صحيفة إسرائيلية تستعرض معاناة مراسليها من معاملة المشجعين العرب

الأحد 27 نوفمبر 2022 04:09 م

سلطت صحيفة عبرية الضوء على المعاملة السيئة والكراهية التي يلقاها الصحفيون القادمون من دولة الاحتلال الإسرائيلي من المشجعين العرب في كأس العالم 2022 الذي تستضيفه قطر.

وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (كبرى الصحف الصادرة في إسرائيل) في عددها الصادر الأحد، تقريرا بعنوان "مونديال الكراهية"، فيما أفردت صفحتين من ملحقها الرئيسي لتقرير موفديْها لتغطية مونديال قطر، وهما الصحفيان "راز شاشنيك" و"عوز معلم".

ونقل مراسلا الصحيفة انطباعاتهما بعدما تجولا في الدوحة وحاولا تبادل أطراف الحديث مع الجماهير العربية.

 

 

يقول "شاشنيك" و"معلم" في مقدمة التقرير: "عندما وصلنا إلى قطر توقعنا معاملة عادية كصحفيين يغطون حدثا دوليا، لكن بدلا من ذلك نشعر بالعداء ونواجَه ونُستقبل بالشتائم ونظرات الكراهية من المشجعين من الدول العربية".

وقال أحد المواطنين القطريين للصحفيين الإسرائيليين: "أود أن أقول مرحبا بكما، لكن غير مرحب بكما حقا، ارحلا من هنا..".

وذكر معدا التقرير: "أنت تتحدث عن قطري يستضيف المونديال وليس مجرد شاب لبناني عابر سبيل في مونديال قطر".

وأضافا: "في مونديال قطر أدركنا أن الكراهية لإسرائيل ليست من الحكام والأنظمة والحكومات وإنما من الشعوب والناس والجماهير في الشارع..".

 

 

وفي رسالة بعث بها التقرير إلى المجتمع الإسرائيلي، كتب "شاشنيك" و"معلم": "اسمعوا، لم نرغب في كتابة هذه الأشياء، كنا نظن دائما أننا لسنا نحن -الصحفيين- في دائرة الاستهداف والانتقاد في أكبر حدث رياضي عالمي، لكن بعد 10 أيام في الدوحة من المستحيل عدم اطلاعكم على ما نمر به هنا، نحن لا نقصد تجميل صورة الواقع، نشعر بأننا مكروهون ويكتنفنا العداء، نحن غير مرغوب بنا".

ويقارن الصحفيان الإسرائيليان مونديال قطر بتجربة تغطيتهما بطولات مماثلة في أوروبا، سواء كأس العالم أو الألعاب الأولمبية، ويقولان: "نحن لا نمرح ولا نقضي أوقاتا ممتعة في مونديال قطر بسبب كوننا من إسرائيل".

وتابعا: "في الشارع وفي كل مكان وقبالة الملاعب يرافقنا فلسطينيون وإيرانيون وقطريون ومغاربة وأردنيون وسوريون ومصريون ولبنانيون بنظرات مليئة بالكراهية".

ويروي الصحفيان أنه "في الأيام الأولى للمونديال كان في الإمكان تبادل التحيات وأن نقول مرحبا ونمد يديْنا للمصافحة، عرفنا أنفسنا على أننا إسرائيليون، لكن عندما رأينا أن ذلك يؤدي دائما إلى مواجهة صعبة وصدام واحتكاك مع العرب وصولا إلى الشتائم الصارخة بلغة يمكن فهمها قررنا تعريف أنفسنا كصحفيين من الإكوادور".

وبحسب مراسلي "يديعوت أحرونوت"، فقد قررا التكتم على جنسيتهما الإسرائيلية والتعريف بنفسيهما كصحفييْن من الإكوادور؛ "هكذا تمكنا من مرافقة الإيرانيات لمدة أسبوع وتحضير مقال نشر في ملحق الصحيفة في نهاية الأسبوع".

وتطرق الصحفيان إلى ملاحظاتهما بعد مباراة بين البرازيل وصربيا الخميس الماضي، ووصفا المباراة بأنها "لم تكن ممتعة بصورة خاصة"، فقد "اتضح أن هناك الكثير من المسلمين من عشاق منتخب البرازيل، تماما كما هو الحال مع الكثير من الإسرائيليين".

وبعد المباراة -يقول الصحفيان- "ذهبنا لالتقاط بعض صور الفرح من البرازيليين، في كل مرة كان الفلسطينيون يقفون حولنا بالأعلام ويصيحون ويتحرشون بنا ويضايقوننا، وفي إحدى المرات تم تطويق أحد المشجعين من كفر قاسم (مدينة فلسطينية محتلة عام 1948 ويحمل سكانها الهوية الإسرائيلية)، والذي تجرأ على المجيء وإجراء المقابلات مع الإعلام الإسرائيلي".

 

في مشهد المونديال -يقول الصحفيان- "وقف الفلسطينيون أو القطريون والتقطوا الصور ليسخروا منا، ولوّح المشجعون التونسيون بلافتة ضخمة كتب عليها "فلسطين حرة" خلال المباراة ضد أستراليا وتم رفعها في الدقيقة الـ48"، في إشارة إلى نكبة فلسطين في 1948.

ويضيف التقرير: "انتشر المقطع الذي صوره أحدهم على نطاق واسع ونحن ننكر الجنسية الإسرائيلية وندعي إننا من الأكوادور، حيث حاولت وسائل الإعلام العربية إظهار أن الإسرائيليين جبناء".

وقال الصحفي "شاشنيك" عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت": "لطالما اعتقدت أن المشكلة كانت مع الحكومات العربية وأيضا حكومات إسرائيل، لكن في قطر عرفت مدى الكراهية للإسرائيليين وإسرائيل بين الناس في الشارع، كم يريدون مسحنا من على وجه الأرض، وإلى أي مدى يثير كل ما يتعلق بإسرائيل حقدا شديدا في نفوسهم".

وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تداولوا مقاطع فيديو أظهرت رفض الكثير من المشجعين العرب إجراء مقابلات مع مراسلين إسرائيليين خلال مونديال قطر مع توجيه عبارات ضدهم تدعم القضية الفلسطينية، في صورة كشفت فشل محاولات إسرائيل التي بذلتها طوال السنوات الماضية للاندماج بالمنطقة العربية.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

مونديال قطر كأس العالم 2022 إسرائيل المراسلين الإسرائيليين التطبيع