اعتبر محللون أن لقاء أمير قطر الشيخ "تميم بن حمد" مع ملك البحرين "حمد بن عيسى آل خليفة" للمرة الثانية منذ الأزمة الخليجية التي اندلعت في 2017، لم يكن مجرد فرصة لالتقاط الصور.
والتقى الزعيمان، الأربعاء، على هامش اجتماع "تشاوري" في أبوظبي بين مسؤولين من مجلس التعاون الخليجي والأردن ومصر، غاب عنه الكويت والسعودية.
ورأي المحللون أن الاجتماع بين أمير قطر وملك البحرين بمثابة خطوة في الطريق الصحيح، متوقعين أن يشهد عام 2023 فصلا جديدا في العلاقات بين الدولتين الخليجيتين.
وفي هذا الصدد، نقل موقع "دوحة نيوز" عن "ديفيد روبرتس" الأستاذ المساعد في كينجز كوليدج لندن والخبير في الشؤون الخليجية تعليقه عن الللقاء الذي جمع الزعيمان قوله: لابد أن يكون لمثل هذا الاجتماع غير العادي بعض الأهمية.
في وقت أزمة مجلس التعاون الخليجي في عام 2017، فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر حصارًا جويًا وبريًا وبحريًا على قطر واتهموها بدعم الإرهاب. ورفضت الدوحة هذه الادعاءات ووصفتها بأنها لا أساس لها.
وبينما انتهى الخلاف في عام 2021 بتوقيع إعلان "العلا"، لا تزال آفاق التقارب بين الدوحة والمنامة غير واضحة، خاصة عند مقارنتها بالعلاقات الآخذة في التصاعد مع أعضاء آخرين في الرباعية، كالسعودية ومصر.
وعقد الاجتماع الأول بين الشيخ "تميم" والملك "حمد" في يوليو/ تموز من العام الماضي، بعد أكثر من عام على وثيقة العلا التي أدت إلى توقف الأزمة.
وقالت "آنا جاكوبس"، كبيرة محللي شؤون الخليج في مجموعة الأزمات الدولية: "أود أن أقول إن المصالحة بين قطر والبحرين قد تحركت بشكل أبطأ منذ أن أنهت اتفاقية العلا رسميًا الخلاف الخليجي في يناير 2021".
ولم تستأنف الرحلات الجوية المباشرة بين الدوحة والمنامة بعد، ولا تزال سفارات البلدين مغلقة. بينما كان يُنظر إلى كأس العالم في قطر على نطاق واسع على أنها فرصة لتوحيد العالم بأسره، ولا سيما المنطقة، غاب المسؤولون البحرينيون عن البطولة.
لكن "جاكوبس" قالت إنه في حين أن المؤشرات السابقة أظهرت أن العلاقات بين قطر والبحرين كانت "مشحونة"، فإنه يمكن القول إن الاجتماع الأخير "كان إشارة قوية" للحوار الإقليمي للمضي قدما هذا العام.
وأضافت "جاكوبس": "هذا الاجتماع هو أكثر من مجرد اجتماع لالتقاط صور فوتوغرافية، ويبدو أنه يشير إلى أن العلاقات الثنائية القطرية مع كل من الإمارات والبحرين تمضي قدمًا [...] يبدو أن قيادة البلدين منفتحة على فتح فصل جديد".
