أعادت مصر سفينة روسية محملة بالحبوب، قالت القاهرة إنها لم تستوف الأوراق المطلوبة، بينما قالت كييف إنها سُرقت من أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية الأوكراني "دميترو كوليبا"، الخميس، إنه وجه الشكر لمصر على ما قامت به، لافتا إلى أنه تحدثت إلى نظيري المصري "سامح شكري"، لشكره.
وأضاف "كوليبا"، في تغريدة له عبر "تويتر": "ممتن لمصر لردها سفينة روسية محملة بحبوب مسروقة من أوكرانيا"، مضيفًا أن بلاده ومصر اتفقتا على تنسيق الجهود لجعل روسيا تفرج عن صادرات المواد الغذائية الأوكرانية.
Spoke with my Egyptian counterpart Sameh Shoukry. Grateful to Egypt for turning away a Russian ship loaded with grain stolen in Ukraine. We agreed to coordinate efforts to make Russia unblock Ukraine’s food exports. Ukraine and Egypt keep working together to ensure food security.
— Dmytro Kuleba (@DmytroKuleba) May 19, 2022
وكان وزير التموين المصري "علي مصيلحي"، قال الأحد الماضي، إن بلاده رفضت استقبال سفينة سمحت لها روسيا بالإبحار، وعزا ذلك إلى عدم امتلاك السفينة الأوراق المطلوبة.
في الوقت نفسه قالت السفارة الأوكرانية في مصر، إن السفينة المرفوضة "كانت تحمل حبوباً من المناطق الأوكرانية الخاضعة لسيطرة روسيا، خلال الحرب الدائرة منذ نحو 3 شهور".
ولم يصدر تعليق روسي على الأمر، كما لم يعرف مصير السفينة.
وعادة ما تستورد مصر، أحد أكبر مستوردي القمح في العالم، كميات كبيرة من قمح منطقة البحر الأسود، لكن الشحنات تعطلت بسبب حرب روسيا على أوكرانيا.
ونقلت وكالة "رويترز"، قبل أيام، عن تجار مصريين إنه لم يتم بعد شحن نحو 300 ألف طن من القمح الأوكراني، طلبت الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر شراءها قبل الحرب للتسليم في فبراير/شباط ومارس/آذار، مع وجود شحنة عالقة في ميناء وأربع أخريات لم يتم تحميلها بعد.
وقال رئيس الوزراء المصري هذا الأسبوع، إن الحكومة لديها احتياطيات من القمح تكفي 4 أشهر.
ويقول تجار إن أي قمح يتم شراؤه يُحتسب ضمن الاحتياطيات الاستراتيجية للبلاد، حتى لو لم يتم تسليمه بعد.
وأكد وزير التموين المصري، الأحد الماضي، أن السلطات مددت مهلة تسليم الشحنات، وأضاف بعدها بيومين أن السلطات تجري محادثات مع الموردين بشأن محاولة نقل الشحنات الأربع بالسكك الحديدية إلى بولندا.
والشهر الماضي، اتهم نائب وزير الزراعة الأوكراني، القوات الروسية المحتلة بـ"سرقة مئات الآلاف من الأطنان" من الحبوب.
ولاحقا، ذكر مسؤولون أوكرانيون أن القوات الروسية استولت على مخازن ضخمة من الحبوب والقمح من أوكرانيا وصدّرتها إلى روسيا.
واستند المسؤولون في ذلك، إلى ما ذكره مزارعون في الأراضي الأوكرانية، التي احتلتها القوات الروسية، والذين قالوا إن الروس "يسرقون حبوبهم بكمياتٍ كبيرة".
واعتبر المسؤولون الأوكرانيون أن ذلك أدى إلى تفاقم مخاطر نقص الغذاء والجوع في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية.
إلا أن الكرملين نفى أن يكون الأمر كذلك، وقال إنه لا يعرف من أين أتت هذه المعلومات.
واضطرت أوكرانيا، مع إغلاق موانئها بسبب الحرب، إلى إرسال الشحنات عبر حدودها الغربية، معتمدة على قدرة السكك الحديدية المحدودة وموانئ نهر الدانوب الصغيرة.
وكثيراً ما تتهم أوكرانيا سلطات روسيا بسرقة خيراتها من المناطق المحتلة، كما اتهم الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي"، بعض الدول بعقد صفقات سرية مع موسكو لشراء حبوب "مسروقة من أوكرانيا"، فيما لم يذكر أسماء هذه الدول.