قال الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين»، إن إسقاط تركيا لطائرتنا العسكرية، سيكون له «عواقب وخيمة»، على العلاقات بين البلدين ،مشيرا إلى أن موسكو لن تتسامح مع الجرائم كحادثة الهجوم على الطائرة.
وفي لقاء مع العاهل الأردني الملك «عبد الله الثاني» في سوتشي اليوم الثلاثاء، وصف بوتين الحادثة بأنها «ضربة في الظهر وجهها أعوان الإرهابيين».
وأوضح أن «الطائرة الروسية من طراز سو-24 أسقطت بواسطة صاروخ جو – جو، تم إطلاقه من مقاتلة إف-16 التركية وسقطت في أراضي سوريا على بعد 4 كلم من حدودها مع تركيا»، مشيرا إلى أن المقاتلة الروسية «لم تكن تهدد تركيا في أي حال من الأحوال، لأنها كانت تؤدي مهمة قتالية ضد داعش في سوريا».
من جهتها قالت وزارة الدفاع الروسية، إن تحليل جميع البيانات المتوفرة تؤكد أن طائرة «سو-24» الروسية لم تخترق الأجواء التركية، بحسب موقع فضائية «روسيا اليوم».
كما أعلنت الوزارة أنها استدعت الملحق العسكري التركي لدى موسكو على خلفية إسقاط الطائرة.
بدوره يعقد حلف شمال الأطلسي «ناتو»، مساء اليوم الثلاثاء، اجتماعا طارئا بطلب تركيا، على خلفية إسقاط الطائرة.
وأوضح بيان صحفي للحلف أن الاجتماع سيعقد الثلاثاء، في بروكسل في الساعة الخامسة بعد الظهر بالتوقيت المحلي، الرابعة بتوقيت غرينتش، بناء على طلب تركيا العضو المؤسس بالحلف.
وكان متحدث باسم «ناتو» قد قال في تصريح صحفي، أعقب الإعلان عن إسقاط تركيا لمقاتلة حربية روسية: «إننا نتحقق من المعلومات. ويراقب الحلف الوضع عن كثب، كما أننا على اتصال دائم بالسلطات التركية»، بحسب «وكالة الأناضول للأنباء» التركية الرسمية.
ويعتبر حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية الأول من قبل دولة عضو في حلف الناتو منذ خمسينيات القرن الماضي.
في المقابل، قال رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، إن تركيا لها «حق الدفاع عن أمن أراضيها، وإن الرد التركي على انتهاك أجوائها وأراضيها رغم التحذيرات المتكررة، حق قومي ودولي».
فيما استدعت وزارة الخارجية التركية سفراء واشنطن وموسكو وباريس ولندن وبيجين، الذين يمثلون بلادهم في تركيا، وذلك لإطلاعهم على الموقف إزاء إسقاط الجيش التركي للمقاتلة الروسية التي انتهكت سيادة الأجواء التركية.
وأفادت مصادر عسكرية تركية، بأن تحليلات الخبراء الخاصة بتتبع أثر الطائرة الروسية التي أسقطت بموجب قواعد الاشتباك، تؤكد انتهاكها أجواء تركيا.
وأضافت المصادر العسكرية، أن الطائرة واصلت انتهاكها المجال الجوي التركي في منطقة «يايلاداغي» الحدودية مع سوريا، بالرغم من التحذيرات، مشيرة إلى أن عمليات تتبع أثر الطائرة، تكشف ذلك بشكل واضح.
وأسقطت تركيا، اليوم الثلاثاء، طائرة عسكرية روسية في منطقة جبل التركمان بمحافظة اللاذقية شمال غرب سوريا، بعدما انتهكت المجال الجوي التركي.
وقال مسؤول عسكري تركي، لوكالة «رويترز»، إن «طائرات تركية أف-16 اسقطت المقاتلة التي انتهكت المجال الجوي»، مؤكدا أنه جرى تحذير الطائرة قبل إسقاطها.
من جهتها أعلنت رئاسة الأركان التركية، أنّ سلاح الجو قام بإسقاط الطائرة، بعد تحذيرها 10 مرات، خلال 5 دقائق.
وأوضحت الرئاسة في بيان على موقعها الإلكتروني، أنّ المقاتلة، واصلت انتهاكها للأجواء التركية، رغم التحذيرات، وقامت على إثر ذلك، طائرتين تركيتين من طراز (F 16) كانتا تقومان بدورية في المنطقة، بإسقاطها في تمام الساعة 09:24 من صباح اليوم بالتوقيت المحلي، بحسب وكالة الأناضول للأنباء، التركية الرسمية.
وأعلن معارضون سوريون تركمان أنه تم أسر طيار روسي ويتم البحث عن الآخر.
وكان من المقرر أن يبدأ وزير الخارجية الروسي، «سيرغي لافروف»، زيارة رسمية إلى تركيا، غدا الأربعاء، لبحث عدد من الملفات على رأسها الملف السوري والأوكراني والحرب ضد الإرهاب، إلى جانب العلاقات الثنائية بين البلدين، غير أنه تم إلغاء الزيارة.
والجمعة الماضية استدعت الخارجية التركية سفير روسيا في أنقرة، بعد ضربات للطيران الروسي قرب حدودها مع سوريا، ووجهت إليه الخارجية تحذيرا من «العواقب الوخيمة» للعملية. (طالع المزيد)
واخترقت المقاتلات الروسية المجال الجوي لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، أكثر من مرة منذ بداية الحملة العسكرية الروسية على سوريا نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وهو ما اعترضت عليه تركيا بشدة.