حلفاء الدوحة.. الشراكات العسكرية والأمنية في مونديال قطر

الثلاثاء 22 نوفمبر 2022 09:24 ص

"كل الجهات ستعمل لضمان وسلامة أمن الجماهير".. هكذا تعهدت قطر بجعل نسخة مونديال 2022، "أكثر أمنا وأمانا"، عبر توفير بيئة آمنة وقوات أمنية مستعدة للتعامل مع أي طوارئ قد تحدث خلال فاعليات كأس العالم.

وستشارك في عملية تأمين المونديال الذي يقام للمرة الأولى في الوطن العربي والشرق الأوسط قوات من الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وبولندا، وإيطاليا، وإسبانيا، وتركيا، وباكستان، والسعودية، والكويت، والأردن، وفلسطين، إلى جانب حلف الناتو.

وستنفذ العملية من خلال قوة المهام المشتركة التي ستتشكل بين قطر والدول المشاركة، ضمن الحدود البرية والجوية والبحرية ومناطق الصلاحية البحرية لقطر.

كما تعمل السلطات القطرية لاستشراف المخاطر والتهديدات اليومية خلال المونديال، وذلك من خلال تخصيص وحدة لاستشراف المخاطر والتهديدات، تعمل يوميا على تقييم التهديدات والمخاطر المحتملة والرهان على الوقاية واحتواء أي طارئ أمني خلال البطولة التي ستشهد زيارة أكثر من 1.2 مليون شخص إلى الدوحة.

ومنذ أكثر من أسبوعين، أعلنت قطر اكتمال كافة التجهيزات الأمنية اللازمة لاستضافة البطولة بمشاركة 50 ألف شخص، لافتة إلى "وضع خطط استراتيجية شملت خططا بديلة احتياطية، وخططا للتعامل مع المخاطر والأزمات".

وللمرة الأولى في دولة عربية ومنطقة الشرق الأوسط تستضيف قطر البطولة بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري و18 ديسمبر/ كانون الأول المقبل، وهي البطولة الأبرز والأضخم في على مستوى المنتخبات.

وتشكل البطولات الرياضية الكبرى، التي يرافقها حضور جماهيري غفير، تحديات أمنية كبيرة، مما دفع اللجنة العليا للمشاريع والإرث إلى السعي لإيجاد تناغم واسع بين كافة القوى الأمنية في البلاد، عن طريق إجراء تمرين "وطن" الذي تم تنفيذه قبل أسابيع، بمشاركة جميع الجهات العسكرية والمدنية المعنية وقوات من بعض الدول.

وبعد أن تمت مراجعة الخطط وآليات التنفيذ وفقا للسيناريوهات الموضوعة، ومع إشارة البدء، قامت جميع الجهات بتنفيذ مهامها، وذلك من خلال تفعيل غرف العمليات على مستوى الجهات المشاركة كافة (الأمن العام، وأمن البطولة، والجهات المدنية).

وخلال التمرين، تم الانتقال إلى غرف العمليات البديلة، كما تم تفعيل خطة الانتشار، وتطبيق مجموعة من السيناريوهات على أرض الواقع، التي تحاكي مجموعة من الخطط والفرضيات التي تتطلب تفعيل خطط الطوارئ لمواجهة الأحداث المختلفة التنظيمية والأمنية.

واستهدف تمرين "وطن" تجسيد وتعزيز التعاون الوثيق وتبادل الخبرات والتجارب مع القوات المشاركة في التمرين من الدول المختلفة، بما يضمن تعزيز التعاون المشترك لتطبيق أفضل الممارسات الأمنية في تنظيم بطولة كأس العالم الأكثر أمنا.

وتشارك تركيا على نطاق واسع في عملية "درع كأس العالم"، وذلك من خلال قواتها الموجودة في القاعدة العسكرية التركية بالدوحة، إلى جانب القوات الإضافية التي أرسلتها وزارة الداخلية، وسفينة حربية، ومهام أمنية أخرى.

وبداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وافق البرلمان التركي على مذكرة رئاسة الجمهورية بشأن تكليف القوات المسلحة بمهام في إطار "درع كأس العالم"، ولمدة 6 أشهر.

وتقسم هذه القوات إلى 3 آلاف عنصر من ضباط شرطة مكافحة الشغب، و100 من القوات الخاصة التركية، و50 من كلاب الكشف عن القنابل، و50 من خبراء القنابل، وغيرهم من الأفراد سيكونون جميعاً في الخدمة لمدة 45 يوماً تقريباً طوال البطولة.

كما توجهت السفينة الحربية التركية "تي سي جي بورغاز آدا" إلى الدوحة للمشاركة في العملية.

وفيما يتعلق بباكستان، أعلنت وزيرة الإعلام الباكستانية "مريم أورنجزيب"، أواخر أغسطس/آب الماضي، أن مجلس الوزراء وافق على مسودة اتفاق لتوفير قوات للمساهمة في تأمين بطولة كأس العالم في قطر.

وبحسب تقارير، فإن فرنسا أرسلت قوة شرطية مؤلفة من 220 عنصراً، وذلك في إطار الشراكة الأمنية التي وقعتها الدوحة وباريس، العام الماضي.

كما أعلنت بريطانيا، في مايو/أيار الماضي، أنها ستزود قطر بعناصر من القوات الجوية والبحرية الملكية البريطانية لمساعدة قطر في تأمين كأس العالم.

وقال مصدر بوزارة الدفاع البريطانية، إن بلاده ستدعم قطر بقدرات عسكرية لمكافحة الإرهاب والتهديدات الأخرى للبطولة من خلال استخدام الأمن البحري والتخطيط العملياتي ودعم القيادة والسيطرة.

وأعلنت وزارة الدفاع القطرية، الشهر الماضي، وصول الدفعة الثانية من طائرات "تايفون" البريطانية في قاعدة دخان الجوية غربي البلاد.

وتعد هذه المرة الأولى التي توفر فيها بريطانيا هذا المستوى من الأمن لاستضافة مناسبة خارج المملكة المتحدة، وفق صحيفة "تليجراف".

وفيما يتعلق بالدعم الأمريكي لتنظيم كأس العالم، فستكون وزارة الأمن الداخلي الأمريكية حاضرة لتقديم الأمن اللازم للبطولة العالمية التي تقام مرة كل 4 سنوات.

وفي وقت سابق، قال نائب وزير الأمن الداخلي الأمريكي لشؤون الاستراتيجية والخطط الشرطية "روب سيلفر": "نحن ملتزمون بالعمل عن كثب مع قطر للتأكد من أن العالم يمكنه الاستمتاع بكأس العالم بأمان وأمن.. سنقدم الدعم الأمني لشريكنا وسنفعل ذلك بعدة طرق".

كما أصدرت المغرب، بياناً أعلنت فيه دعمها لاستقرار الأمن في قطر خلال مونديال 2022.

وقالت وزارة الداخلية المغربية: "سوف ندعم قطر بموارد لوجيستية استخبارية، لدينا قدرة استخبارية كبيرة تمكننا من مساعدة قطر خلال فترة تنظيم المونديال".

كما أعرب حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في يونيو/حزيران الماضي، عن استعداده لتقديم الدعم لقطر في الجوانب الأمنية المتعلقة بتنظيم بطولة كأس العالم.

وذكر الحلف، في بيان، أن هذا الدعم سيتضمن التدريب على التهديدات التي تشكلها المواد الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، وحماية الأشخاص المهمة، ومواجهة التهديدات التي تشكلها الأجهزة المتفجرة المرتجلة.

محليا، استدعت قطر مئات المدنيين، ومن ضمنهم دبلوماسيون كانوا في الخارج، للخدمة العسكرية الإلزامية لتشغيل نقاط تفتيش أمنية في ملاعب كأس العالم.

وقال المدنيون إنه تم استدعاؤهم للمساعدة في كأس العالم، وإنه من "واجبهم الوطني" القيام بذلك، وقد استجاب معظم الناس لهذا الأمر.

والشهر الماضي، ذهب المجندون لمعسكر الخدمة الوطنية 5 أيام في الأسبوع، حيث حضروا دورات تدريبية أجراها مسؤولون من القسم الأمني لمنظمي كأس العالم في قطر، واللجنة العليا للمشاريع والإرث.

ويعاقب المتهرب من التجنيد في قطر بالسجن لمدة عام مع دفع غرامة تبلغ 50 ألف ريال (ما يزيد على 13 ألف دولار).

ونفذت القوات الجوية الأميرية القطرية مع نظيرتها الأمريكية، تشكيلاً جوياً في سماء قطر، ضمن تمرين "درع السماء 6".

من جانبه، يرى نائب قائد عمليات أمن البطولة المقدم "نواف ماجد العلي"، أن مركز عمليات أمن البطولة يجسد التكامل في الأدوار والمسؤوليات والمهام بين الجهات المدنية والعسكرية في البطولة، مشيرا إلى أن المركز متصل بـ150 ألف كاميرا تعرض جميع ما في الميدان، لتسهيل اتخاذ قرار من قبل القيادة بالبطولة.

ويضيف "العلي" أن بطولة كأس العالم قطر ستكون استثنائية في كل شيء، وستلاحظ الجماهير القادمة إلى قطر ذلك فور وصولها إلى الدوحة، مشددا على أن قوات الأمن ستعمل على مدار الساعة من أجل ضمان أمن وسلامة الجماهير وتقديم نسخة مميزة وآمنة من المونديال.

وفي السياق، قال قائد منشأة ملعب البيت الذي يستضيف المباراة الافتتاحية الرائد "محمد سعيد الخيارين"، إنه تم اختبار كافة الخطط لعدة سنوات، وتم إجراء العديد من التعديلات عليها، واليوم ملعب جاهز لاستقبال الجماهير وجميع الوفود القادمة من جميع أنحاء العالم.

وأشار إلى أن جميع الخبرات والاستعدادات القطرية على كامل التأهب لاستضافة نسخة مميزة من المونديال تنعم بالأمن بكافة جوانبه.

فيما يقول قائد فريق التفاوض في لجنة عمليات أمن البطولة الرائد "عبدالله سلطان الغانم"، إن فريقه يمتلك مهارات تفاوضية عالية تساعد الفريق في الأحداث التي تتطلب مشاركته فيها، موضحا أن الفريق تدرب على العديد من السيناريوهات المتنوعة.

ويضيف "الغانم" أن المشاركة في تمرين "وطن" كانت من أهم التدريبات التي أثبتت مدى جاهزية الفريق للتعامل مع أي طارئ، بعد نجاحه في كافة الاختبارات التي تضمنها التمرين، حيث أثبت أعضاء الفريق قدرتهم في التعامل مع السيناريوهات المختلفة والمعقدة.

يشار إلى أن مباريات كأس العالم "قطر 2022" ستنطلق في 20 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بلقاء افتتاحي سيجمع منتخب قطر المضيف مع نظيره الإكوادوري على استاد البيت.

وستشهد البطولة 64 مباراة على مدى 29 يومًا، ويسدل الستار على منافساتها يوم 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل في استاد لوسيل الذي يتسع لـ80 ألف مشجع.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

قطر مونديال قطر تأمين المونديال قوات دولية