطلب موافقة الكونغرس الذي تتزايد داخله الانتقادات الموجهة للجانب التركي.

سيناريوهات واقتراحات

وقد شاركت تركيا في برنامج إنتاج المقاتلة الأميركية إف-35 عند إطلاقه، وكان يفترض أن تحصل على حوالي مئة منها، لكن واشنطن استبعدتها عام 2019 من البرنامج بعد حصولها على نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400.

وأنفقت أنقرة 1.4 مليار دولار في برامج الإنتاج الأولية، وكانت العديد من الطائرات قد تم إنتاجها بالفعل وقت طرد تركيا من البرنامج.

وخلال العام الماضي، اشترت القوات الجوية الأميركية 8 من تلك الطائرات من شركة "لوكهيد مارتن"، لكن الحكومة التركية لم تتسلم أموالها بعد.

وصرح الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان للصحفيين قبل أيام بأن واشنطن اقترحت بيع "إف-16" وسيلةً لتعويض أنقرة عما أنفقته بالفعل لإنتاج مقاتلات "إف-35".

وأشار إلى أن بلاده تجري مباحثات بهذا الصدد، وأن واشنطن عرضت الصفقة الجديدة لتحديث أسطول تركيا الجوي.

وشكك الخبير في الشؤون التركية بمشروع الديمقراطية بالشرق الأوسط هاورد أيزنشتات في تقديم واشنطن عرضا لتعويض تركيا عن مبلغ 1.4 مليار دولار واستبدال طائرات "إف-16" بطائرات "إف-35".

محادثات وخطط

واعتبرت تول جونول مديرة برنامج الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، أن أسطول إف-16 التركي قديم، وأن تركيا أرادت استبداله وشراء طائرات إف-35، وبعد فشل صفقة إف-35 تحتاج تركيا لطائرات إف-16 جديدة لتحديث قواتها الجوية.

وربما شجعت وزارة الخارجية أو البنتاغون تركيا على طلب المزيد من إف-16، لأن تحديث القدرات العسكرية لدولة عضو في حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) يعد مصلحة أميركية أيضا، وفق تعبير جونول.

البديل الروسي

في أعقاب زيارته نيويورك لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نهاية الشهر الماضي، أعرب أردوغان عن غضبه من الرئيس الأميركي جو بايدن.

وأشار إلى أنه لا يمكن الوثوق في واشنطن لتوفير المعدات اللازمة لتحديث الطائرات التركية من نوع إف-16 والحفاظ عليها.

ثم توجه أردوغان بعد ذلك إلى روسيا حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتم الاتفاق على تعميق التعاون الدفاعي ليشمل العمل على المحركات المقاتلة والغواصات ومحركات الصواريخ.

كما أشار أردوغان إلى أن أنقرة قد تُدفع في الواقع إلى الحصول على فوج ثان من نظام إس-400 الصاروخي.

وعبرت تركيا عن رغبتها في شراء أحدث جيل من المقاتلات الروسية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع واشنطن، وفقا لما ذكره رئيس الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل ديمير قبل أيام.

وقال ديمير إنه إذا لم تتمكن تركيا من التوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن صفقة من طراز إف-16، فإنها لا تزال مستعدة للنظر في شراء مقاتلات "سوخوي" من طراز "إس. يو-35″ و"إس. يو-57" من روسيا.

ولا يفضل العسكريون الأتراك اللجوء لمقاتلات روسية لأنها لن توائم ثقافة القوات الجوية التركية الغربية، ومن ناحية أخرى ستستغرق عملية إدخال مقاتلات روسية للجيش التركي وقتا طويلا، وستؤثر على علاقات تركيا بواشنطن وحلف الناتو.

موقف الكونغرس

من جانبه، أوضح الكونغرس أن صادرات الأسلحة لتركيا في المستقبل تعتمد على حل قضية منظومة إس-400 الروسية.

وقد أظهرت إدارة بايدن، منذ توليها السلطة، احتراما لرغبة الكونغرس في هذه المسألة. وتؤمن واشنطن بضرورة سعي المسؤولون الأتراك بجدية للتوصل إلى حل وسط بشأن منظومة صواريخ إس-400.

من هنا لم يعد شراء تركيا أسلحة أميركية بالشيء السهل كما كان من قبل خاصة مع كونها دولة عضوا بحلف الناتو.

وتبنى الكونغرس قانون "مكافحة خصوم أميركا من خلال العقوبات" المعروف اختصارا باسم "كاتسا" (CAATSA).

وفرض هذا التشريع عقوبات على روسيا، لكنه هدد أيضا بفرض عقوبات على الدول التي تشتري أسلحة من إنتاج شركات روسية مملوكة للدولة.

ثم قام الكونغرس خلال مشروع قانون تفويض الدفاع الوطني للسنة المالية 2020 بتشديد اللغة بشأن العقوبات، ونص القرار على أن رفع العقوبات أو إعادة منح تركيا مقاتلات إف-35 لا يمكن أن يتم ما لم "تعد أنقرة غير مهتمة بامتلاك صواريخ إس-400 وتقدّم تأكيدات موثوقة بأنها لن تشتري المزيد منها".

وفي جلسة استماع عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ في يوليو/تموز الماضي، قالت فيكتوريا نولاند نائبة وزير الخارجية الأميركي إن الرئيس بايدن ملتزم بالإبقاء على العقوبات المفروضة على تركيا إذا استمرت في امتلاكها صواريخ إس-400 الروسية.

وشكك الخبير في الشؤون التركية بمشروع الديمقراطية بالشرق الأوسط هاورد أيزنشتات في موافقة الكونغرس على أي صفقات سلاح جديدة لتركيا في الظروف الراهنة.

معضلة ومشاكل

وتمتلك تركيا ما لا يقل عن 270 طائرة من طراز إف-16 تمثل العمود الفقري للقوات الجوية التركية منذ بدء الحصول عليها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.

وتم استخدام هذه الطائرات بكثافة وعلى نطاق واسع للقيام بدوريات حدودية منذ بداية الحرب الأهلية السورية، واستخدمت كذلك خلال مهمات استهدفت حزب العمال الكردستاني منذ عام 2015، ودعما للعمليات التركية في منطقة إدلب السورية في عام 2020.

وأصبحت أغلب طائرات القوات التركية قديمة، وكانت أنقرة تعتزم استبدال أغلب أسطولها القديم بمئة طائرة من طائرات إف-35 المتقدمة.

وفي غياب حل وسط بشأن استخدام برنامج إس-400، ستواجه أنقرة أزمة تتمثل في عدم إحلال مقاتلات حديثة محل أسطول طائرات إف-16 القديمة.

وقد أوضحت تركيا أنها تعتزم تطوير مقاتلتها الخاصة، التي يطلق عليها اسم "تي إف/إكس" (TF/X)، ولكن المشروع تشوبه مشاكل في شراء المحركات، وفي أحسن الأحوال، لن يتم بدء الإنتاج على نطاق واسع حتى منتصف العقد القادم.

حل وسط

وتتردد تكهنات في واشنطن بشأن استعداد تركيا للسماح بنوع من المراقبة الأميركية لمنظومة صواريخ إس-400، أو الحد من استخدامها بطريقة أو أخرى، كحل وسط لعودة لمسار الحصول على طائرات إف-35.

واعتبرت تول جونول أن "الإدارة الأميركية تقول للجانب التركي إنها منفتحة للحوار حول مقاتلات إف-35، ولكن من دون إيجاد تركيا لحل بشأن الصواريخ الروسية، لا أعتقد أنه يمكن تغيير الوضع الراهن".

وتشكك الخبيرة جونول في أن "يوافق الكونغرس على طلب تركيا بخصوص إف-16، خاصة مع قول أردوغان إنه مهتم بشراء دفعة ثانية من صواريخ إس-400، ولن تؤدي تصريحات أردوغان الأخيرة إلا إلى تعميق الخلاف".

وأشارت جونول إلى أن الرئيس أردوغان يواجه تحديات متزايدة في الداخل، "فأرقام استطلاعات الرأي تشير إلى تراجع شعبيته، وفاقمت أزمة كوفيد-19 من عمق المشاكل الاقتصادية في البلاد، والمشاعر المعادية للاجئين آخذة في التزايد، مما يوجه ضربة أخرى إلى الائتلاف الحاكم الذي يسيطر عليه أردوغان".

وأضافت أنه في الوقت ذاته تحاول أحزاب المعارضة التركية تجميع صفوفها. وهذه العوامل تجعل أردوغان أكثر ضعفا من أي وقت مضى، وشراء دفعة ثانية من صواريخ إس-400 ليست الخطوة الأكثر حكمة في هذا التوقيت، لأنها بالتأكيد سوف تؤدي إلى مزيد من العقوبات الأميركية وتزيد من متاعب أردوغان، حسب رأيها.

وخلال المؤتمر الصحفي أمس الاثنين لوزارة الخارجية الأميركية، قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة الخارجية نيد برايس إن "الولايات المتحدة لم تقدم أي عروض تمويل بشأن طلبات تركيا من طائرات إف-16، ورفض تأكيد ما ذكره الرئيس التركي من دعوة واشنطن لشراء مقاتلات إف-16. واكتفى برايس بالقول إن البنتاغون يقود حاليا مناقشات لحل النزاعات مع تركيا حول قضية إف-35.

* محمد المنشاوي كاتب وباحث في الشأن الأميركي من واشنطن.

المصدر | الجزيرة نت

  كلمات مفتاحية

أميركا، تركيا، طائرات اف-16، اس-400، اف-35، لوكهيد مارتن، سوخوي، الكونغرس، روسيا،

البنتاجون يثني على محادثات جديدة مع تركيا حول أزمة إف 35: مثمرة