وصل وزير الخارجية الأمريكي، "أنتوني بلينكن"، الإثنين، إلى الدوحة لإطلاق الجولة الخامسة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر، وتشجيع فريق بلاده المشارك في مباريات كأس العالم التي تستضيفها الدولة الخليجية.

وقد حضر "بلينكن" مباراة المنتخب الأمريكي ضد نظيره الويلزي، مساء الإثنين، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي لكل فريق.

ويرافق الوزير "بلينكن" في زيارته، القائمة بأعمال وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الدبلوماسية العامة "إليزابيت ألين"، ومساعدة وزير الخارجية للشؤون الثقافية والتربوية، "لي ساترفيلد"، والمبعوث الأمريكي الخاص للشأن الإيراني، "روبرت مالي".

وفور وصوله إلى الدوحة، شارك "بلينكن" في حفل رياضي ضم مسؤولين حكوميين قطريين ووزير الخارجية المكسيكي، ووزير التنمية الدولية الكندي، حيث من المقرر أن تستضيف الولايات المتحدة وكندا والمكسيك كأس العالم في أمريكا الشمالية عام 2026.

وسيشارك في الحدث شبان من قطر والولايات المتحدة وكندا والمكسيك ومبعوثين رياضيين أمريكيين.

والثلاثاء، يطلق "بلينكن" الحوار الاستراتيجي الخامس بين البلدين، ويجتمع مع نائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية، الشيخ "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني".

وتعتبر الولايات المتحدة الحوار الاستراتيجي فرصة مهمة لتعزيز وتنسيق العلاقات القوية مع قطر في العديد من المجالات؛ بما في ذلك الأمن والطاقة والصحة العالمية وحقوق الإنسان.

وكان الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، قد صنف قطر في يناير/كانون الثاني الماضي، خلال استقباله أمير البلاد الشيخ "تميم بن حمد آل ثاني" كحليف أساسي من خارج الناتو.

وتعمل الدولتان على العديد من القضايا، ومنها تسهيل سفر الأفغان المعرضين للخطر إلى الولايات المتحدة وتعزيز الأمن الإقليمي وتوسيع العلاقات والاستثمارات التجارية بين البلدين.

ويؤكد المسؤولون الأمريكيون أن زيارة الوزير "بلينكن" للدوحة هي لتوضيح أن الولايات المتحدة موجودة في المنطقة لتبقى، وأنها ستبقى شريكاً منخرطاً في المنطقة، وأنها استثمرت لبناء مستقبل إيجابي في الخليج ومع شركائها.

وكان الحوار الاستراتيجي الرابع قد عقد في واشنطن بنوفمبر/تشرين الثاني 2021، وتناول قضايا إقليمية وعالمية ودفع التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات الصحة والمساعدات الإنسانية والتنمية الدولية وحقوق الإنسان والعمال والتعاون الأمني والتغير المناخي والتجارة والاستثمار والثقافة والتربية، وتم في حينه توقيع عدة اتفاقيات بينها ترتيبات لحماية المصالح الأمريكية في أفغانستان واستضافة أشخاص معرضين للخطر بسبب الأوضاع في أفغانستان.

وناقش الجانبان حينه أيضا التطورات السياسية في المنطقة، بما فيها سوريا واليمن والقرن الأفريقي والأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وجرى الاتفاق على تحسين المساعدات الإنسانية والظروف الاقتصادية للجميع والتأكيد على أهمية تحقيق حل الدولتين.

كما اتفق الجانبان في الجولة السابقة من الحوار الاستراتيجي على التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون والتنسيق بين الوكالات الأمريكية والقطرية لضمان سلامة كأس العالم ونجاحه.

وتعد قطر من أقرب الشركاء العسكريين للولايات المتحدة في المنطقة من خلال استضافتها للقوات الأمريكية في قاعدة "العديد" التي تضم مركز العمليات الجوية المشترك الذي يستضيف 18 دولة.

وهذا المركز مسؤول عن كل عمليات التحالف الجوية في الشرق الأوسط ووسط أسيا.

وتعتبر قطر مستثمراً كبيراً في الولايات المتحدة، حيث استثمرت منذ عام 2015 أكثر من 30 مليارا دولار في مشاريع تركز على قطاع العقارات والبنى التحتية.