معهد أمريكي: حقيقة 7 خرافات حول الاتفاق النووي نسجها مؤيدوه

الاثنين 5 سبتمبر 2022 08:14 م

مع اقتراب الولايات المتحدة الأمريكية من إبرام اتفاق نهائي مع إيران لإحياء الاتفاق النووي الموقع في 2015، فند معهد "هدسون" الأمريكي المحسوب على التيار المحافظ، ما وصفها بـ"الخرافات السبع" التي نسجها مؤيدو الاتفاق النووي المعروف رسميا باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA).

وذكر المعهد أنه بعد 3 سنوات فقط من إبرام الاتفاق النووي ورفع العقوبات عن إيران، أجرى عملاء إسرائيليون عملية دراماتيكية في طهران، اقتحموا خلالها مستودعًا سريًا واستولوا على مجموعة من الملفات النووية الإيرانية.

ولفت إلى أن الوثائق التي استولى عليها العملاء الإسرائيليون كشفت عن برنامج أسلحة نووية أكثر تطوراً مما كان معروفاً سابقاً، كما أظهر الأرشيف النووي المستولي عليه خطة المسؤولين الإيرانيين لإخفاء جهود الأسلحة النووية تحت ستار البحث والتطوير المدني.

ووفق معهد "هدسون"، فقد كشف الأرشيف أيضا كيف خدع المسؤولون الإيرانيون بشكل منهجي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معقبا أن إيران بصفتها دولة موقعة على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، فإنها مطالبة بالتعاون مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من الطبيعة السلمية لبرنامجها.

وأضاف المعهد، أنه بعد أن تقاسم الإسرائيليين الأرشيف النووي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وجد مفتشوها آثار يورانيوم في عدة مواقع غير معلنة. وعلى الرغم من التزامها بذلك، رفضت طهران توضيح وجوده أو الكشف عن موقعه الحالي.

واعتبر المعهد أن متطلبات إيران بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي منفصلة تمامًا عن خطة العمل الشاملة المشتركة، زاعما أن طهران تستغل رغبة إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" العميقة في العودة إلى الاتفاق النووي للضغط السياسي على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطي الصفحة الخاصة بانتهاكات إيران.

وأوضح المعهد أن المتابع لعلاقات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يخلص إلى أن طهران لم تتراجع أبدًا عن اعتزامها بناء قدرة أسلحة نووية، وأن أنشطتها النووية "المدنية" المعلنة ما هي إلا محاولة لإخفاء برنامجها للقنابل النووية.

ومع ذلك، والحديث للمعهد، فمنذ بداية خطة العمل الشاملة المشتركة، نسج مؤيدو الاتفاق خرافات تخفي هذه الحقائق الواضحة.

وبحسب المعهد، فبعد انسحاب الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" من الاتفاق النووي استمر هؤلاء المؤيدون أنفسهم في سرد ما وصفها بـ"الخرافات القديمة"، مع إضافة بعض الخرافات الجديدة حول الميزة النسبية المزعومة لخطة العمل الشاملة المشتركة على أسلوب ممارسة "أقصى ضغط" الذي انتهجه "ترامب" ضد إيران.

وأضاف المعهد أنه بينما يستعد الرئيس "جو بايدن" لإعادة الولايات المتحدة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، مشيرا إلى أنه بما أن الجمهور والصحافة والكونجرس ينظرون في شروط إحياء الاتفاق، فيجب تحديد 7 خرافات حول الاتفاق النووي وحقيقتها.

الخرافة الأولى: خطة العمل الشاملة المشتركة كانت ناجعة

الحقيقة: سمح الاتفاق النووي لطهران بالاحتفاظ وتوسعة بنية تحتية نووية ضخمة أقامتها فقط لتطوير أسلحة نووية.

وفقا لخطة العمل الشاملة المشتركة، يسمح الاتفاق لإيران بصيانة وتوسيع المنشآت والقدرات النووي غير الضرورية لإنتاج الطاقة السلمية. وتتيح أيضا الوصول إلى مئات المليارات من الدولارات التي كانت خاضعة للعقوبات في السابق.

ونتيجة لذلك، قفزت ميزانية الدفاع الإيرانية بأكثر من 30% في السنوات التي أعقبت إبرام الصفقة مباشرة. كما نما الدعم الإيراني للمنظمات المسلحة، بما في ذلك "حماس" و"حزب الله". وبالفعل رفعت الأمم المتحدة حظر الأسلحة الذي تفرضه على إيران في عام 2020 ومن المقرر أن ترفع الحظر الصاروخي في عام 2023.

أشعل الاتفاق النووي شرارة سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط، حيث بدأ جيران إيران في السعي للحصول على نفس القدرات النووية التي يعد بها الاتفاق لطهران.

الخرافة الثانية: عودة واشنطن لخطة العمل الشاملة المشتركة ستمنع إيران من امتلاك سلاح نووي

الحقيقة: تضمن خطة العمل المشتركة الشاملة أن تمتلك إيران القدرات الحاسمة التي تحتاجها لصنع أسلحة نووية، وفقًا للخطط طويلة الأمد التي طورتها وتواصل مراجعتها.

بعد أن انسحبت الولايات المتحدة من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018، انتهكت إيران شروط الاتفاق الموقع عام 2015 بطرق متعددة؛ مثل تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60%، وتخزين أطنان من اليورانيوم المخصب، وتجربة تعدين اليورانيوم.

تشترك هذه الانتهاكات في شيئين: الأول أنها ليس لها غرض معقول سوى تطوير أسلحة نووية. والثاني أن البنية التحتية النووية التي تضمنها خطة العمل المشتركة الشاملة هي ما جعلها ممكنة.

إيران الآن أمام أسابيع لكي تمتلك ما يكفي من المواد الانشطارية لخمسة أجهزة نووية، وخلاصة القول، إن السرعة والسهولة التي يمكن أن تنتهك بها شروط الاتفاق في الوقت الذي تختاره تثبت أن الصفقة لم تسد طريق طهران إلى الحصول على سلاح نووي.

الخرافة الثالثة: قرار "ترامب" الانسحاب من الصفقة بممارسة سياسة أقصى ضغط على إيران دفع الأخيرة إلى زيادة مستويات تخصيب اليورانيوم.

الحقيقة: لم تستأنف إيران التخصيب بنسبة 20% إلا بعد خسارة الرئيس "ترامب" الانتخابات الرئاسية لعام 2020.

انتهاكات إيران النووية والخطوات التصعيدية الأخرى تجاه الولايات المتحدة ليست انتقاما من "ترامب"، بل إنهم يستخدمون التكتيك التفاوضي مع "بايدن".

استأنفت إيران تخصيب اليورانيوم إلى 20% في يناير/كانون الثاني 2021، وفي ذلك الوقت أشار الرئيس المنتخب "بايدن" بوضوح إلى أنه سيتخلى عن سياسة أقصى ضغط التي اتبعتها إدارة "ترامب" وسيسعى إلى العودة السريعة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.

بينما حاولت إدارة "بايدن" باستمرار التوافق مع إيران، زادت طهران التخصيب إلى 60%. خلال ذلك الوقت هاجم وكلاؤها القوات الأمريكية في سوريا. وحاول عملاؤها اختطاف الصحفية "مسيح علي نجاد" على الأراضي الأمريكية بقصد قتلها. وقامت قوة فيلق القدس الإيرانية بمؤامرات لقتل مسؤولين أمريكيين سابقين، من بينهم مستشار الأمن القومي السابق "جون بولتون" ووزير الخارجية السابق "مايك بومبيو".

إيران قوة عدوانية تسعى إلى تقويض النظام الذي تقوده أمريكا في الشرق الأوسط، ومن هنا فوجود رادع عسكري موثوق به مدعوم بضغط اقتصادي ودبلوماسي قوي هو السبيل الوحيد لتهدئة سلوكها.

الخرافة الرابعة: "المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدعم بأغلبية ساحقة مشاركة الولايات المتحدة في صفقة إيران".

الحقيقة: القيادة السياسية وخبراء الأمن والجمهور العام في إسرائيل يرون أن خطة العمل الشاملة المشتركة خطرة ويعارضونها بشدة.

عارضت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ذات الطابع السياسي المختلف للغاية، بشكل لا لبس فيه خطة العمل الشاملة المشتركة، وتعتقد أن العودة إليها أسوأ من عدم التوصل إلى اتفاق.

كرر رئيس الوزراء "يائير لابيد" مؤخرًا القول: "في نظرنا، (الاتفاق) لا يفي بالمعايير التي وضعها الرئيس بايدن نفسه: منع إيران من أن تصبح دولة نووية".

الخرافة الخامسة: خطة العمل الشاملة المشتركة لم تنتهي صلاحيتها

الحقيقة: جميع القيود المهمة التي تفرضها خطة العمل الشاملة المشتركة على إيران آخذه في الانتهاء بسرعة.

بحلول يناير/كانون الثاني 2031، تسمح خطة العمل الشاملة المشتركة لإيران بتخصيب اليورانيوم دون قيود.

سيقوم النظام بذلك باستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في منشآت تحت الأرض كان قد أخفاها في السابق عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في انتهاك لالتزاماته بموجب معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. عندها ستكون إيران قادرة على تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لإنتاج ترسانة من الأسلحة النووية في غضون أيام.

في عام 2023، سترفع شروط خطة العمل المشتركة الشاملة الحظر الصاروخي الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران، وفي عام 2025، ستنتهي آلية الزناد "snapback" التي تُمكّن أي طرف مشارك في خطة العمل الشاملة المشتركة من السعي إلى إعادة فرض الجزاءات المتعددة الأطراف على إيران التي كانت قد رُفعَت في عام 2015، إذا فشلت طهران في الوفاء بالتزاماتها.

وسيؤدي انتهاء صلاحية تلك الآلية إلى إزالة المصدر الرئيسي للضغط الدولي غير العسكري على النظام في طهران.

بينما يجادلون بأن البرنامج النووي الإيراني سيظل محدودًا بعد عام 2031 وسيظل خاضعًا للرقابة الدولية، أشار مؤيدو الاتفاق النووي مرارًا إلى القيود التي تفرضها معاهدة حظر الانتشار النووي، متجاهلين حقيقة أن إيران منتهك متسلسل لمعاهدة حظر الانتشار النووي.

الخرافة السادسة: أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مرارًا وتكرارًا أنها لا ترى أي انتهاكات للصفقة من قبل إيران قبل انسحاب "ترامب" من خطة العمل الشاملة المشتركة

الحقيقة: لقد عصبت إيران أعين الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال تقييدها بشكل صارم للمكان الذي يمكن للوكالة التفتيش فيه.

إن انتهاكات إيران لالتزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة، ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية موثقة جيدا. وتشمل تجميع وإخفاء الأرشيف النووي وحيازة مواد نووية غير معلن عنها وغير مفسرة.

حدثت العديد من هذه الانتهاكات في مواقع أخفتها إيران عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو حاولت تطهيرها قبل التفتيش، أو منعت الوكالة من التفتيش كليًا. ولا تستطيع الوكالة توثيق الانتهاكات في الأماكن التي لا تستطيع رؤيتها أو الوصول إليها.

قبل وأثناء وبعد "امتثال" إيران لخطة العمل الشاملة المشتركة، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه بسبب رفض طهران التعاون فيما يتعلق بالأنشطة والمواد النووية غير المعلنة، لا يمكن للوكالة تقديم تأكيدات بأن البرنامج النووي الإيراني سلمي.

الخرافة السابعة: غالبية الأمريكيين - بمن فيهم اليهود الأمريكيون، والناخبون الديمقراطيون، والمستقلون، وحتى معظم الجمهوريين- يدعمون إحياء صفقة إيران

الحقيقة: الأمريكيون يرفضون الصفقة بأغلبية ساحقة.

لطالما اعتمد دعاة الصفقات على الخداع والمبالغة في بيع خطة العمل الشاملة المشتركة. يواصلون القيام بذلك في صياغة استطلاعات كجزء من جهد لخلق انطباع مصطنع عن الدعم العام للاتفاق.

المصدر | معهد هدسون – ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الاتفاق النووي انتهاكات إيران معهد هدسون النووي الإيراني

رئيس الموساد يزور واشنطن لبحث مخاطر الاتفاق النووي الإيراني

ميدل إيست آي: هل تنفذ الوساطة القطرية الاتفاق النووي؟

لبيد: اتفقنا مع بايدن على حق إسرائيل بمنع تهديد إيران النووي

الخارجية الأمريكية تعلق على رد إيران حول الاتفاق النووي: الفجوات لا تزال قائمة