قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إن بلاده لا تنوي التصعيد في واقعة إسقاط الطائرة الحربية الروسية، عقب اختراقها الأجواء التركية، مؤكدا أن عدم إسقاط طائرة روسية حتى تاريخ أمس، كان بسبب حسن نية وصبر تركيا، لكن يجب على الجميع ألا يتوقعوا منا أن نقف مكتوفي الأيدي.
وفي كلمة له، أمام اجتماع وزراء الاقتصاد في منظمة «التعاون الإسلامي»، اليوم الأربعاء، أوضح الرئيس التركي أنه «لا نية لتصعيد هذه الواقعة، ونحن ندافع فقط عن أمننا وحقوق أشقائنا».
وأشار إلى أن الطائرة الروسية اخترقت الأجواء التركية، وأنهم حذروها 10 مرات، ولم تستجب، فقصفوها لتقع في الأراضي السورية، موضحا أن شظاياها أصابت 2 من المواطنين داخل الأراضي التركية.
«أردوغان» أضاف في كلمته: «تثار أقاويل أن تلك الطائرات كانت موجودة لقتال تنظيم داعش، لكن لا وجود لداعش في اللاذقية وريفها الشمالي، الذي يسكنه التركمان».
وأضاف: «إغلاق الأبواب أمام اللاجئين، وثقب القوارب، وإغراقها لن تحل المشكلة، بل ستزيدها عمقا، وعلينا أن نتخلص من الأسلاك الشائكة التي تمنع اللاجئين من العبور».
وفيما يتعلق بالإرهاب، أوضح الرئيس التركي، أن «العلميات الإرهابية في باريس، وأنقرة، وبيروت، وبغداد، والكويت، والعراق، وسوريا، كلها متساوية ولا فرق بينها».
وأضاف: «هناك من يقصي البعض، ويتهمهم بالإرهاب بسبب لغتهم ومظهرهم، فلا يجب صبغ الإسلام بصفة الإرهاب بذريعة العمليات الإرهابية في أي بلد كان»، مشيرا إلى أن «كراهية الإسلام والسياسات العنصرية مرفوضة، ولا يمكنها أن تكافح الإرهاب».
وتابع أردوغان: «الإسلام دين المحبة والتراحم، وأدعو الجميع إلى بث الخير والرحمة وأن نقول لا للشر والعدوان، التنظيمات الإرهابية لا تمثل الإسلام وهدفها المسلمون الذين لا يشاركونهم في الرأي».
وبين أن الإسلام يتعرض لحملة من التشويه بسبب تنظيمات إرهابية مثل تنظيم القاعدة وداعش وبوكو حرام وتنظيم الشباب المجاهدين، مضيفا: «الإرهابيون يحرقون المكتبات ويقتلون العلماء وتاريخنا شهد الكثير من أمثالهم ولا مفر من أن نقف في وجوههم».
وعن الأوضاع في فلسطين، قال أردوغان: «لقد تحول قطاع غزة سجن مفتوح بسبب الحصار المستمر، وهذا الوضع يجب أن لا يستمر».
وأضاف: «إخوتنا في فلسطين يتصدون لانتهاكات الإسرائيليين للمسجد الأقصى، ويخوضون نضالا شريفا ومشرفا».
وأسقطت تركيا، أمس الثلاثاء، طائرة عسكرية روسية في منطقة جبل التركمان بمحافظة اللاذقية شمال غرب سوريا، بعدما انتهكت المجال الجوي التركي، وتم تحذيرها 10 مرات، خلال 5 دقائق، بحسب ما أعلنت رئاسة الأركان التركية، إلا أن الرئيس الروسي اعتبر إسقاط الطائرة طعنة في الظهر.
واخترقت المقاتلات الروسية المجال الجوي لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي، أكثر من مرة منذ بداية الحملة العسكرية الروسية على سوريا نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، وهو ما اعترضت عليه تركيا بشدة، وحذرت القيادة التركية وقتها من أن «روسيا ستكون مسؤولة عن أي حدث غير مرغوب به قد يقع مستقبلا».
وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، قد حذر روسيا من إمكانية «خسارة صداقة تركيا» بعد سلسلة انتهاكات للمجال الجوي التركي من قبل مقاتلات روسية منتشرة في سوريا، لكن المتحدث الرسمي باسم الكرملين، «ديمتري بيسكوف»، أعرب عن تمنياته آنذاك بألا تتسبب حادثة انتهاك إحدى الطائرات الروسية للأجواء التركية، في حدوث ضرر بالعلاقات بين موسكو وأنقرة.