نفي الكرملين أمس الأربعاء، صحة تقارير إعلامية، تحدثت عن أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال «قاسم سليماني» قام بزيارة لروسيا لإجراء محادثات مع رئيس الأخيرة «فلاديمير بوتين».
وردا على سؤال لوكالة «ايتار تاس» عما إذا كان قد تم عقد الاجتماع، أجاب المتحدث الرئاسي «دميتري بيسكوف» بقوله «لا».
ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية، أمس عن مصادر لم تذكر أسماءها، أن «الجنرال سليماني عقد اجتماعا مع الرئيس بوتين ومسؤولين عسكريين وأمنيين روس كبار خلال زيارة استمرت ثلاثة أيام الأسبوع الماضي… بحثوا أحدث التطورات في سوريا والعراق واليمن ولبنان».
وقبل يومين، نفى نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والأفريقية «حسين أمير عبداللهيان» وجود خلافات بين بلاده وروسيا حيال سوريا.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن «عبداللهيان» قوله إن «إيران وروسيا تقدمان مساعداتهما للجيش السوري لمحاربة الإرهاب بجدية».
وأضاف: «نقيم إيجابيا خطوات موسكو لمكافحة الإرهاب في سوريا بالتنسيق مع الحكومة السورية».
وكانت تقارير استخباراتية دولية كشفت أن إيران بدأت في سحب قوات النخبة أو ما يسمى بـ«الحرس الثوري الإيراني» من «العملية العسكرية التي تقودها وتديرها روسيا في سوريا» نتيجة خلافات كبيرة بين الروس والإيرانيين.
والشهر الماضي، كشفت صحيفة «القدس العربي»، أن الخلاف بين روسيا وإيران، ليس على بقاء رئيس النظام السوري «بشار الأسد»، ولكن على نصيب كل منهما من «الجسد السوري»، وكذلك على طبيعة الدولة السورية.
وقالت الصحيفة، نه بغض النظر عن التصريحات الروسية والإيرانية، وخصوصا الكوميدية منها والتي تتعلّق برفض «الإملاءات الخارجية» (باعتبار أن الدولتين لا تمارسان الإملاءات على بلدان المنطقة)، وبكون «الشعب السوري» هو الذي يقرّر مصير الأسد (التزاما ربما بتعريف الأسد للشعب السوري بأنه الذي يدافع عن النظام وليس الذي يمتلك جنسية سورية)، فإن ما يحصل حقيقة ليس خلافا على بقاء «الأسد» من عدمه بل هو صراع الشريكين على تقرير طبيعة الدولة السورية المقبلة، والحصة التي سيحصل كل منهما عليها من الجسد السوري، وهو أمر لا يمكن لهما الانفراد بتقريره.
وأوضحت أن إعلان الخارجية الروسية أن بقاء «بشار الأسد» في السلطة «لا يعتبر أمرا مبدئيا بالنسبة لموسكو»، لم يكن مفاجئا، فهو نتيجة طبيعية من نتائج التدخل العسكري الروسي في سوريا.
