قرداحي: أنتظر واللبنانيون نتائج إيجابية لاستقالتي

الأربعاء 22 ديسمبر 2021 09:52 ص

قال وزير الإعلام اللبناني المستقيل "جورج قرداحي"، إنه ما زال وكل اللبنانيين ينتظرون نتائج إيجابية لاستقالته من منصبه، منتقدا سياسيين أطلقوا "عبارات سفيهة" أملا في زيارة السعودية.

ودخل لبنان في نزاع دبلوماسي كبير مع دول الخليج الشهر الماضي، بعد أن انتقد المذيع اللبناني، الذي تحول إلى العمل السياسي، السعودية بشأن حرب اليمن، قبل أن يستقيل "قرداحي" من منصبه في 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

ورفض المذيع اللبناني الذي تحول إلى السياسية، تحميله مسؤولية التسبب بـ"متاعب" لبلده، قائلا إن "لبنان غارق في الأزمات والمتاعب، والجميع يعلم أن أسبابها متعددة وتعود جذورها إلى عشرات السنين، وليست وليدة الساعة".

واستبعد أن تكون تصريحاته قبيل توليه الوزارة السبب في القرار السعودي والخليجي قطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان، لافتا إلى أنه "كان هناك قرار بقطع العلاقة بلبنان".

وأضاف: "مواقفي (بشأن حرب اليمن) في تلك المقابلة (المتلفزة) تم تضخيمها".

وأعاد "قرداحي" الحديث عن خلفيات الحوار الذي أجراه وتسبب في الأزمة، قائلا: "حديث أجريته قبل شهرين من تعييني وزيرا على محطة أجنبية، ولم يتضمن أي إساءة، وإذ تشن علي حملة شعواء من هنا، لأنني قلت إن الحرب في اليمن وليس على اليمن فقطعت السعودية ودول الخليج علاقاتها الدبلوماسية والتجارية مع لبنان، وطُلبت بالاستقالة". 

ورأى "قرداحي" أن "الدليل على ذلك أن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، ذكر أكثر من مرة أن المسألة أبعد من تصريحات وزير الإعلام اللبناني (..) قال إن المسألة هي هيمنة حزب الله على لبنان والحكومة اللبنانية".

وجماعة "حزب الله" اللبنانية هي حليفة إيران، التي تتهمها السعودية بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إنها تلتزم بعلاقات حسن الجوار.

وتابع "قرداحي": "تصريحاتي لم تحمل شيئا سوى أنني توجهت بكل محبة لكل الأطراف كي يتوقف نزف الدم العربي، وكان هذا شعوري الحقيقي بالعمق، لكنهم فسروها تفسيرات أخرى".

وفي 5 أغسطس/ آب الماضي، قبل نحو شهر على تعيينه وزيرا، سجل "قرداحي" مقابلة بثتها إحدى المنصات الإلكترونية لفضائية "الجزيرة" القطرية في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وصف فيها حرب اليمن بأنها "عبثية ويجب أن تتوقف"، وقال إن الحوثيين "يدافعون عن أنفسهم" في وجه "اعتداء خارجي" من السعودية والإمارات.

وبعد 4 أيام من بث المقابلة، سحبت السعودية سفيرها لدى بيروت، وطلبت من السفير اللبناني بالرياض المغادرة، وهو ما فعلته لاحقا الإمارات والبحرين والكويت واليمن.

وأكد الرئيس اللبناني "ميشال عون"، أن تصريحات "قرداحي" لا تعكس موقف الدولة اللبنانية، فيما طلب رئيس الحكومة "نجيب ميقاتي" من "قرداحي" اتخاذ "القرار المناسب"، ما فهم بأنها دعوة إلى الاستقالة.

وهذه الأزمة سببت انقساما في لبنان، إذ دافع البعض عن تصريحات "قرداحي"، لا سيما نواب من "حزب الله"، بينما دعاه آخرون إلى الاستقالة، بينهم نواب من "تيار المستقبل" و"القوات اللبنانية".

وقال "قرداحي": "لن أتحدث عن السياسيين الذين كانوا يطالبونني بالاستقالة ويتبارون في إطلاق العبارات السفيهة، أملا بتلقي إشارة بزيارة السعودية، وكأنهم لا يعرفون رأي القيادة السعودية بكل واحد منهم".

وأضاف "كنت أتوقع أن يقف أهل السلطة كلهم معي، ففوجئت بأصوات من داخل الحكومة، التي كنت مصدقا عند دخولي إليها بأنها متضامنة، تطالبني بالاستقالة".

وتابع: "شعرت حينها بظلم وإهانة فأعلنت رفضي لهذا العقاب المفروض علي وعلى وطني والانتهاك لكرامة وطني وأهلي".

إلا أن عشية زيارة للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون" إلى السعودية، أعلن "قرداحي"، خلال مؤتمر صحفي أنه قدم استقالته، بعدما فهم من "ميقاتي" أن الفرنسيين يرغبون في هذه الخطوة لكي تساعد على فتح حوار مع المسؤولين السعوديين حول لبنان.

واليوم، وبعد نحو 20 يوما على استقالته، قال "قرداحي": "صحيح أن الاستقالة أصبحت وراءنا، لكننا ما زلنا ننتظر نتائج إيجابية لهذه الاستقالة، لا أن تذهب سدى".

وأضاف: "تمنيت سابقا أن تؤدي الاستقالة إلى فتح باب لمبادرة من السعودية والخليج تعيد العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع لبنان وتعود الأمور إلى سابق عهدها، وما زلنا ننتظر ذلك".

ورغم أن زيارة "ماكرون" للسعودية نتج عنها اتصال هاتفي بين "ميقاتي" وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان"، فإن العلاقات الدبلوماسية والتجارية بين البلدين لم تعد إلى طبيعتها بعد.

وتزيد هذه الأزمة معاناة لبنان، الذي يشهد منذ عامين أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، مع انهيار العملة المحلية الليرة، وشح في الأدوية والوقود وسلع أساسية أخرى، وتراجع حاد في القدرة الشرائية لمواطنيه.

وردا على سؤال، قال "قرداحي": "لو كنت أدرك أن كل ذلك سيحصل، والمقابلة ستعكس هذه التفاعلات والأصداء وصولا إلى الأزمة، لما كنت دخلت في الحكومة كوزير بصراحة".

وعما إذا كان نادما، أجاب: "لا أندم على شيء، هكذا علمتني الحياة (..) وكل تجربة أستفيد منها، وآخذ منها الشق الإيجابي".

وأردف: "التجربة الأخيرة كانت صعبة عليَّ وكشفت حقيقة بعض الأشخاص (لم يسمهم) ممن كانوا يظهرون لي محبة، لكن تبين أن لديهم حسابات أخرى، شخصية أو مادية".

وختم "قرداحي" بأن "الأزمة التي مررت بها زجتني في السياسة رغما عني"، كاشفا أنه سيدرس إمكانية ترشحه للانتخابات البرلمانية المقبلة.

وتتنافس السعودية وإيران منذ فترة طويلة على النفوذ في المنطقة بما في ذلك لبنان الذي يعاني أزمة اقتصادية طاحنة، ويحتاج بشدة إلى دعم مالي من مانحين إقليميين ودوليين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قرداحي الأزمة اللبنانية الخليجية لبنان حزب الله السعودية استقالة قرداحي

بعد قرداحي.. وزير لبناني ينتقد حرب اليمن ويطالب بإنهائها في أسرع وقت

مسؤول لبناني سابق: السعوية استغلت تصريحات قرداحي لابتزاز لبنان

الأولى بعد أزمة قرداحي.. لبنان يعزي السعودية في ضحايا القصف الحوثي

جورج قرداحي يفسر سبب غضب السعودية من تصريحاته حول حرب اليمن