استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الموقع الجيوسياسي والدور الاردني

الأربعاء 16 نوفمبر 2022 03:07 م

الموقع الجيوسياسي والدور الاردني

الاحتلال الاسرائيلي يرى في الاردن مجرد بوابة للخروج من أزماته السياسية والامنية وعنوان أساسي في برامج أحزابه اليمينية.

ينبغي تفعيل الموقع الجيوسياسي للأردن بشراكة مع دول الجوار سياسيا واقتصاديا لتحقيق اكتفاء حقيقي بالعمق العربي بعيدا عن العدو الإسرائيلي.

الدور الاردني مركزي، رسمته الجغرافيا الاقتصادية والسياسية والثقافية للمنطقة، إذ يقع بين المراكز الحضارية في العالم العربي والاسلامي.

الشراكة مع دول الجوار ورشة عمل جيوسياسية تتطلب معاصرة التطورات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية ولها ما يبررها ويدعمها من روافع اقتصادية وسياسية وأمنية وثقافية.

*   *   *

خاطب الملك عبدالله الثاني، مجلس الأمة التاسع عشر، في خطاب العرش للدورة العادية الثانية بالقول: يواصل الأردن القيام بدوره المحوري في الإقليم بمواكبة المتغيرات المتسارعة من حولنا في المنطقة والعالم، مستثمرا هذا الموقع الجيوسياسي المتميز، الذي يمثل نقطة ربط حيوية بين الدول، ولا بد من اغتنامها عبر بناء شراكات عربية وإقليمية واسعة تحقق المصالح المشتركة وتعزز مكتسباتنا الوطنية.

الملك بهذه العبارات التي صاغها بعناية؛ أشار إلى الموقع الجيوسياسي للأردن باعتباره حقيقة جغرافية يصعب القفز عنها، بيد أنه دور يحتاج الى تفعيل وتعزيز عبر شراكات مع دول الجوار المباشر، وعلى رأسها سوريا، ومن خلفها لبنان وتركيا، والعراق ومن خلفها إيران، والسعودية وفي عمقها الخليج العربي وخليج عدن المنفتح على الهند وجنوب شرق آسيا وافريقيا والسودان عبر البحر الأحمر، ومصر البوابة الرئيسية نحو المتوسط وأوروبا وشمال افريقيا.

الشراكة مع دول الجوار تعتبر ورشة عمل جيوسياسية تتطلب معاصرة للتطورات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية؛ ورشة عمل لها ما يبررها وما يدعمها من روافع اقتصادية وسياسية وأمنية وثقافية.

فالطاقة والمياه تقع في لب هذه الشراكة مع سوريا ولبنان والعراق، والتجارة والعمالة والاسواق والاستثمارات تجد لها طريقا مفتوحا باتجاهات متعددة من وإلى السعودية وبقية دول الخليج العربي ومصر.

موقع الاردن الجيوسياسي يحتاج الى تفعيل حقيقي عبر الشراكة مع دول الجوار، وترجمته سياسيا واقتصاديا؛ شراكة قادرة على تحقيق اكتفاء حقيقي للمملكة داخل العمق العربي وبعيدا عن الاحتلال الاسرائيلي الذي يرى في الاردن مجرد بوابة للخروج من أزماته السياسية والامنية وعنوان أساسي في برامج أحزابه اليمينية، وخطابات قياداته المتطرفة كسموتريتش رئيس حزب الصهيونية الدينية، وبن غفير رئيس حزب عيتسما يهوديت.

العمق العربي ببعديه الديموغرافي والثقافي لا يقل أهمية عن الأبعاد الاقتصادية والسياسية والأمنية، فالأردن يخوض معركة حقيقية مع المخدرات والتطرف، وعلى رأسها التطرف الصهيوني الذي يسعى لتحويل الدول العربية الى مناطق نفوذ ومرتع لنشاط الموساد والشاباك؛ يخوض على أرضه معاركه وحروبه؛ فنقل المعركة لأرض العدو استراتيجية باقية ولن تتغير في عقيدة العدو الإسرائيلي، وإن حملت عناوين اقتصادية ودبلوماسية واستخبارية متنوعة، فالعالم العربي مجرد ساحة للصراع من منظور اسرائيلي استعماري وظيفي.

الدور الاردني مركزي، رسمته الجغرافيا الاقتصادية والسياسية والثقافية للمنطقة، إذ يقع بين المراكز الحضارية في العالم العربي والاسلامي من دمشق لبغداد والقاهرة، ومن مكة للمدينة فالقدس، ومن اسطنبول الى طهران فأديس ابابا (اثيوبيا)؛ هو موقع مشحون ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وأمنيا وحضاريا، ويحتاج لتفعيل برؤية مستقلة قادرة على التعامل مع المتغيرات الدولية والاقليمية التي لم تعد تعرف السكون.

موقع الاردن الجيوسياسي متعدد في أبعاده الجيواقتصادية والجيوثقافية، إذ لا يمكن النظر إليه بتجرد عن واقع انتمائه الثقافي والحضاري، وتفضيلاته الاقتصادية والسياسية التي ترسم ملامحها هوية شعبة ومؤسساته السياسية والدستورية، بما تمثله من منظومة معرفية تحدد خياراته وتوجهاته وتفضيلاته ببعدها الحضاري العربي الاسلامي والانساني العالمي.

المنظومة المعرفية هي نقطة التوازن والاستقرار التي تحفظ استقلاله وبقائه الجغرافي والسياسي، وهي جانب لم يغفله الملك عبدالله الثاني عند الاشارة لأهمية الاصلاح السياسي والاقتصادي والاداري الذي يتوقع أن تحكمه منظومة معرفية ومعلوماتية معاصرة، بمرجعية حضارية عربية إسلامية ثابتة.

*حازم عياد كاتب وباحث في العلاقات الدولية

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

الأردن الخليج الموقع الجيوسياسي الاحتلال الإسرائيلي العدو الإسرائيلي الملك عبدالله الثاني شراكة دول الجوار العمق العربي