«ستراتفور»: دلائل حول تواطؤ رسمي إيراني في اقتحام السفارة السعودية في طهران

الثلاثاء 5 يناير 2016 08:01 ص

تصاعد الغضب الإيراني تجاه قيام المملكة العربية السعودية بإعدام رجل الدين الشيعي «نمر النمر» في 2 يناير/كانون الثاني سريعا، وقد أسفر في النهاية عن انهيار العلاقات الدبلوماسية ما بين السعودية وإيران. وقعت اللحظة الفاصلة عندما اقتحم الآلاف من المتظاهرين في إيران السفارة السعودية وقاموا بنهب محتوياتها. وقد تصرف الموظفون السعوديون بحكمة وغادروا السفارة قبيل وقوع الأحداث. واستنادا إلى إعلان وزير الخارجية السعودي قطع العلاقات في 3 يناير/كانون الثاني، فمن المرجح أن هؤلاء الموظفين قد قاموا بمغادرة البلاد (تحديث: عاد طاقم السفارة بالفعل إلى الرياض - الخليج الجديد).

تحليل

في إيران، أصبح اجتياح البعثات الدبلوماسية الأجنبية وسيلة شعبية لتسجيل الغضب ضد الدول الأجنبية، وغالبا ما تحوم شكوك على تورط الدولة رسميا في الأمر. في كثير من الأحيان يكون من الصعب العثور على أدلة على هذا التورط، ولكن كما في الحالات السابقة، فإن اقتحام السفارة السعودية يحمل العديد من علامات الموافقة الرسمية. في يوم 2 يناير/كانون الثاني، أدان الجيش الإيراني والزعماء الدينييون والسياسيون، بمن فيهم المرشد الأعلى، إعدام «النمر». كما وجوا تهديدات مبطنة ضد آل سعود. بعد ظهر 2 يناير/كانون الثاني، تم إغلاق المدارس الدينية التي تسيطر عليها الدولة الإيرانية احتجاجا على تنفيذ الحكم. في غضون ساعات قليلة ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن الطلاب من المعاهد الدينية في طهران قد بدؤوا في الاحتجاج أمام السفارة السعودية. بعد فترة وجيزة، بدأ الحشد بإلقاء عبوات حارقة على المبنى قبل أن يقوموا باقتحامه ونهب محتوياته. فقط في الساعات الأولى من صباح يوم 3 يناير/كانون الثاني، بعد أن كان المتظاهرون قد نهبوا كامل مكاتب السفارة، فقد بدأت الشرطة في التدخل واعتقلت 40 شخصا من إجمالي حوالي 1000 شخص.

في عام 1979، قاد مجموعة من طلبة المعاهد الدينية في طهران عملية اقتحام السفارة الأمريكية في طهران متسببين في أزمة الرهائن الطويلة والمثيرة للجدل. في عام 2011، قام الطلاب الإيرانيون بالهجوم على السفارة البريطانية. قرار 2 يناير/كانون الثاني بإغلاق المدارس الدينية تم تفسيره على أنه دعوة محتملة للاحتجاج: الذكور في أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينيات حرصوا على إثبات ولائهم. مرت عدة ساعات بين التجمع الأولي واقتحام السفارة، ولم تتدخل الشرطة إلا بعد أن بدأ المتظاهرون النهب. ولم يقم المسؤولون بالدعوة إلى تهدئة الأوضاع إلا بعد أن بلغت الأحداث ذروتها وكان مبنى السفارة قد تم إحراقه.

مع غياب أي معلومات استخباراتية دقيقة، فسوف يكون من الصعب إثبات تورط المسؤولين في الهجوم الذي تم شنه على السفارة. ومع ذلك، فمن الواضح أنهم قد ساهموا في خلق بيئة تشجع وتيسر الهجوم، كما أنهم قد فشلوا في اتخاذ إجراءات لوقف هذا الهجوم حتى وقعت أضرار كبيرة.

بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، والتي تعد إيران أحد الدول الموقعة عليها، فإن المسؤولية الأساسية عن أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية تقع على عاتق البلد المضيف. ومع ذلك، عندما يكون البلد المضيف غير قادرة على توفير الأمن أو ربما غير راغب في توفيره، فسوف تكون المرافق الدبلوماسية عرضة للهجوم. وتهدف الإجراءات الأمنية التقليدية في المنشآت الدبلوماسية إلى الدفاع عن المنشآت وحمايتها بشكل جيد ضد التفجيرات وعمليات الاقتحام المفاجئ وتوفير الوقت من أجل استجابة الأجهزة الأمنية في البلد المضيف. . لا يوجد مبنى سفارة في العالم بإمكانه التغلب على هجمات تستمر لفترات طويلة من قبل أي من الغوغاء أو الجماعات المسلحة. في السنوات الأخيرة، تعرضت العديد من المنشآت الدبلوماسية في عدة بلدان لأضرار جسيمة بسبب عنف الغوغاء، بما في ذلك ما حدث في تونس في سبتمبر/أيلول 2012 وطرابلس، ليبيا، في مايو/أيار 2011. وقد تعرضت بعض هذه المنشآت لهجمات مسلحة مثل مرفق الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي، ليبيا.

وقد اقتصرت الاحتجاجات العنيفة المناهضة للمملكة العربية السعودية على إيران حتى الآن. ولكن تم الإبلاغ أيضا عن احتجاجات سلمية خارج المنشآت الدبلوماسية في باكستان والهند ولبنان. من المحتمل أن تصبح المنشآت الدبلوماسية السعودية أهدافا أكثر وضوحا في الأيام المقبلة مع انتشار الاحتجاجات. على وجه التحديد، ينبغي للبلدان ذات الكثافة السكانية الشيعية الكبيرة الاستعداد لمظاهرات عنيفة متوقعة أمام المنشآت الدبلوماسية السعودية. يمكن أن تكون البعثات الدبلوماسية في تلك البلدان، جنبا إلى جنب مع نيجيريا والعراق، حيث قام السعوديون بإعادة فتح سفارتهم بعد قطيعة دامت 25 عاما، عرضة للهجمات بشكل خاص. وسوف يكون من المهم بالنسبة للمسؤولين السعوديين قياس مدى استعداد الدول المضيفة لحراسة المنشآت الدبلوماسية، وإذا لم يتم إعطاء وعود قاطعة بالحماية، فإنها يجب أن تسحب موظفيها لحمايتهم من التعرض إلى القتل أو الاحتجاز كرهائن.

أحد البؤر المحتملة للضوء هم الصياديون القطريون المختطفون في العراق من قبل رجال القبائل الشيعية. وكان رجال القبائل قد طالبوا بالإفراج عن «النمر» في مقابل القطريين. وفي حين لم تكن هذه النتيجة محتملة، فإن القيام بإعدام «النمر» في خضم المفاوضات حول الرهائن قد لا يبشر بالخير بالنسبة إلى القطريين.

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران اقتحام السفارة السعودية في طهران نمر النمر

مجلس الأمن يدين الاعتداء على السفارة السعودية في إيران

السعودية تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران وتطرد بعثتها الدبلوماسية

إيران تعلن توقيف 40 شخصا على خلفية الاعتداء على سفارة السعودية في طهران

محتجون يقتحمون السفارة السعودية في طهران

دعوات طلابية للتظاهر أمام السفارة السعودية في طهران احتجاجا على إعدام «النمر»

السعودية وإيران ... أربع ساحات محتملة لتصعيد الاشتباك غير المباشر

الوضع خطير!

الأزمة الدبلوماسية بين السعودية وإيران تهدد السياسة الأمريكية في المنطقة

«ستراتفور»: إعدام «نمر النمر» حلقة جديدة في مسلسل الصراع السعودي الإيراني

«واشنطن بوست»: القلق يدفع السعودية نحو ارتكاب أخطاء مكلفة

الأزمة السعودية الإيرانية تنذر بإطالة أمد الحرب في سوريا

«ستراتفور»: كيف يخطط السعوديون لمواجهة إيران؟

«الغارديان»: السعودية وإيران تحتاجان إلى بعضهما البعض

السعودية وإيران .. السفارات كميادين للمعارك

«فورين بوليسي»: كيف يمكننا أن نفهم المخاوف السعودية تجاه إيران؟

أين يمكن أن تنفجر المواجهة السعودية الإيرانية القادمة؟

إقالة مساعد محافظ طهران واعتقال 60 شخصا على خلفية مهاجمة السفارة السعودية

محافظ طهران ينفي أن يكون الهجوم على السفارة السعودية سببا في إقالة مساعده

إيران تكشف هوية العقل المدبر للهجوم على السفارة السعودية

أمريكا تأمل أن تعيد السعودية فتح سفارتها في طهران

«تركي الفيصل»: على إيران أن تعتذر عن حرق السفارة السعودية

توجيه الاتهام لـ 22 شخصا باقتحام السفارة السعودية في طهران

الجامعة العربية تدين مجددا الاعتداء على السفارة السعودية في طهران

بعد تزايد الإدانات.. ‏«روحاني» يطالب بمحاكمة علنية وشفافة لمقتحمي السفارة السعودية

السعودية: إيران رفضت استكمال التحقيق في اقتحام سفارتنا بطهران