هل يكتب التصعيد الإسرائيلي في غزة نهاية يائير لابيد السياسية؟

الأحد 7 أغسطس 2022 08:21 ص

كلما اشتدت الأزمات السياسية في إسرائيل يدفع الفلسطينيون الثمن، بسبب هذه الأزمات، فهذا الشعب ورقة في حروب الإسرائيليين بين بعضهم بعضا، يتم السعي لحرقها كل فترة، ولكن قد تكتب هذه الحرب نهائة حقبة لم تبدأ بعد لرئيس الحكومة المؤقتة "يائير لابيد".

فقد أجمع محللون سياسيون وعسكريون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن العملية العسكرية في غزة، التي أسماها الجيش الإسرائيلي "الفجر الصادق"، تأتي في سياق التنافس لانتخابات الكنيست وأزمة الحكم في إسرائيل، في محاولة من رئيس الوزراء بالوكالة "يائير لابيد"، ووزير الدفاع "بيني جانتس"، من أجل البحث عن صورة انتصار تسبق حسم الصندوق.

ويتولى "لابيد"، زمام حكومة تصريف أعمال بعد انهيار الحكومة المتعددة أيديولوجيًّا، التي ساعد في تشكيلها، وهو ما ألزم إجراء انتخابات جديدة.

ومثل "صورة الانتصار" التي بحث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق "بنيامين نتنياهو"، من خلال العملية العسكرية "حارس الأسوار" في مايو/أيار 2021، فإن محللين وباحثين في الشأن الإسرائيلي، قالوا إن عملية اليوم "ما زالت ضبابية، وستبقى كذلك، إذ لا يمكن التنبؤ بتداعيات اغتيال الاحتلال القائد في سرايا القدس تيسير الجعبري ومن بعده القيادي خالد منصور".

ويقدر محللون أن عمليات التصعيد وتبادل الضربات والهجمات بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي، قد تستمر عدة أيام، ورجحوا أن تطورات ونتائج العملية العسكرية على القطاع، التي تستهدف حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، ستكون لها إسقاطات على المشهد السياسي ونتائج الانتخابات، وستحدد ملامح الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

ووفق تقرير لوكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، فإن "لابيد" يفتقر إلى الخلفية الأمنية التي يرى العديد من الإسرائيليين أنها ضرورية لقيادتهم.

ويتيح هذا القتال أمام "لابيد" الفرصة، إما في الحصول على دفعة قوية إذا تمكن من تنصيب نفسه قائدًا منتصرًا، أو أن يتلقى ضربة قاسية من عملية عسكرية طويلة.

وأشار التقرير إلى أن "لابيد" يأمل في إقصاء "نتنياهو"، الذي يتصدر استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات المقبلة، المقرر إجراؤها في 1 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

من جانبه، يقول عضو الكنيست "عوفر كسيف"، من القائمة المشتركة إن "هذه حرب اختيارية بدافع النوايا الحزبية، أي أن لابيد يؤسس لصفقة انتخابية عنوانها: الدم مقابل الأصوات، وبالتالي فإن مساره العنيف يأتي على أمل حصوله على مزيد من التفويضات في الانتخابات".

ويضيف: "لكن الحقيقة أنه لن يؤدي إلا إلى بحر من الدموع والدم في غزة وإسرائيل، الأمر الذي سيجبر جميع المعنيين على إعادة حساب المسار في التحالف مع لابيد من عدمه في الانتخابات المقبلة".

ويتابع عضو الكنيست، أن ذلك "ما قد تكشف عنه في الأيام القليلة المقبلة، نتائج استطلاعات الرأي بين الإسرائيليين، لأنه إذا استمرت الحرب فترة طويلة، فقد يكون ذلك على حسابه".

ويذكر كذلك "عاميت سيغال" خبير الشؤون الحزبية في تقريره على القناة "12" البعرية، أن "هذه أول حرب تخوضها دولة الاحتلال في عهد لابيد الذي تولى رئاسة الوزراء منذ 5 أسابيع فقط، ما يجعلها حربا غير عادية لأسباب عدة".

ويشير إلى أن أول تلك الأسباب، أنها "تجري في ظل حملة انتخابية حامية"، وثانيها أن "من يقودها سياسي بحاجة الى أن يثبت أنه رجل الأمن لافتقاره إلى الماضي العسكري"، وثالثها أنها "الحرب الأولى في السنوات الـ13 الماضية التي يكون فيها الليكود في المعارضة"، ورابعها أنها "الحرب الأولى التي يوجد فيها حزب عربي في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي".

ويتابع أن "مفارقات الأقدار تشير إلى أنه في 2021 خلال حرب غزة الأخيرة، تبنى لابيد ورفاقه سياسة غير مناسبة عندما اتهموا حكومة نتنياهو بأنها افتعلت الحرب لاعتبارات حزبية، ولذلك فقد يكون من المناسب أن تقدم المعارضة الحالية ذات الادعاءات المماثلة ضد حكومة لابيد".

ويجزم الباحث في الشأن الإسرائيلي "أنطوان شلحت"، أن الدافع الأساسي للحملة العسكرية ضد غزة هو انتخابات الكنيست ومأزق الحكم في إسرائيل، إذ يهدف "لابيد"، إلى الظهور بوصفه قياديا سياسيا وأمنيا، إلى جانب "جانتس"؛ للترويج للمجتمع الإسرائيلي بأنهم "قادة أمن ناجحون".

ويوضح أن الإشكال في مثل هذه العمليات العسكرية، أن إسرائيل تعرف كيف تبدأ، وهنا كانت تل أبيب المباغتة، واستعملت عنصر المفاجئة وأطلقت النار، لكن لا تعرف كيف تنتهي، وبالتالي تبقى العمليات العسكرية وتداعياتها وإسقاطاتها على الساحة الحزبية والسياسية والانتخابية وحتى الأمنية "معضلة بالنسبة لإسرائيل".

ويقول "شلحت"، إن "الصراع سيبقى مفتوحا، حيث إن صورة الانتصار التي تبحث عنها إسرائيل ستبقى ضبابية، وعليه إذا كان رد المقاومة موجعا بالنسبة لإسرائيل، فستترتب على ذلك أثمان باهظة إلى لابيد وجانتس في الانتخابات المقبلة".

أما المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي "محمد مجادلة"، فيشير إن "مسارعة أحزاب اليمين والمعارضة ونتنياهو لدعم العملية العسكرية حتى قبل تكشّف بنك الأهداف"، وذلك لضمان التفوق في المشهد السياسي الانتخابي.

ورغم التقديرات بأن التنافس الانتخابي كان وراء مثل هذه العملية العسكرية ضد غزة، فإن "مجادلة" يعتقد أن كل الأمور تتعلق بكيفية خروج إسرائيل من الحرب على غزة، إذ إن نتائج العملية العسكرية سيكون لها الأثر الأكبر على تحديد نتائج انتخابات الكنيست وتحديد ملامح الائتلاف الحكومي الإسرائيلي المقبل.

والتقدير الإسرائيلي السائد، أن "لابيد"، في حال أنهى العدوان على غزة في غضون يومين إلى 3 أيام، قد يجعله يخرج بأقل الخسائر، لكنه قد يخسر الكثير إذا تعقّدت يوميات الحرب، وبالتالي فقد تمثل له هذه الحرب نهاية مريرة ومبكرة، لعهد السياسي الذي لم يدم أكثر من 5 أسابيع فقط.

ولليوم الثالث على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن غاراته على قطاع غزة، ضمن عملية عسكرية بدأها عصر الجمعة، ضد أهداف قال إنها تتبع لحركة "الجهاد الإسلامي".

في المقابل، تواصل "سرايا القدس"، الجناح المسلّح لحركة "الجهاد" إطلاق رشقات صاروخية وقذائف هاون تجاه مواقع ومدن إسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة إلى 32 شهيدا، بينهم 6 أطفال، وإصابة 215 شخصا على الأقل.

في المقابل، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأن المعلومات المتوفرة من الجهات الرسمية، تشير إلى أن 40 إسرائيليا، تم إسعافهم خلال الساعات الماضية، لكن معظمهم أصيب إما نتيجة التدافع أثناء الركض إلى الملاجئ أو بسبب الرعب.

بينما أُصيب جنديان إسرائيليان، بشظايا قذيفة هاون في كيبوتس تابع للمجلس الإقليمي "إشكول"، وتم إجلاؤهما لتلقي العلاج الطبي، وحياتهما ليست في خطر، وفق قناة "كان".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

يائير لابيد جانتس إسرائيل ازمة حكم انتخابات إسرائيل قصف غزة

لا مصلحة بإطالة الحرب.. صحيفة عبرية تحذر من امتلاك الجهاد أسلحة فتاكة

لابيد: عملية غزة مستمرة.. وإعلام عبري: رئيس الشاباك يوصي بوقف الهجوم

إصابات مباشرة من صواريخ المقاومة لمنازل ومصانع مستوطنين (صور وفيديو)

مع أحداث غزة.. نائب رئيس شرطة دبي يطالب بمراجعة التطبيع مع إسرائيل