استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

يتنكرون لها !

السبت 21 نوفمبر 2015 05:11 ص

«عندما أراك امتليء بالتفاؤل»، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لداليا اشرف، مراسلة تلفزيون «النهار» التي بدأت بالبكاء. أشرف هي صحفية في العشرينات من عمرها، شقت طريقها الى الرئيس عندما وصل لزيارة في مطار شرم الشيخ بعد تحطم طائرة المسافرين الروسية في سيناء.

وقد وضعت الميكروفون أمام الرئيس وسألت: «ماذا يجب على مصر أن تفعل؟ وكيف سننقذ السياحة؟». في مقابلة مع قناة العربية قالت اشرف إنها بكت بسبب الصدمة التي اصابتها عندما وجدت نفسها أمام الرئيس المحبوب الذي وافق على التحدث معها رغم أنها صحفية شابة وليست «رفيعة المستوى».

داليا أشرف ترافق السيسي كمندوبة لمحطتها الى كل مكان تقريبا، بما في ذلك زيارته الاخيرة الى المانيا. لكن المسألة لا تتعلق بأشرف بقدر ما تتعلق بتفاؤل السيسي. الرئيس المصري الذي تلقى صفعة حينما قررت بريطانيا اثناء زيارته لها أن توقف جميع الرحلات الى شرم الشيخ واعادة رعاياها من هناك.

السيسي حاول من جهته التصرف برسمية حيث قال «لا يجب التسرع في الاستنتاج قبل نشر نتائج التحقيق».

لا يُقر ولا ينفي وجود عملية تخريبية، لكن يبدو أن الاعلام المصري تلقى أوامر اخرى. الجميع بدون استثناء يتحدث عن المؤامرة. وفي صحيفة الأهرام نشر كاريكاتور ظهر فيه شخص مُسن يتحدث مع شاب يلبس قميص كتب عليه «أنا أحب مصر».

المُسن يتحدث عن الهجوم على مصر (ليس العملية بل الادعاء بوجود عملية) ويُذكره بالعدوان الثلاثي حينما اتحدت بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ضد مصر.

«مرت 60 سنة، كما قال الشاب، وما زال اعداؤنا كما هم».

الصحفي البارز عبد الحليم قنديل قال إن النظريات حول التخريب بالطائرة هي سياسية واقتصادية وهدفها الانتقام من مصر وروسيا. المتهكم اشرف عشماوي يقتنع أن الحديث هو عن «مؤامرة قذرة قامت القوى العظمى وقوى محلية بحياكتها مع الولايات المتحدة وبريطانيا من اجل توريط السيسي بسبب تعاونه مع روسيا».

في الوقت الذي تملأ فيه التوقعات حول من يريد الحاق الضرر بمصر. ففي الصحف والعناوين لا توجد خلافات حول مسألة واحدة. أن قضية الطائرة ألحق ضررا شديدا بالسياحة في مصر. وحسب التقديرات المصرية الرسمية فان خسارة القطاع السياحي تبلغ 280 مليون دولار شهريا، آلاف الموظفين سيُقالون وستتدهور العملة الاجنبية الاحتياطية.

الملك السعودي تجند لمساعدة مصر حيث أمر شركة الطيران الوطنية بأن تستمر في السفر الى شرم الشيخ.

أيضا شركة الطيران المصرية تقدم سفريات من القاهرة الى شرم الشيخ بأسعار خاسرة. ووكالات السفر المصرية تقدم تخفيضات وعروض مغرية للمصريين. لكن السياح المصريين أو العرب لا يحضرون معهم العملة الاجنبية ولا يشترون المنتجات مثل الاجانب.

وطموح مصر بأن يكون الدخل من السياحة 20 مليار دولار في سنة 2020 أصبح أمرا من الصعب حدوثه ولا أحد يعرف متى سيستقر هذا الامر وتخرج مصر من الضائقة.

مصر جربت الهجمات الارهابية على الاهداف السياحية. طابا وشرم الشيخ والقاهرة تعرضت في الماضي للارهاب الامر الذي أثر على عدد السياح، لكن استهداف الطائرة له تأثير مختلف: حين يدرك السائح أنه سيصل الى مكان سياحي مثل شرم الشيخ أو الى الفندق المحمي جيدا من رجال الامن، فانه يستمر في السفر، لكن عندما يكون الطيران غير آمن يكون الخوف والارتداع أكبر كثيرا.

المشكلة ليست فقط الشعور بالأمن الذي تلاشى والضرر الاقتصادي، بل إن سمعة مصر كمحاربة للارهاب توضع على كفة الميزان. فقد كان الارهاب خلال العامين الماضيين بشكل يومي، إلا أنه كان محليا، ومثل باقي الدول التي تحارب الارهاب في داخلها. إلا أن عملية الطائرة من شأنها أن تفصل مصر عن العالم بسبب الخوف من الطيران اليها ومنها.

من هنا يأتي موضوع المؤامرة الاجنبية، بسبب تآمر دولي يصور مصر كمن تواجه قوى أكبر منها، وليس منظمة ارهابية محلية.

لم تأت مصر بجديد. فالرئيس التركي يتحدث دائما عن مؤامرات دولية لاسقاط نظامه، واسرائيل ايضا تقتنع أنها ضحية لمؤامرات دولية.

  كلمات مفتاحية

مصر تسفي برئيل الطائرة الروسية الاقتصاد المصري السيسي ولاية سيناء الدولة الإسلامية

روسيا: قنبلة وراء تحطم طائرتنا في سيناء.. و«بوتين» يأمر بملاحقة المتورطين

«إن بي سي» الأمريكية: اتصالات لقيادات «ولاية سيناء» تتباهى بإسقاط الطائرة الروسية

«بوتين» يأمر بتعليق الرحلات الروسية إلى مصر وسرعة إجلاء الرعايا

«نحن من أسقطها» .. تسجيل صوتي لـ«ولاية سيناء» يؤكد فيه إسقاط الطائرة الروسية

القصة الكاملة: الصراع الجهادي في مصر يمتد من سيناء إلى وادي النيل