لماذا تتسابق الدول الأفريقية على شراء الأسلحة التركية؟

الثلاثاء 22 نوفمبر 2022 11:09 ص

خلال السنوات القليلة الماضية، حققت تركيا رقما قياسيًا في مبيعات الأسلحة إلى العديد من الدول الأفريقية، بما في ذلك الطائرات المسلحة بدون طيار والمروحيات الهجومية والطائرات النفاثة.

وتقترب الجزائر من إبرام صفقة لشراء 10 طائرات بدون طيار من طراز "أنكا إس" تنتجها شركة صناعات الفضاء التركية "تاي"، فيما طلب المغرب، جار الجزائر ومنافسه، 13 طائرة مسيرة مسلحة من طراز "بيرقدار تي بي2" التركية.

وفي 2021، كانت النيجر أول عميل أجنبي يطلب شراء طائرات "هوركوش" المروحية الخفيفة، والمستخدمة للتدريب، من الصناعات الجوية التركية. ويقال إن تشاد وليبيا طلبتا طائرات من تركيا.

وقال نائب المدير العام لشركة "تاي" في سبتمبر/أيلول الماضي، إن شركته تتوقع المزيد من العملاء في أفريقيا.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021، طلبت نيجيريا قاربي خفر السواحل من نوع "ديرسان" من تركيا، كما طلبت 6 طائرات هليكوبتر من طراز "أتاك".

وحصلت إثيوبيا على طائرات "بيرقدار تي بي3" بدون طيار في عام 2021، واستخدمتها خلال حرب التيجراي. كما قدمت 10 دول أفريقية على الأقل طلبات شراء أسلحة ومعدات عسكرية تركية.

وقال "علي باكير"، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي والأستاذ المساعد في مركز ابن خلدون بجامعة قطر، إن "صادرات تركيا من المعدات الدفاعية إلى أفريقيا غير مسبوقة على الإطلاق من حيث الكمية والنوعية والقيمة والوصول".

وأضاف: "لا ينبغي فصل هذا الواقع عن تصاعد نفوذ أنقرة في القارة واستراتيجيتها لتعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والأمنية مع عدة دول أفريقية".

وتحدث "نيكولاس هيراس"، مدير الإستراتيجية في معهد نيولاينز، عن نفس الفكرة، مشيرًا إلى أن صناعة الدفاع التركية "تستفيد الآن من الجهود الحثيثة التي بذلها الدبلوماسيون الأتراك خلال السنوات الماضية لجعل تركيا مُصدِّرًا رئيسيًا إلى أفريقيا".

وقال لموقع "ميدل إيست آي": "أثبتت الصناعة الدفاعية العسكرية قدرتها على إنتاج أنظمة سلاح بسرعة وبفعالية وبكميات كبيرة".

وأوضح "باكير" أنه على مدى السنوات الخمس الماضية كانت شركات الدفاع التركية الرائدة تتطلع إلى زيادة صادراتها، وتوسيع نطاق وصولها، وتنويع أسواقها الخارجية، وإيجاد مشترين جدد.

وأضاف أن الاختبارات الميدانية للأنظمة التركية في ليبيا وسوريا وناجورنو كاراباخ أحدثت فرقًا ملموسًا في الترويج للأسلحة التركية.

وأضاف "هيراس" أيضًا أن العامل الحاسم الآخر الذي يجعل المعدات التركية جذابة للعديد من البلدان الأفريقية هو أنها لا تأتي بشروط، قائلا: "الأسلحة التركية لا تأتي بشروط تتعلق بحقوق الإنسان، وهو بالضبط ما تريده الدول الأفريقية: أنظمة تسليح دائمة، وتم فحصها في الميدان، وتأتي بسرعة دون شروط". 

وقال "هيراس": "يريد عملاء تركيا في أفريقيا الطائرات بدون طيار لأنها متينة وسهلة التشغيل والصيانة وتستخدم في القتال ضد الجهات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء".

وفي حين أن الطائرات بدون طيار التركية ليس لديها نفس السجل ضد الجهات الحكومية التي تمتلك أنظمة دفاع جوي متقدمة، مثل روسيا، فإن هذا ليس ما يسعى إليه المشترون بالضرورة.

ويعتقد "باكير" أن هناك "مجموعة من العوامل" وراء هذا الطلب المفاجئ على المعدات العسكرية التركية في أفريقيا، منها رخص سعرها وكفاءتها العالية، وكذلك اختبارها في مسارح الحرب الحقيقية، ولكن هناك أسباب أخرى غير ملموسة مثل غياب التاريخ الاستعماري، الذي شجع الدول الأفريقية على التعامل مع تركيا بناء على صيغة "رابح-رابح".

لكن العديد من هذه الأسلحة تصل إلى مناطق صراع نشطة أو نقاط اشتعال محتملة، مما يثير تساؤلات حول كيفية تأثيرها على الأمن والاستقرار. على سبيل المثال، تقوم تركيا الآن بتسليح الجزائر والمغرب، وهما دولتان متجاورتان على طرفي نقيض في نزاع الصحراء الغربية المستمر منذ عقود.

ثم هناك الوضع في ليبيا حيث ساهم التدخل العسكري التركي في منع انهيار الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في طرابلس بعد الحصار الذي فرضه الجنرال "خليفة حفتر" عليها.

وتوقفت تلك الجولة من القتال في عام 2020، وحاليا تسيطر القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة رئيس الوزراء "عبدالحميد الدبيبة" على طرابلس والغرب فيما تحتفظ قوات "حفتر" بقبضتها على الشرق. وتقول تقارير إن حكومة طرابلس تريد شراء مقاتلات "هوركوش" و"بيرقدار أكينجي"، وهي أكبر من مسيرات "تي بي2".

وقال "جليل الحرشاوي"، الزميل المشارك في المعهد الملكي للدراسات المتحدة: إن "المهمة التركية الحالية في ليبيا تشمل مئات من الضباط والجنود الأتراك. وما بين 2-3 آلاف مرتزق سوري إلى جانب نظام شامل من المعدات العسكرية.. والآن ونحن نتحدث يتراجع أعداء تركيا في ليبيا حتى قبل نشر أسلحة متقدمة مثل أكينجي، خوفا من المعسكر المؤيد لتركيا".

من جهته، يرى "باكير" أن السلاح التركي يساهم في أمن واستقرار المناطق التي يتم التصدير إليها. ويقول: "علينا مراجعة الحقائق على الأرض في العديد من المسارح الإقليمية التي شهدت استخدام أنظمة الدفاع التركية، فقد ساعدت في حل بعض الصراعات، ومنع توسع أخرى، واستقرت الأوضاع في بعض البلدان، كما تم عرقلة توسع بعض البدان مثل إيران وروسيا".

المصدر | باول إيدون | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصناعات التركية العلاقات التركية الأفريقية بيرقتار أكينجي بيرقدار أسلحة تركية

أثبتت فاعليتها.. سباق أفريقي للحصول على المسيّرة التركية بيرقدار