أكاديمي بريطاني: سفارة الإمارات تعمل على ابتزازي وتشويه سمعتي بملف من 19 صفحة

الاثنين 16 يناير 2023 07:16 ص

اتهم أكاديمي بريطاني، سبق أن اعتقلته الإمارات، سفارة الدولة الخليجية في لندن بشن حملة ابتزاز وتشويه ضده من خلال نشر ملف من 19 صفحة يحتوي على معلومات شخصية وطبية.

وقال "ماثيو هيدجز"، البالغ 35 عامًا، الذي حكم القضاء الإماراتي عليه بالسجن مدى الحياة، ليقضي 6 أشهر مسجونا قبل إطلاق سراحه في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، إن الإمارات نشرت صوراً له وهو في الحبس الانفرادي، حسبما أوردت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وأشار إلى أنه علم بالملف الخاص بحياته داخل المعتقل لأول مرة بعد أن اتصلت به إحدى الصحف البريطانية، التي تلقت نسخة من السفارة الإماراتية بلندن.

وأعدت السفارة الملف وقدمته إلى الأمم المتحدة في يونيو/حزيران من العام الماضي، بعد أن قدم "هيدجز" أدلة إلى لجنة مناهضة التعذيب بشأن محنته في الإمارات.

ويدعي الملف أن "هيدجز" عومل في جميع الأوقات بـ "الاحترام والكرامة''،  فيما يؤكد الأكاديمي البريطاني أنه تعرض لانتهاكات عديدة بالحبس الانفرادي، شملت تناول الأدوية قسراً، والحرمان من النوم، والبقاء على أرضية الزنزانة بلا نوافذ، حيث لم يتم إطفاء الأنوار لأشهر.

وتم القبض على "هيدجز" بمطار دبي في 5 مايو/أيار 2018، بعد أن أجرى رحلة بحثية لمدة أسبوعين للحصول على درجة الدكتوراه في الأمن.

واتهمت السلطات الإماراتية "هيدجز" بأنه عميل للاستخبارات البريطانية، وأدين قضائيا، قبل أن يحصل على عفو رسمي بعد حملة دفاع طويلة قادتها زوجته "داني" وتدخل من وزير الخارجية آنذاك "جيريمي هانت".

ولطالما نفى الأكاديمي البريطانية بشدة تورطه مع أي وكالة تجسس، وأكدت حكومة المملكة المتحدة أنها لم تر أي دليل يدعم مزاعم الدولة الإماراتية في هذا الشأن.

وقال "هيدجز" إنه أُجبر على تناول مزيج من الأدوية التي أجبر الأطباء على وصفها له، وخضع للمراقبة باستمرار والاستجواب مرارًا وتكرارًا، مشيرا إلى أن هذه الأجواء دفعته لمحاولة الانتحار.

وبعد 4 سنوات من محنته، قدم "هيدجز" أدلة إلى لجنة مناهضة التعذيب، التابعة للأمم المتحدة، خلال مراجعة الإجراءات التي اتخذتها دولة الإمارات العربية المتحدة لمنع التعذيب.

وبعد أن قيل في البداية أن ملف حياة "هيدجز" في السجن لن يتم نشره دون موافقته، إضافة إلى موافقة الأمم المتحدة، وزعت السفارة الإماراتية الملف على وسائل الإعلام بلندن.

ووصف الأكاديمي البريطاني هذا التصرف بأنه "سلوك بلطجي" من قبل "دولة يائسة"؛ لتشويه سمعته، مشيرا إلى أنه تلقى نسخة من الملف أواخر العام الماضي، ويحتوي على معلومات شخصية وطبية عنه وعن أسرته.

تتضمن صفحات الملف الـ 19 صورًا لـ "هيدجز" التقطت أثناء وجوده في زنزانته بالسجن، بالإضافة إلى صورة له مع زوجته "داني" في غرفة الاجتماعات، وهي المرة الوحيدة التي سُمح له برؤيتها خلال فترة سجنه.

وتشير "تليجراف" إلى أن بعض الإعلاميين الذين اطلعوا على الملف أشاروا أيضًا إلى صورة لـ "هيدجز" وهو يجري مكالمة هاتفية مع عائلته، لكن الأخير أكد أن هذه الصور تم "قصها جيدًا" لتقديم رؤية مزيفة لما حدث.

وأكد الأكاديمي البريطاني أن الصور، التي وزعتها السفارة الإماراتية على الإعلاميين في لندن، لا تكشف أنه كان محاطا بالجنود وهم يخبرونه ما يمكنه وما لا يمكنه قوله، واصفا الأمر بأنه "كان أشبه بمفاوضات رهائن".

وأضاف أن لقاءه المنفرد مع زوجته تمت مراقبته عن كثب عبر الكاميرات، بالإضافة إلى وجود حارس مسلح بزنزانته في جميع الأوقات.

وتابع "هيدجز": "طوال الوقت كان هناك شخص يراقبني. كنت هناك في عزلة ولكن لدي جندي يحدق في وجهي. لا أستطيع التحدث معه"، مؤكدا أن المراقب المسلح كان يلازمه حتى في الحمام.

وعن إحدى صور الملف الإماراتي التي تظهره مع طبيب باعتبارها دليلا على حصوله على المعاملة العادلة في سجنه، قال "هيدجز" إنه كان يزور الطبيب "بانتظام إلى حد ما" من أجل الحصول على وصفة بعدة أنواع من الأدوية، لكنه نوه إلى أن هذا الطبيب لم تكن له قدرة مستقلة عن مراقبيه، فهم من يحدد في النهاية ما هي الأدوية التي سيتناولها وكميتها.

وفي إحدى المرات أبدى "هيدجز" قلقه بشأن كميات الأدوية المختلفة التي كانوا يعطونه إياها، ولذا صرخوا في وجهه ليخرج.

وأوضح الأكاديمي البريطاني: "سمحوا لي بمقابلة طبيب، لكن عندما قال شيئًا لم يعجبهم قالوا له: اذهب بعيدًا. ثم قاموا بتغيير كل شيء".

وأكد "هيدجز" أن الجنود أجبروه على تناول "خليط من المخدرات"، مشيرا إلى أنه كان يتناول أنواعًا متعددة من مضادات الاكتئاب والأدوية المنومة والأدوية المضادة للمرض.

وخلال الأشهر الستة التي قضاها في السجن، قابل الأكاديمي البريطاني طبيبًا نفسانيًا في مناسبة واحدة، وزعم أنه تلقى تعليمات صارمة بأنه لا يمكنه التحدث عن تجاربه أثناء سجنه.

وأشار إلى أن تقرير عرضه على الطبيب النفسي بملف السفارة الإماراتية مؤرخ قبل أيام فقط من إطلاق سراحه، ولم يذكر تدهور صحته العقلية أو محاولته الانتحار، مضيفا: "إنها أكاذيب صريحة".

وتابع: "يقولون إنني لم أحاول الانتحار مطلقًا، ولكن هذا هو السبب الدقيق لوجودي في المستشفى".

ويعتقد "هيدجز" أن توقيت نشر الملف مرتبط بأبحاثه الجارية حول أمن الإمارات، مضيفًا أن الدولة الخليجية تبدو "مضطربة للغاية بشأن ما قلته منذ الإفراج عني".

المصدر | ديلي ميل - ترجمة وتحرير: الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات ماثيو هيدجز لندن

MEE: بلجيكا تستدعي سفير الإمارات رفضا لتشويه شخصيات أوروبية

هيئة حكومية بريطانية تتهم الخارجية بالفشل في حماية أكاديمي اعتقلته الإمارات في 2018