استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الاتجار بالعلم والدين تخلف وخيم العاقبة

السبت 20 نوفمبر 2021 06:43 م

 الاتجار بالعلم والدين تخلف وخيم العاقبة

المبالغ التي تحصلها المدارس والجامعات من طلاب العلم بهذه الكيفية والقدر مهما كانت مبرراتها سحتٌ حرمه الرسول ﷺ.

لم أر في حياتي أو سير الأولين عالما أو رجل دين يعيش فقرا أو عوزا إو مسكنة! كما لم آر أحدا منهم يطغى أو يستغني بالمال أو الناس عن الله!

من لا يصدق الله ويثق بوعده فقد خرج عن هداه، ولو كان من كبار العلماء. فالاتجار بالدين كما الاتجار بالعلم إما تحديا لله وإما شركا به وإما عدم تصديق بوعده سبحانه!

*     *     *

الله سبحانه هو العليم الحكيم والمعلم الأحد، {خلق الإنسان علمه البيان}، وجعل خاتم رسالاته إلى البشر علم، {الرحمن علم القرآن}، ولا شريك لله في علمه، ويعلم الإنسان ما لم يعلم، لم يكن هدفه من تعليم الإنسان أن يطغى الإنسان بفضل هذا العلم أو يستغني عن رزق الله بتكسبه بالعلم أو الدين: {كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى}.

باب العلم من الله التقوى: {واتقوا الله ويعلمكم الله}. التقوى تفتح للإنسان باب العلم فيغترف منه ما يشاء وينفع به وينتفع، وإن خاف عوزا أو فقرا يجعل الله له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب: {ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب} صدق الله العظيم.

فمن لا يصدق الله ويثق في وعده فقد خرج عن هداه، ولو كان من كبار العلماء. فالإتجار بالدين كما الإتجار بالعلم إما تحديا لله وإما شركا به، وإما عدم تصديق بوعده وكلامه!

أنا لم أر في حياتي ولا في سير الأولين عالما أو رجل دين يعيش في فقر أو عوز إو مسكنة! كما لم آر أحدا منهم يطغى أو يستغني بالمال أو الناس عن الله!

إن الإتجار بالدين والعلم سر تخلف المسلمين وجهالتهم، لأنه عدم إعادة الحق إلى صاحبه الأوحد سبحانه وتعالى. إن سلك أحد طريق العلم أو الفقه في الدين سلك طريقا مستقيما رافعا شعار تقوى الله.

فمن اغتر أو نسي أو انحرف عن طريق الله، فإما أن يتوب توبة نصوحا ويكفر عن ذنبه، أو ينتظر عقابه الإليم من الله عندما يسأله عن علمه ماذا عمل به!

ليس من مبرر للاتجار بالعلم والدين أمام وعد الله! فلا الفقر أو الخوف منه، ولا الطمع في الدنيا ومناصبها، ولا الرغبة في الثراء والتفاخر، ولا الخوف من الأعداء والمنافسين.

ولا يحسبن المتاجرون بالدين والعلم أنهم يستطيعون خداع الله بشعارات جوفاء أو بحق زائف أو بتقوي مدعاة، أو أية صيغة للكسب غير المشروع، أو التبرير بطاعة أولى الأمر أصحاب المناصب.

فالمبالغ التي تحصلها المدارس والجامعات من طلاب العلم بهذه الكيفية والقدر مهما كانت مبرراتها سحتٌ حرمه الرسول ﷺ، فلئن يدرس طلاب العلم في الخلاء على حجر أو صحراء قاحلة دون أن يفرض عليه أجر لهو آعظم من المباني الشاهقة والأدوات المنتقاة، فالله هو الذي يفتح بالعلم على من يشاء بلا تكلفة، وبدون أدوات مزخزفة أو آليات من حرام!

ليس من العدل ان تنفق الجامعات علي نفسها من جيوب طلاب العلم، في حين انها تسطيع ان تحقق ذلك من خلال منجزاتها العلمية و تسويق بحوثها. فان فشلت في تحقيق هذا فهو عجز من قياداتها.

إن أردتم إحياء قرية فأحيوها بالدين والعلم، وإن أردتم إحياء إنسان حياة كريمة فعلموه بلا تكلفة، ولا تكونوا كالذي {مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنى يحي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام..}.

ألا هل بلغت اللهم فاشهد.

* د. محمد السعيد عبد المؤمن أستاذ الدراسات الإيرانية بكلية الآداب، جامعة عين شمس.

المصدر | facebook.com/msmomen

  كلمات مفتاحية

العلم، الدين، طلاب العلم، الاتجار بالعلم، الجامعات، التقوى، فقر،