استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الموقف العربي في مواجهات غزة

الأحد 14 أغسطس 2022 03:06 ص

الموقف العربي في مواجهات غزة

ما هو تأثير ودور الوسطاء العرب على الجانب الاسرائيلي؟

إذا كانت حماس لم تشارك بالقدر المؤثر في المواجهة، فمن غير المعقول الطلب من غيرها أو حتى التلميح لغيرها بذلك.

الإدانات العربية الرسمية للعدوان، وبدون أي نزق، بأن أغلبها إدانات "كاذبة"، لأن سياسات هذه الدول لا تتناغم مع المواقف الميدانية.

الذين أدانوا العدوان يتزايد حجم تبادلهم التجاري مع إسرائيل، وكذلك تقارير التعاون الأمني والسياسي السري، طبقا لما يتواتر بوسائل الإعلام المهمة.

الوسيط يجب أن يتوفر على بعض شروط الوساطة، وأولها القدرة على التأثير المادي والمعنوي على أطراف الخلاف لدفعهم نحو نقطة وسطى.

هل توارت حماس عن المشهد العسكري للضغط على الجهاد استرضاء لمصر وقطر؟ أم تهربا من نتائج مفاوضات ستكون لصالح إسرائيل وسلطة التنسيق الأمني؟

دور الوسطاء العرب الضغط تحت ستار الوساطة على الجهاد الاسلامي للقبول بشروط إسرائيلية ستظهر تباعا، وإلا فعلى الحركة دفع الثمن لما سيوصف لاحقا بـ"تعنتها".

*   *   *

يمكن تحديد المواقف العربية من العدوان الحالي على غزة في المحاور التالية:

1. محور الادانة: وتندرج هذه الادانات العربية في اتجاهين :الادانة الرسمية الحكومية والإدانات الشعبية،ويمكن وصف الادانات الرسمية للعدوان، وبدون اي نزق، بأن أغلبها ادانات "كاذبة"، لان سياسات هذه الدول لا تتناغم مع المواقف الميدانية. فالذين أدانوا يتزايد حجم تبادلهم التجاري مع اسرائيل،كما ان تقارير التعاون الامني والسياسي السري، طبقا لما يتواتر في وسائل الاعلام المهمة، في تزايد واضح،

من جانب آخر،فان القيمة الميدانية لهذه الادانات معدومة تماما، وان سجل الادانات السابقة من هذه الدول العربية لا يكاد يحصى، بل أزعم أن بعض الإدانات هي لأغراض ذاتية بحتة لا علاقة لها بموضوع الادانة.

2. محور الوسطاء العرب، من الملاحظ ان مصر وقطر يتصدران هذا المشهد، ومعلوم أن الوسيط يجب أن يتوفر على بعض شروط الوساطة، وأولها القدرة على التأثير المادي والمعنوي على اطراف الخلاف لدفعهم نحو نقطة وسطى. وهنا تبرز المشكلة، فمصر بحكم جوارها الجغرافي وهيمنتها الجيوسياسية والجيواستراتيجية على قطاع غزة، تمتلك قدرة كبيرة للغاية للضغط على غزة سواء لحركة المواطن الغزي أو المسؤول الفلسطيني أو عبور المواد المختلفة للتجارة استيرادا وتصديرا.

أما قطر، فاذا كان لمصر سيف المعز فلقطر ذهبه، فهي داعم رئيسي لغزة ماليا ،لأن من يريد القيام بدور دبلوماسية الإنابة Proxy Diplomacy لا بد له من التزود بمتطلباتها، وغزة في امس الحاجة لمصر وقطر.

لكن إذا انتقلنا للجانب الآخر، أي الطرف الإسرائيلي، فما هو تأثير مصر وقطر على الجانب الاسرائيلي ؟

ازعم ان التأثير هو "صفر وإن كان صفرا كبيرا"، فهم يوحون بان لهم تأثير على الاطراف، لكن الميدان يشير الى انهم لا يؤثرون عليه نهائيا ،وهم ينتهجون سياسة الاسترضاء (Appeasement) التي انتهجها الحلفاء مع هتلر.

في ظل المعادلة السابقة، فان الوسطاء العرب لا يملكون سوى القدرة في التأثير على الطرف الغزي، بل انهم يتحينون الفرصة لذلك لان الطرف المستهدف هو حركة الجهاد الاسلامي، وهو ما يعني أن دور الوسطاء هو الضغط تحت ستار الوساطة على الجهاد الاسلامي للقبول بشروط اسرائيلية ستظهر تباعا، وإلا فعلى الحركة ان تدفع الثمن لما سيوصف لاحقا " بتعنتها".

ويرتبط بهذه المسالة فرع آخر: هل تواري حماس عن المشهد العسكري هو جزء من الضغط على الجهاد استرضاء لمصر وقطر؟ ام انه تهرب من حماس من الالتزام بما ستقود له المفاوضات التي من المؤكد انها لصالح اسرائيل مباشرة ولصالح سلطة التنسيق الامني بشكل غير مباشر، ام هو إدراك من حماس ان الوضع في غزة (سياسيا وعسكريا واقتصاديا) لا يحتمل المواجهة الحالية، وهو شق في جدار "الغرفة المشتركة" قد يقود الى ما لا تحمد عواقبه ايا كانت فرصة هذا الاحتمال.

3. موقف الجامعة العربية: لا تحتاج هذه المؤسسة لاي تعليق فهي عاجزة عن حل المشكلات بين اعضائها، فكيف لها ان تحل مشاكل احد اطرافها "شايلوك".

4. إذا كانت حماس حتى الان لم تشارك بالقدر المؤثر في المواجهة، فمن غير المعقول الطلب من غيرها أو حتى التلميح لغيرها بذلك.

5. فإذا اضفنا لكل ذلك الفارق في موازين القوى (سياسيا وعسكريا واقتصاديا) بين الجهاد الاسلامي "ومن معها" وبين إسرائيل، فإن الصورة قاتمة للغاية، ويُخشى ان يتم فرض وقف اطلاق نار طويل المدى وبشروط قاسية عليها يكون من بينها اشراك سلطة التنسيق الأمني في إدارة الجوانب الأمنية في القطاع وتحت ستار من تعهدات دولية وعربية.

وقد تتعاضد كل هذه العوامل: سيف مصر وذهب قطر والمدفع الاسرائيلي والمساعدات الأوروبية الأمريكية للمواطن الفلسطيني لتكون روافع الضغط على غزة للقبول بالمخطط الذي سبق ونبهت له منذ خمسة شهور.

أخيرا.. أملي ان يكون رأيي خطأ وأنني في ضلال مبين، وان يتضح ان النظرية العبقرية بان التطبيع لصالح السلام التي تتبناها الإمارات هي اكتشاف علمي لا نظير له.

* د. وليد عبد الحي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة اليرموك، باحث في المستقبليات والاستشراف

المصدر | facebook.com/walid.abdulhay

  كلمات مفتاحية

الإدانات مواجهات غزة الوساطة مصر قطر الإمارات التطبيع دبلوماسية الإنابة وقف إطلاق نار حماس