استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

روسيا وإيران تسرّعان مشروعا منافسا لقناة السويس

الخميس 23 يونيو 2022 03:43 م

روسيا وإيران تسرّعان مشروعهما المنافس لقناة السويس

مشروع المعبر البديل أقرته روسيا والهند وإيران قبل عشرين عاما واشتركت فيه جملة من دول آسيا الوسطى والقوقاز كانت سابقا جمهوريات سوفياتية.

حرب بوتين على أوكرانيا أسعدت إيران بما يفسّر موقفها المرحّب بها. فتلك الحرب من شأنها أن تقلب العلاقات الاقتصادية بين روسيا وإيران لمصلحة الأخيرة.

تحرير إيران من العقوبات قد يساعد روسيا على الالتفاف على نظام العقوبات الثقيل الذي تواجهه حاليا مما حدا بروسيا على تسهيل التقدّم بمفاوضات فيينا بعد عرقلتها.

وجدت دراسة لجمعية الشحن الهندية أن المعبر البديل سيوفّر على النقل بين الهند وأوروبا ثلث كلفة طريق السويس ونصف مدّته: 23 يوماً بدل 45 إلى 60 يوماً حاليا.

إثر جنوح سفينة حاويات بقناة السويس في مارس 2021 أعادت روسيا وإيران تشديد أهمية تسريع مشروع «معبر النقل الدولي بين الشمال والجنوب» بديلاً عن قناة السويس.

وقّعت إيران وروسيا مذكّرة تفاهم لتسهيل المعاملات المالية والتجارية بينهما بمواجهة العقوبات الغربية عليهما ونصّت المذكّرة على «تسريع مشروع المعبر بين الشمال والجنوب» قيد التجهيز.

ينطلق بديل قناة السويس من ميناء مومباي الهندي بحراً إلى ميناء بندر عبّاس في جنوب إيران ويستمرّ برّاً بالسكك الحديدية ليعبر إيران وأذربيجان وروسيا من القوقاز إلى حدودها الأوروبية الشمالية.

* * *

من الطبيعي أن تكون إحدى نتائج العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا تحفيز سعي هذه الأخيرة وراء إيجاد طُرُق للالتفاف على العقوبات.

فمنذ الإجراءات التي اتخذتها الدول الغربية لمعاقبة روسيا إثر ضمّها لشبه جزيرة القرم وتدخّلها الأول في منطقة دونباس في شرقي أوكرانيا في 2014، وروسيا تعمل بشغف على تجاوز العقبات الناجمة عن القرارات الغربية بما يتعلّق بتجارتها الخارجية.

ومن الطبيعي كذلك أن تلتقي إيران التي تعاني هي أيضاً من عقوبات غربية، لاسيما العقوبات الأمريكية المتشدّدة التي فرضها عليها ترامب في 2018 وهو يسحب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي كان سلفه أوباما أشرف على إبرامه في 2015، من الطبيعي أن تلتقي إيران مع روسيا في المسعى ذاته.

من هذا المنظور، فالحرب التي شنّها بوتين على أوكرانيا منذ أربعة أشهر أسعدت حكام إيران بما يفسّر موقفهم المرحّب بها. ذلك أن تلك الحرب، فضلاً عن أنها تُضعف قدرات روسيا في الساحات الأخرى، ومنها الساحة السورية حيث يقوم تنافس معروف على النفوذ بين موسكو وطهران، تلك الحرب إذاً من شأنها أن تقلب العلاقات الاقتصادية بين روسيا وإيران لمصلحة هذه الأخيرة.

هذا ما أشار إليه الباحث الإيراني الأصل علي فتح الله نجّاد في تفسيره لتغيير روسيا موقفها من مفاوضات فيينا الخاصة بإعادة إشراك أمريكا في الاتفاق النووي مع إيران.

فبعد أن كانت موسكو قد وضعت عقبة جديدة أمام المفاوضات بإصرارها على التزام الدول الغربية المشارِكة في الاتفاق بأن تستثني التبادلات بين إيران وروسيا من العقوبات الجديدة المفروضة على هذه الأخيرة، عادت موسكو فأعلنت حلّ الإشكال بليونة ملفتة.

وقد لاحظ فتح الله نجّاد «أن تحرير إيران من العديد من العقوبات المفروضة عليها قد يساعد روسيا على الالتفاف على نظام العقوبات الثقيل الذي باتت الآن تواجهه»، وهو ما حدا بروسيا لتسهيل التقدّم في مفاوضات فيينا بعد عرقلتها، توخّياً لإنجاح المفاوضات بحيث يُزال معظم العقوبات المفروضة على إيران.

وقد استطرد الباحث قائلاً: «إنه حقاً انقلاب عظيم عمّا ساد حتى الآن عندما كانت إيران تحت وطأة عقوبات مؤلمة تنظر إلى روسيا كي تدعمها.»

هذا وكانت الدولتان قبل سنة، إثر حادثة إغلاق قناة السويس لستة أيام من جراء جنوح سفينة حاويات عملاقة في شهر مارس/ آذار 2021، قد التقتا على التشديد على أهمية تسريع إنجاز مشروع «معبر النقل الدولي بين الشمال والجنوب» بوصفه بديلاً عن القناة المصرية.

والمعبر هذا مشروعٌ أقرته روسيا والهند وإيران قبل عشرين عاماً بالتحديد (تم توقيع الاتفاق في مايو/ أيار 2002) واشتركت فيه جملة من دول آسيا الوسطى والقوقاز كانت في الماضي من جمهوريات الاتحاد السوفياتي.

يهدف المشروع إلى إرساء طريق نقل من دائرة المحيط الهندي الواسعة بما فيها الخليج، وليس شطره الإيراني وحسب (تم إشراك سلطنة عُمان في المشروع)، طريق ينطلق من ميناء مومباي الهندي بحراً إلى ميناء بندر عبّاس في جنوب إيران ويستمرّ برّاً بواسطة السكك الحديدية ليعبر إيران وأذربيجان وروسيا من حدودها القوقازية إلى حدودها الأوروبية الشمالية.

وللمشروع فرعٌ ثان ينتقل من إيران إلى روسيا عبر بحر قزوين، وثالث يمرّ عبر كازاخستان وأوزبكستان وتركمانستان في آسيا الوسطى.

وبالطبع فإن الطريق البرّي إلى الشمال الأوروبي عبر كازاخستان ممرّ يهمّ الصين أيضاً بحيث يكون لدى دولتي آسيا العملاقتين، الصين والهند، بديل عن المعبر العادي عبر قناة السويس، فضلاً عن سائر دول جنوبي آسيا وشرقيها.

في الأسبوع الماضي، وقّعت إيران على مذكّرة تفاهم مع روسيا لتسهيل المعاملات المالية والتجارية بين البلدين على خلفية العقوبات الغربية المفروضة عليهما، وقد نصّت المذكّرة على «تسريع مشروع المعبر بين الشمال والجنوب»، الذي هو قيد التجهيز من خلال بناء البنى التحتية اللازمة له من موانئ وسكك حديدية وطرقات.

ومن المحتّم أن يخّفض المشروع من عبور قناة السويس، الذي هو أحد أهم مصادر دخل الدولة المصرية، إذ قدّرت دراسة أعدّتها جمعية الشحن الهندية أن المعبر سيوفّر على النقل بين الهند وأوروبا ثلث كلفة طريق السويس وأكثر من نصف مدّته (23 يوماً بدل 45 إلى 60 يوماً في الوقت الراهن). وكل ما سبق تأكيد جديد للحكمة القديمة القائلة إن مصائب قوم عند قوم فوائد.

* د. جلبير الأشقر كاتب وأكاديمي من لبنان

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

روسياـ إيران، قناة السويس، فتح الله نجّاد، بوتين، العقوبات، أوكرانيا، معبر النقل الدولي بين الشمال والجنوب، مصر، الهند، الصين،

على هامش قمة قزوين.. بوتين يلتقي الرئيس الإيراني

لأول مرة.. أكبر سفينة حاويات في العالم تعبر قناة السويس