اعتبر الخبير الإقليمي في مركز الأمن الأمريكي الجديد، "جوناثان لورد" أن خطاب وكيل وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" للشؤون السياسية "كولن كول" في البحرين بشأن روسيا "لم يقنع العرب" رغم إلقائه بشكل جيد.

جاء ذلك في تحليل أورده موقع "بريكنج ديفنس" الأمريكي، على خلفية زيارة "كول" للبحرين، في إطار جولة إقليمية تشمل الإمارات وإسرائيل، حيث شارك في حوار المنامة السنوي ودعا دول الخليج إلى "قطع العلاقات مع روسيا" بسبب علاقة موسكو العسكرية العميقة مع إيران.

وزعم "كول" أن قرار روسيا شراء طائرات مسيرة من إيران لاستخدامها في الحرب المستمرة بأوكرانيا سيكون له رد فعل سلبي بالمنطقة، مشيرا إلى مخاوف أمنية مشتركة بين السعودية والإمارات وإسرائيل ودول أخرى.

وأضاف وكيل البنتاجون: "يعتقد البعض في هذه المنطقة أن التواصل مع الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) يمكن أن يدق إسفينًا بين موسكو وطهران، لكن هذا النهج لم ينجح في سوريا عندما ضاعفت روسيا وإيران دعمهما لديكتاتور وحشي في دمشق، ومن غير المرجح أن ينجح الآن نظرًا لاعتماد روسيا على الأسلحة الإيرانية في حربها بأوكرانيا".

وتابع محذرا: "روسيا ليست فقط أكثر حزما في معسكر طهران، ولكن من المرجح أن تجد قضية مشتركة مع الصين وكوريا الشمالية في متابعة السياسات التي تتحدى الأعراف والقواعد التي تفيد كل مواطن وحكومة وشركة في هذه القاعة وفي جميع أنحاء العالم".

لكن "لورد"، الذي سبق له العمل بالبنتاجون، يتشكك في استجابة دول المنطقة لتحذيرات "كول"، بسبب "الأفعال الغائبة" من جانب الولايات المتحدة تجاه شركائها، حسب رأيه.

ووصف الخبير الإقليمي الرؤية التي طرحها وكيل البنتاجون في حوار المنامة بأنها "اختزالية للغاية"، مشيرا إلى أن بلدان منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، وعلى رأسها السعودية والإمارات "دول ريعية تنظر أولاً وقبل كل شيء إلى الاستثمار بسعر برميل النفط".

وأكد "لورد" أن العوائد التي يمكن أن تعود على إيران نتيجة لظروف السوق النفطية تمثل عاملا هامشيا في حسابات دول المنطقة السياسية، في إشارة إلى أن الحسابات الأمنية هي الأولوية لدى تلك الدول.

ورغم أن "كول" دعا، في خطابه، إلى تكامل عسكري إقليمي يشمل إسرائيل والجيران في الخليج؛ لمواجهة التهديد الإيراني، لكن "لورد" يشير إلى أن مصداقية الرعاية الأمريكية لهكذا مشروعات باتت محلك شك لدى دول المنطقة.

وتستمر فعاليات حوار المنامة حتى الأحد من خلال 4 جلسات تناقش شراكات الولايات المتحدة الأمنية في الشرق الأوسط، وسياسات الطاقة المتغيرة، وتأثير النزاعات خارج المنطقة على دولها، بالإضافة إلى استعراض المبادرات الشرق أوسطية لحل النزاع الإقليمي.

وينظم الحوار السنوي في العاصمة البحرينية منذ عام 2004، ويجمع عشرات المسؤولين الرسميين ورجال الأعمال والشخصيات الدولية والاقتصاديين والسياسيين والمفكرين الاستراتيجيين من آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا لتبادل وجهات النظر إزاء التحديات الأمنية.