وصف بابا الفاتيكان سوريا واليمن بأنهما "مأساتان هائلتان منسيتان"، مذكرا بأن الصراعات في البلدين خلفت الكثير من الضحايا و "عدد لا يحصى من اللاجئين".

وقال البابا "فرانسيس"، في رسالته السنوية بمناسبة عيد الميلاد، إن هذه البلدان شهدت أحداثًا مروّعة وسْط صمت دولي مُطبق، ورأى، أمام حشد في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، أن قوة العلاقات الاجتماعية الإنسانية تخضع لاختبار صعب في هذا الوقت، وفقا لما أوردته شبكة "BBC".

وحذّر البابا مما وصفه بميل إلى الانسحاب إبان تفشي وباء كورونا، قائلا إن "موجة من تبلّد الإحساس إزاء أزمات ومعاناة الآخرين أخذتْ تجتاح العالم".

ولفت بابا الفاتيكان إلى أن آثار الوباء تهدد الجهود المبذولة على صعيد حل الصراعات على المستوى الدولي.

وألقى البابا رسالته هذا العام من شُرفة مطلّة على الساحة وليس من داخل المبنى كما فعل العام الماضي، فيما شوهد الآلاف من الكاثوليك في ساحة القديس بطرس يستمعون إليه، وهم يلبسون الكمامات وسط إجراءات وقائية.

وأضاف البابا أن الوباء ترك الناس "أكثر ميلا إلى الانسحاب وإلى العزوف عن بذْل جهد للتلاقي والتآزر.. وعلى المستوى الدولي، ثمة عزوف عن الحوار، وخطورة ذلك تكمن فيما قد يغري عليه من التسرّع بدلا من التأنّي في حل الصراعات".

وتابع: "لا نزال نشهد عددا متزايدًا من الصراعات والأزمات والخلافات. ولا يبدو أبدًا أنها ستنتهي، ومع ذلك فنحن الآن لا نكاد نلاحظها وذلك لأننا اعتدنا على أن أمثال هذه المآسي المروّعة تمرّ في صمت".

وحدّد بابا الفاتيكان كلا من سوريا والعراق واليمن "حيث تقع أحداث مروّعة على مرأى ومسمع من الجميع دون أن ينطق أحد لسنوات"، حسب قوله.

كما دعا البابا إلى تذكُّر استمرار التوترات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وتذكّر الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان.

وعن آسيا، دعا البابا بأن ينعم الأفغان بالاستقرار، مشيرا إلى أنهم "يعيشون صراعات مريرة منذ أكثر من 40 عاما"، كما دعا بأن تشمل العناية الإلهية شعب ميانمار حيث "التعصب والعنف يستهدفان المسيحيين والكنائس بلا هوادة" حسب قوله.