نشرت قناة "فوكس نيوز" الأمريكية تقريرا حول المعتقل الأمريكي في الإمارات "زاك شاهين"، قائلة إنه "يموت داخل محبسه في دبي بعد أن أصيب بأمراض متعددة وعدوى دفعت جسده إلى التعفن وهو حي".

وقال التقرير، الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن ملفات طبية تخص حالة المواطن اللبناني الأصل الأمريكي الجنسية "زاك شاهين"، تم عرضها على أعضاء بالكونجرس، من قبل أسرته، أبرزهم السيناتور "تيد كروز"، حيث طالبتهم بإرسال رسالة إلى الإمارات مفادها أن الولايات المتحدة تراقب عن كثب حالة مواطنها المعتقل.

وتم اعتقال "زاك شاهين"، وهو الرئيس التنفيذي السابق لشركة "ديار" العقارية، عام 2008، ثم أضرب عن الطعام أثناء حبسه، ثم أفرج عنه بكفالة 1.4 مليون دولار في يوليو/تموز 2012 بعد أن أبدت واشنطن قلقها على صحته، وفر إلى اليمن حيث ألقي القبض عليه في أغسطس/آب 2012، وتم ترحيله إلى الإمارات ليظل محبوسا حتى الآن، بعد أن اتهمته النيابة بالإخلال بشروط الإفراج عنه بكفالة، حيث كان ممنوعا من السفر.

واتهمت السلطات الإماراتية "شاهين"، بعد القبض عليه لأول مرة بالاختلاس، وحكم عليه بالسجن 15 عاما،.

وتقول "فوكس نيوز" إن سجلات طبية تم الحصول عليها حديثا لـ"زاك شاهين" تظهر أنه يعاني من مشاكل في القلب والأوعية الدموية والعصبية، واختلالات بالغدة الدرقية والجهاز الهضمي والبروستاتا، فضلاً عن التهابات تسببت تعفن لحمه، من بين أمراض أخرى.

وتتمسك عائلة "شاهين" ببراءته، وقالت إن وزارة الخارجية الأمريكية لم تتخذ سوى القليل من الإجراءات.

وكتب الطبيب الأمريكي "سانفورد لوبيتكين"، الحاصل على شهادة البورد في الطب الباطني وأمراض القلب، رسالة إلى وزير الخارجية "أنطوني بلينكن" يطلب المساعدة قائلا إن "ظروفه الصحية العامة غير مقبولة في أحسن الأحوال".

وناشد "لوبيتكين" وزارة الخارجية الأمريكية باتخاذ "أي إجراء ضروري ومناسب" لتسهيل الإفراج عن الأمريكي، وحذر من أن "شاهين"، "يمكن أن يموت في غضون أسابيع" إذا لم يتم فعل أي شيء.

تم نقل "شاهين" إلى المستشفى في الخريف، وتظهر الملفات الطبية وكذلك شهادته، التي حصلت عليها قناة "فوكس نيوز"، أنه خضع لثمانية إجراءات طبية منذ عام 2019، بما في ذلك عملية جراحية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأخرى في نوفمبر/تشرين الثاني لإزالة اللحم المتعفن بسبب عدوى تعرض لها.

وتسببت هذه العمليات الجراحية، التي كان بعضها فاشلا، في مزيد من التعقيدات والعدوى التي انتشرت إلى رئتي "شاهين"، وفقًا للطبيب "لوبيتكين".

وكتب الطبيب في رسالته إلى "بلينكن" أن "شاهين" أصيب بفتق لا يمكن إجراؤه بسبب صحته السيئة ولديه مشاكل في الشرايين التاجية تعرضه لخطر الإصابة بأمراض قلبية خطيرة.

بالإضافة إلى ذلك، أشار "لوبيتكين" إلى أن "شاهين" يعاني من العديد من المشكلات العصبية الناجمة عن الظروف المعيشية في السجن، وقد أوصى جراح أعصاب إماراتي بإجراء جراحة بالعمود الفقري له.

بدوره، قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن مسؤولي وزارة الخارجية تواصلوا مع نجل "زاك شاهين" في 18 يناير / كانون الثاني الجاري ، وهم على اتصال دائم بأسرته.

وقال المتحدث إن وزارة الخارجية نقلت أيضًا طلبات متعددة نيابة عن عائلة "شاهين" تطلب الإفراج عنه لأسباب صحية.

وأضاف: "ليس لدينا أولوية أكبر من سلامة وأمن المواطنين الأمريكيين بالخارج".

وأردف: "نحن نتعامل بجدية مع التزامنا بمساعدة المواطنين الأمريكيين في الخارج ونقدم كل المساعدة المناسبة".

وفي وقت سابق، اتهم نجل "شاهين" الخارجية الأمريكية بالتخلي عن والده وأعطت الأولوية للتفاوض بشأن الإفراج عن نجمة WNBA "بريتني جرينر" من سجنها في روسيا.

وأوضح أنه بينما كانت أسرة "زاك شاهين" ترسل مناشداتها إلى الإمارات للإفراج عن عائلهم، كانت دبي تساعد واشنطن في تسهيل تبادل الأسرى الذي أدى إلى إطلاق سراح "جرينر".

بدوره، قال السيناتور "تيد كروز" في بيان: "لقد حان الوقت ليعود زاك شاهين إلى المنزل ويلتقي بأسرته"، مضيفا: "اطلعت على التقارير حول صحته ودخوله المستشفى، والحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أنه يزداد سوءًا ، وليس أفضل".

وتابع "كروز" أن "هذه القضية لم تعد تتعلق بالأفعال الخاطئة المزعومة بل تتعلق بالتعاطف الإنساني الأساسي". "الإمارات حليف مقرب وقيِّم ، والأمريكيون يراقبون عن كثب للتأكد من أنهم يفعلون الشيء الصحيح".

وتقول عائلة "زاك شاهين " إن أكبر أربع شركات محاسبة عالمية دققت حسابات الشركة للسنوات التي كان يترأسها، ولم تجد أي خسائر مالية أو أدلة على الجرائم التي اتهم بارتكابها.

وقال "مارتن لونرجان"، الذي احتُجز مع "شاهين" في عام 2020 ، إن الظروف المعيشية في السجن الإماراتي "غير إنسانية"، ووصف زميله السابق في السجن بأنه "رجل محطم" و "متعفن".