من جول ريميه إلى غازانيغا.. كيف تطور كأس العالم عبر التاريخ؟

الخميس 17 نوفمبر 2022 09:17 م

كما هو الحال في كل ما له علاقة بالساحرة المستديرة، تطورت بطولة كأس العالم لكرة القدم منذ النشأة وحتى النسخة الحالية المقرر إقامتها في قطر، ومرت بمشوار طويل.

ولم يكن يدر في خلد من صنعوا النسخة الأولى للبطولة العالمية الأبرز، أن الزمن سيتطور، وأن عدد المنتخبات سيزيد، أو أن اللهفة والشغف نحو معانقة الكأس سيزداد بين كبار لاعبي العالم، كما هو الحال ونحن مقبلون على نسخة قطر 2022.

وغالبا ما تكون أهم لحظة في تاريخ أي لاعب كرة قدم هي الصعود لمنصة التتويج لرفع كأس العالم مع منتخب بلاده.

كانت البداية في مايو/أيار 1928، عندما وافق الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في اجتماع تاريخي على إقامة أول بطولة لكأس العالم.

وفي عام 1930، سلم الفرنسي "جول ريميه"، كأس العالم لمنتخب أوروغواي، والتي كانت تحمل اسم "كأس النصر"، قبل أن تعاد تسميتها بعد الحرب العالمية الثانية لتصبح "كأس جول ريميه" تكريما للمحامي الفرنسي الذي تولى رئاسة "فيفا" لمدة 33 عاما.

وكانت أول كأس لبطولة العالم لكرة القدم من تصميم النحات الفرنسي "أبيل لافلور"، وكانت تصور آلهة النصر عند اليونان، وهي تحمل على رأسها قدرا ذهبيا كرمز لتتويج الفريق المنتصر بالبطولة.

والكأس كان يصل طولها إلى 35 سنتيمترا، ووزنها إلى 3.8 كيلوغرامات، ومصنوعة من الفضة المطلية بالذهب، على قاعدة من اللازورد.

وعلى اللوحات الذهبية الملصقة على كل جانب من الجوانب الأربعة لقاعدة الكأس، نُقشت أسماء الدول الفائزة بكأس العالم من عام 1930 وحتى 1970، وهي: أوروغواي (1930 و1950)، وإيطاليا (1934 و1938)، وألمانيا (1954)، وانجلترا (1966)، والبرازيل (1958 و1962 و1970).

واحتفظت البرازيل بكأس "جول ريميه" للأبد بعد فوزها بكأس العالم للمرة الثالثة، في المكسيك عام 1970، وفقا لقواعد "فيفا" آنذاك.

ونُقلت كأس "جول ريميه" في رحلتها الأولى إلى أوروغواي على متن سفينة "كونتي فيردي"، عبر المحيط الأطلسي عام 1930.

ثم انتقلت الكأس إلى إيطاليا بعد حصولها على لقب المونديال عام 1938.

وشعر المسؤولون بالقلق على تلك الجائزة القيمة بسبب التوتر الذي شهدته الأشهر التي سبقت اندلاع الحرب العالمية الثانية، لذا قرر رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم آنذاك "أوتورينو باراسي"، إخفاء الكأس بطريقة تبدو وكأنها قد سرقت، فأخفاها في صندوق أحذية تحت سريره.

وظهرت الكأس للنور مرة أخرى عام 1950، وقُدمت لمنتخب أوروغواي، الذي كان أول منتخب يفوز بلقب كأس العالم بعد الحرب العالمية الثانية.

وفي 20 مارس/آذار 1966، سُرقت كأس العالم من انجلترا قبل انطلاق المونديال بـ4 أشهر، بينما كانت تُعرض في معرض طوابع بالقاعة المركزية في وستمنستر، وهو ما أثار حالة من الذعر والارتباك بين مسؤولي اللعبة الأولى في العالم.

وأُعلن عن مكافآت تصل إلى 15 ألف جنيه استرليني لمن يساعد في العثور على كأس العالم المفقودة.

وسارع المسؤولون البريطانيون في تصميم نسخة تقليدية للكأس حتى تكون جاهزة أثناء المونديال، في حال عدم العثور على الكأس الأصلية.

وساعد كلب اسمه "بيكلز" في العثور على الكأس، التي وجدها ملفوفة في ورق صحف في جنوب لندن، بينما كان يسير مع صاحبه "ديفيد كوربيت"، الذي سارع بإبلاغ السلطات.

أما النسخة التقليدية التي صنعتها بريطانيا، فقد بيعت بعد ذلك في مزاد عام 1997، مقابل 254,500 جنيه استرليني.

وأصبح الكلب "بيكلز" بطلا قوميا بين عشية وضحاها، وحصل على ميدالية فضية من الرابطة الوطنية للدفاع عن الكلاب، في حفل فاخر في فندق كنسينغتون.

كما حصل على طبق من الفضة به مبلغ قدره 53 جنيها إسترلينيا هدية من موظفي الفندق، بالإضافة إلى منحه مواد غذائية مجانية لمدة عام كامل.

ولعب "بيكلز" دور البطولة في فيلم سينمائي بعنوان "ذا سباي ويز ذا كولد نوز" أو (الجاسوس ذو الأنف البارد).

وحصل "كوربيت" على مكافآت مالية قدرها 6 آلاف جنيه استرليني، في الوقت الذي حصل فيه كل لاعب في المنتخب الإنجليزي الفائز بلقب كأس العالم عام 1966 على مكافأة مالية قدرها 1360 جنيها استرلينيا.

أما بالنسبة لكأس العالم نفسها، فقد سُرقت مرة ثانية عام 1983 من مقر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم، بعد أن احتفظت بها البرازيل للأبد بعد فوزها بالبطولة للمرة الثالثة عام 1970، ولم يُعثر على الكأس مرة أخرى، وربما يكون السارق قد أذابها هذه المرة.

وكان يتعين على الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن يجد كأسا بديلة للكأس التي حصلت عليها البرازيل، لذا دعا إلى تقديم تصميمات مقترحة للكأس.

وبالفعل، تلقى 53 تصميما مختلفا من نحاتين من 7 بلدان.

وتقدم النحات الإيطالي "سيلفيو غازانيغا" بتصميمين، وافق "فيفا" على أن يكون أحدهما هو الشكل الجديد لكأس العالم.

وصُنعت كأس العالم الجديدة من الذهب عيار 18، ويصل وزنها إلى 6.142 كيلوغرامات، وارتفاعها إلى 36.8 سنتيمترات.

وتصور الكأس، التي يبلغ قطر قاعدتها 13 سنتيمترا، لاعبين يرفعان الكرة الأرضية.

وقال "غازانيغا": "اللاعبان اللذان يرفعان يديهما يرمزان للفريق في لحظة فرح وإثارة، بعد الفوز باللقب.. أما الكرة الموجودة على القمة فتعكس صور قارات العالم المختلفة".

وتوضع الكأس على قاعدة ذهبية، دون عليها أسماء البلدان الفائزة باللقب باللغة المحلية للدولة، مثل (1994 Brazil)، على أن تُكتب أسماء الدول الفائزة في شكل دائري صغير حتى تكون هناك مساحة للفائزين في المستقبل.

ومع ذلك، تشير تقارير إلى أنه لم تعد هناك مساحة كافية إلا لكتابة أسماء 4 دول فقط على الأكثر، وهو ما يعني أنه يجب تغيير الكأس مرة أخرى بعد الذكرى المئوية لانطلاق المونديال عام 2030.

ويعتقد خبراء أن كأس العالم الحالية مجوفة من الداخل، لأنها لو لم تكن كذلك لوصل وزنها إلى 70 كيلوغراما، وهو ما سيجعلها ثقيلة للغاية بطريقة يصعب على اللاعبين حملها والاحتفال بها.

وقبل عام 2006، كانت كأس العالم تُسلم للدولة الفائزة بالبطولة، والتي تحتفظ بها حتى إقامة كأس العالم التالية.

لكن لم يعد الأمر كذلك، إذ تنص اللوائح الحالية للاتحاد الدولي لكرة القدم على أن يتسلم الفريق الفائز باللقب نسخة للكأس الأصلية مصنوعة من البرونز المطلي بالذهب.

أما الكأس الأصلية، فتوجد منذ عام 2016 في متحف الاتحاد الدولي لكرة القدم في زيورخ.

ولا يُمكن أيضاً أن تُعطى الكأس العالمية، التي تزن 6175 غراماً من ذهب 18 قيراطاً، لأي فريق إلى الأبد بغض النظر عن عدد مرات الفوز بها.

وكان "فيفا" أمر بصنع كأس عالم جديدة بداية من نسخة 1974، بعد احتفاظ البرازيل بالكأس السابقة بعد فوزها بكأس العالم آنذاك للمرة الثالثة في تاريخها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كأس العالم قطر مونديال قطر تاريخ

مونديال قطر 2022 ومعركة الثقافة والهوية