وسط تحذيرات موسكو.. تصويت أممي لتعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان

الخميس 7 أبريل 2022 07:35 ص

تجري الجمعية العامة للأمم المتحدة، ظهر الخميس بالتوقيت العالمي، تصويتا بناء على طلب من دول غربية، للبتّ في تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان.

ويمكن تعليق عضوية أي دولة في المجلس، حال تورطها في ارتكاب انتهاكات جسيمة ومنهجية لحقوق الإنسان، بعد موافقة ثلثي الأعضاء الـ193 في الجمعية العامة، التي تمّ استدعاؤها لهذا الاستحقاق.

ولن يتمّ احتساب حالات الامتناع عن التصويت.

ومنذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، تبنى المجلس قرارين يدينان روسيا بأغلبية 140 صوتًا.

وينص مشروع قرار تعليق حقوق عضوية روسيا بمجلس حقوق الإنسان، عن "القلق البالغ إزاء استمرار أزمة حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية في أوكرانيا، ولا سيما التقارير المتعلقة بانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان من جانب الاتحاد الروسي للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك الانتهاكات الجسيمة والانتهاكات والتجاوزات المنهجية لحقوق الإنسان".

والثلاثاء، قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة "ليندا توماس جرينفيلد"، إن بلادها ستسعى إلى تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان ردا خصوصا "على الصور الواردة من بوتشا".

وأضافت: "لا يمكن السماح لروسيا باستخدام مقعدها في المجلس كأداة دعاية تتيح لها الإشارة إلى أن لديها مخاوف مشروعة بشأن حقوق الإنسان".

وتابعت متوجّهة إلى 140 دولة: "صوتت لإدانة" الغزو الروسي لأوكرانيا، إن "صور بوتشا والدمار الذي لحق بأنحاء أوكرانيا يجبراننا على تحويل الأقوال إلى أفعال".

والولايات المتحدة كما المملكة المتحدة التي عبّرت عن دعمها للنهج الأمريكي، مقتنعة بأنها ستنال تأييد ثلثي الجمعية العامة

وقال عدد من الدبلوماسيين إن دولًا أخرى أوروبية وأفريقية "ليست متأكّدة" إلى هذا الحدّ.

وعبّرت الأمانة العامة للأمم المتحدة من جهتها عن تحفظاتها بشأن تعليق كهذا، خشية من فتح ذلك المجال أمام طلبات عشوائية من أي دولة لطلب تعليق عضوية أي دولة في أي هيئة في الأمم المتحدة.

من جانبها، حذرت روسيا الدول الأعضاء في الأمم المتحدة من أن الموافقة أو حتى الامتناع عن التصويت على محاولة الولايات المتحدة لتعليق عضوية موسكو في مجلس حقوق الإنسان، سيعتبر "بادرة غير ودية" لها عواقب على العلاقات الثنائية.

وحثت بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة، الدول على "التحدث علنا ضد القرار المناهض لروسيا".

وأضافت: "من الجدير بالذكر أنه ليس فقط دعم مثل هذه المبادرة، ولكن أيضا الموقف المحايد في التصويت (الامتناع أو عدم المشاركة) سيعتبر بادرة غير ودية".

وأشارت إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، سيؤخذ موقف كل دولة في الاعتبار في تطوير العلاقات الثنائية وفي العمل على القضايا المهمة بالنسبة لها في إطار عمل الأمم المتحدة".

كما حذر النائب الأول للمندوب الروسي بالأمم المتحدة "دميتري بوليانسكي"، من أن تعليق عمل الاتحاد الروسي في مجلس حقوق الإنسان الأممي، قد تكون له عواقب وخيمة على منظومة الأمم المتحدة ككل.

وكتب "بوليانسكي"، في موقع "تليجرام" يقول: "التصويت المقبل لا يتعلق بالصراع الروسي الأوكراني أو الانتهاكات الروسية المزعومة لحقوق الإنسان"، ووصف هذه الادعاءات بأنها "غير مؤكدة وغير مثبتة".

وأضاف أنه "بالنظر إلى تزايد التزييف والاستفزازات، فهذه خطوة تكتيكية مع سبق الإصرار والترصد. وهذه سابقة خطيرة عندما تحاول مجموعة من الدول الغربية فرض قواعدها وتفضيلاتها على الآخرين".

وقال النائب الأول للمندوب الروسي لدى الأمم المتحدة في وصف ما يجري على الساحة الدولية بقوله: "هذا ما يبدو عليه النظام الدولي القائم على القواعد الذي يروج له الغرب، وتتمثل في ابتزاز استعماري غير مبدئي تحت ستار قضية نبيلة".

وأشار إلى أن روسيا تلعب دورا متوازنا مهما، وإزالتها من مجلس حقوق الإنسان سيحرم البلدان النامية من حماية قوية وصاخبة، مضيفا: "لهذا السبب تحرص الدول الغربية على القيام بذلك وترجيح كفة الميزان لصالحها".

وفي 24 فبراير/شباط الماضي، شرعت روسيا في شن هجوم عسكري على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والاقتصادية والمالية والرياضية.

وروسيا في العام الثاني، من ولاية مدتها 3 سنوات في المجلس، الذي يضم 47 بلدا.

وفي تاريخ الأمم المتحدة، عُلّقت عضوية ليبيا في عهد الزعيم الراحل "معمّر القذافي" في العام 2011 في مجلس حقوق الإنسان من خلال تصويت بالتزكية في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعلى عكس حالة روسيا، لم يكن الأمر متعلقا بعضو دائم في مجلس الأمن، ولم تكن طرابلس عضوا غير دائم في المجلس.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مجلس حقوق الإنسان روسيا الأمم المتحدة