سي إن إن: حكومة إسرائيل الأكثر يمينية تضع حلفاءها العرب في موقف محرج

الخميس 5 يناير 2023 11:30 ص

"تحول إسرائيل نحو اليمين يترك حلفاءها العرب الجدد في موقف حرج".. هكذا خلص تقرير لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، لافتا إلى أن السياسة الإسرائيلية الجديدة التي تنتهجها الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، تضع تل أبيب في أزمة مع شركائها من المطبعين العرب، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي لا تزال مركزية بين الجماهير العربية.

واستدل التقرير بالعناق النادر بين أحد السياسيين الإسرائيليين الأكثر إثارة للجدل وزير الأمن القومي الجديد "إيتمار بن غفير"، وسفير الإمارات لدى إسرائيل "محمد آل خاجة"، وهما يمسكان يدي بعضهما البعض في تحية حارة في تل أبيب في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، عن "آل خاجة"، قوله في احتفال بلاده باليوم الوطني، حيث تم تصويره مع "بن غفير": "الإمارات هنا لإظهار أن الوحدة تعني الازدهار.. سنواصل استخدام الدبلوماسية لتعميق الروابط من خلال الصداقة والاحترام المتبادل".

وعلقت الشبكة على اللقطة بالقول إن احتضان الشخصيات المكروهة في العالم العربي، والمثيرة للانقسام داخل إسرائيل نفسها، هو لفتة نادرة من جانب الدول العربية التي قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل".

فيما نقلت الشبكة عن أستاذ العلوم السياسية في الإمارات "عبدالخالق عبدالله"، قوله إنه "أمر محرج ليس فقط بالنسبة لنا (في الإمارات العربية المتحدة)، ولكن للجميع، في أمريكا وفي كل مكان".

وأضاف: "إنها معضلة، لكن طريقة التعامل معها هي فقط الانتظار والترقب".

وحسب صحيفة "هآرتس" العبرية ذات الميول اليسارية، فإن "الطيور على أشكالها تقع"، مجادلاً بأن "اتفاقيات إبراهيم" التي شهدت حصول إسرائيل على اعتراف من 4 دول عربية بما في ذلك الإمارات عام 2020، لم تفعل شيئًا يذكر لتهدئة موقف إسرائيل تجاه الفلسطينيين.

وعلى الرغم من أن مصر والأردن كانا أول المطبعين العرب مع إسرائيل، لكن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، أكد في مكالمته الهاتفية لتهنئة "بنيامين نتنياهو" بعودته كرئيس للوزراء على "ضرورة تجنب أي إجراءات من شأنها أن تؤدي إلى التوتر وتعقد الوضع الإقليمي".

كما حذر العاهل الأردني الملك "عبدالله الثاني" في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الشهر الماضي، من أن بلاده "مستعدة" للصراع إذا تغير الوضع في المسجد الأقصى في القدس، الذي تتولى الأردن الوصاية عليه.

في وقت واصلت الدول العربية الأربع الجمعة، تقليد دعم الفلسطينيين في الأمم المتحدة من خلال التصويت في الجمعية العامة للحصول على رأي المحكمة الجنائية الدولية بشأن التبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهو التصويت الذي وصفه "نتنياهو" بأنه "حقير".

لكن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أنه من خلف الكواليس، أرسل الإماراتيون أيضًا رسائل قلق لـ"نتنياهو" بشأن إدراج متطرفين في حكومته.

ووفق موقع "أكسيوس"، فإن وزير الخارجية الإماراتي "عبدالله بن زايد" حذر "نتنياهو"، من ضم "بن غفير" إلى حكومته، لكن الأخير لم يرد.

وتعليقا على الازدواجية الإماراتية بين استقبال "بن غفير" وعدم رغبتها في ضمه للحكومة، يقول المحلل الإسرائيلي "تسفي بارئيل" في صحيفة "هآرتس" العبرية، أن تحرك أبوظبي لاحتضان "بن غفير" ربما كان مرتبطًا برغبتها في توجيه السياسة الإسرائيلية.

وأضاف أنها "جعلت الإمارات الدولة العربية ذات التأثير الأكبر على الحكومة الإسرائيلية الجديدة"

وتابع: "فعالية الدبلوماسية الإماراتية داخل إسرائيل لم يتضح بعد.. وحتى الآن، يبدو الوزير الإسرائيلي المتطرف غير منضبط".

ودللت على ذلك بالقول إنه بعد أقل من أسبوع على أداء اليمين، قام "بن غفير" باقتحام مثير للجدل للمسجد الأقصى برفقة الشرطة الإسرائيلية الثلاثاء.

وأدانت الإمارات "بشدة" زيارة "بن غفير" دون تسمية الوزير، ودعت إلى ضرورة احترام وصاية الأردن على المقدسات.

وانضمت فيما بعد إلى الصين في الدعوة لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي بشأن هذه المسألة.

وأقر "عبدالله" أن أبوظبي قد يكون لها بعض النفوذ على إسرائيل التي قد تستخدمها بشكل خاص في بعض الأحيان، لكنه أضاف أنه في النهاية "يعلم الجميع أنه لا يوجد أحد اليوم لديه أي نفوذ على إسرائيل.. حتى أمريكا".

ومع ذلك، قال إن العلاقة بين الإمارات وإسرائيل "ليست أبدية.. هذه العلاقة ستمليها الإمارات.. عندما لا تخدم مصلحة الإمارات يمكن أن تنهار في أي وقت".

فيما نقلت الشبكة عن الزميلة البحثية في مركز دراسات الخليج في جامعة إكستر بإنجلترا "إلهام فخرو"، قوله إنه "على الرغم من عدم سعادتهما (البحرين والإمارات) بظهور أكثر حكومة يمينية في إسرائيل، فمن الواضح أنهم اختاروا التعبير عن هذه المخاوف على انفراد، ولم يسمحوا لهم بالوقوف في طريق ما هم عليه".

وأضافت: "انظر إليها كعلاقة إستراتيجية مهمة".

لكن الإمارات قالت في وقت سابق إن العلاقات الأكثر ودية مع العالم العربي، لم تكن ضوءًا أخضر لإسرائيل لتوسيع أراضيها.

وفي يونيو/حزيران 2020، حذر سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة "يوسف العتيبة"، إسرائيل من أن علاقاتها مع الدول العربية "ستتضرر"، إذا كان هناك أي "استيلاء غير قانوني على الأراضي الفلسطينية".

طالع النص الأصلي للتقرير

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إسرائيل حكومة إسرائيل القضية الفلسطينية التطبيع بن غفير