استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

إجراءات ردع التصعيد الروسي

الاثنين 3 يناير 2022 06:53 ص

إجراءات ردع التصعيد الروسي

سيكون 2022 تسخين الحرب الباردة التي عادت إلى السطح بين روسيا والغرب.

زادت حشود روسيا العسكرية على حدود أوكرانيا مما زاد التوقعات بجدية روسيا في خوض حرب احتلال ضد أوكرانيا.

مقترحات تتضمن نقداً غير مباشر لإقدام أمريكا على مفاوضات ثنائية مع روسيا دون تنسيق موقف واضح مع الحلفاء وخاصة أعضاء الناتو وأوكرانيا.

أي عمل عسكري في محيط بحر البلطيق سيعني تكثيف التواجد الأمريكي والغربي في الدول المطلة على هذا البحر الذي يمثل خط المواجهة بين روسيا والغرب.

عالم القطب الأوحد أو النظام العالمي الجديد كما سُمي بتسعينيات القرن الماضي يودعنا بينما نستقبل الأقطاب المتعددة وأزمات بحار البلطيق وجنوب الصين وغيرها.

*      *      *

أصدر أربعة وعشرون شخصية أمريكية، ضمت قيادات عسكرية ومسؤولين في وزارة الخارجية ودبلوماسيين سابقين وأكاديميين بياناً يطالبون فيه إدارة بايدن باتخاذ إجراءات عاجلة للرد على التصعيد الروسي في أوكرانيا، منذ 7 ديسمبر الماضي.

وبعد قمة افتراضية بين القيادتين الأمريكية والروسية زادت حشود روسيا العسكرية على حدود أوكرانيا مما زاد التوقعات بجدية روسيا في خوض حرب احتلال ضد أوكرانيا، البيان الذي أصدره مجلس الأطلسي نيابة عن موقعيه وضع مجموعة من المقترحات لإدارة بايدن لإجراءات ردع يدعو البيان لاتخاذها بأسرع وقت.

البيان الذي ركز على ضرورة أن تقوم إدارة بايدن والناتو بالتأثير السريع على حسابات الربح والخسارة الروسية، طالب أولاً بضرورة وضع قائمة صارمة من العقوبات بالتعاون مع الحلفاء في الناتو تتضمن:

- منع تشغيل خط نوردستريم 2 لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا؛

- إبلاغ روسيا بهذه العقوبات حتى يصبح الكرملين مدركاً للكلفة الاقتصادية لهذا التصعيد؛

- تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا لرفع كلفة أي عمل عسكري ضدها خاصة عبر توفير منظومات دفاعية فعّالة ضد الهجمات الجوية الروسية.

دبلوماسياً دعا البيان إلى مواصلة سياسة الباب المفتوح للتفاوض ولكن مع ربط التفاوض بخفض التصعيد العسكري الروسي حتى لا تستغل موسكو زيادة التصعيد للحصول على تنازلات متتابعة من الغرب.

كما طالب الموقعون بالتنسيق مع الأطراف الأوروبية والحلفاء في الناتو لتشكيل موقف موحد، وأن تكون أي مفاوضات حول الوضع القائم مع روسيا متضمنة للدول المتأثرة أمنياً بالتهديدات الروسية، وخاصة الدول المطلة على بحر البلطيق.

كما دعا البيان لضرورة استخدام المنصات الدولية مثل مجموعة السبعة الكبار ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا والأمم المتحدة لإصدار بيانات شديدة اللهجة ضد التصعيد الروسي.

هذه المقترحات تتضمن نقداً غير مباشر لإقدام واشنطن على مفاوضات ثنائية مع موسكو دون تنسيق موقف واضح مع الحلفاء وخاصة أعضاء الناتو وأوكرانيا.

وأخيراً طالب البيان بإيصال رسالة واضحة إلى موسكو مفادها أن أي عمل عسكري في محيط بحر البلطيق سيعني تكثيف التواجد الأمريكي والغربي في الدول المطلة على هذا المسطح المائي الذي يمثل خط المواجهة بين روسيا والغرب.

التفاهمات الغربية الروسية حول التواجد العسكري في هذا الجزء من العالم كانت صمام أمان في فترة الحرب الباردة وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي وقيام روسيا بضم القرم بموانئه الإستراتيجية في البحر الأسود دون رد غربي حقيقي أسهم في تعزيز شعور الكرملين بإمكانية تحقيق مكاسب تعيد لروسيا هيمنتها في محيطها الاستراتيجي.

موقعو البيان الذي ضم قيادات عسكرية ودبلوماسية عملت في المنطقة وعلى خط المواجهة المباشر مع موسكو عبروا عن حالة قلق متزايد من أن السلام مع روسيا أصبح مهدداً.

فالمواجهة ليست محصورة في أوكرانيا بل تمتد إلى بيلاروسيا وأزمة المهاجرين ومالدوفا والضغط الروسي عليها في عقود الغاز والخطاب الدبلوماسي الروسي التصعيدي تجاه الغرب بشكل عام، وتردد الإدارات الأمريكية المتعاقبة في مواجهة هذا النمو الروسي شجع موسكو على استعادة مجدها الاستراتيجي.

عام 2022 يبدو أنه سيكون تسخيناً للحرب الباردة التي عادت إلى السطح بين روسيا والغرب، عالم القطب الأوحد أو "النظام العالمي الجديد" كما كان يسمى في تسعينيات القرن الماضي يودعنا مسرعاً بينما نستقبل الأقطاب المتعددة بما تجلبه من أزمات في بحار البلطيق وجنوب الصين وغيرها.

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي المساعد بجامعة قطر

المصدر | الشرق

  كلمات مفتاحية

ردع، روسيا، أوكرانيا، 2022، تسخين، الحرب الباردة، الغرب، عالم القطب الأوحد، النظام العالمي الجديد، الأقطاب المتعددة، الصين، التصعيد الروسي، إدارة بايدن، البلطيق،