أدانت دول إسلامية وعربية، المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، عقب احتياحها مدينة ومخيم جنين بالضفة الغربية.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مقتل 10 فلسطينيين بينهم سيدة مسنة، وإصابة 20 آخرين، بينهم 4 في حالة حرجة جراء اقتحام الجيش الإسرائيلي مخيم جنين لنحو 4 ساعات صباحا.

دولة قطر أدانت بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الوحشي على مخيم جنين، واعتبرته "امتدادا لجرائم الاحتلال الشنيعة والمروعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل".

وقالت وزارة الخارجية القطرية، في بيان إن "الاحتلال الإسرائيلي أصبح مطمئنا أكثر من أي وقت مضى لعدم المساءلة والإفلات من العقاب"

ولفتت إلى أن ذلك "شجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم والانتهاكات بحق أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، وقتل المدنيين، ومن ضمنهم الأطفال والنساء والمسنون، واستباحة المستشفيات والمرافق المدنية الحيوية".

وحملت الوزارة سلطات الاحتلال وحدها مسؤولية اتساع دائرة العنف التي ستنتج عن هذا التصعيد الممنهج ضد الشعب الفلسطيني.

كما أدانت السعودية، عبر بيان لوزارة خارجيتها، المجزرة الإسرائيلية، مؤكده رفض المملكة التام لما تقوم به القوات الإسرائيلية من انتهاكات خطيرة للقانون الدولي.

وشددت على مطالبتها المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته لإنهاء الاحتلال، ووقف التصعيد والاعتداءات الإسرائيلية، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين.

من جانبها، دعت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات، السلطات الإسرائيلية إلى خفض التصعيد وعدم اتخاذ خطوات تفاقم التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

وشددت الوزارة، عبر بيان، على أهمية دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط قدما، وكذلك وضع حد للممارسات غير الشرعية التي تهدد الوصول إلى حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

بدورها، أدانت مصر في بيان لوزارة الخارجية اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، ودعت إلى وقف الاعتداءات على المدن الفلسطينية فورا، محذرةً من خروج الأوضاع عن السيطرة.

وقالت الخارجية إن الاعتداءات سيكون لها تداعيات خطيرة على الأمن والاستقرار في الأراضى الفلسطينية المحتلة وعلى المنطقة.

وأضافت بأن هذه الاعتداءات تقوض جهود إعادة إحياء عملية السلام وإقامة دولة فلسطينية على حدود يونيو/حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

كما دعت مصر المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤلياته لنزع فتيل العنف ووضع حد للاعتداءات على الشعب الفلسطيني وحماية المدنيين وفقا لقواعد القانون الدولي ومقررات الشرعية الدولية المتعلقة بالحقوق الفلسطينية المشروعة وتحميل إسرائيل المسؤولية باعتبارها الدولة القائمة بالاحتلال.

كذلك أعربت وزارة الخارجية التركية عن إدانتها لاقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين الأمر الذي أسفر عن مقتل مدنيين.

وقالت في بيان الخميس، إنها تلقت ببالغ الأسى نبأ مقتل الكثير من الفلسطينيين جراء اقتحام الجنود الإسرائيليين مخيم جنين للاجئين.

وأضافت الخارجية "نعرب عن قلقنا العميق إزاء التوتر المتصاعد ووقوع خسائر بالأرواح في الضفة الغربية، وندين بشدة هذه الهجمات التي أسفرت عن مقتل مدنيين".

وقدمت تعازيها للشعب الفلسطيني وحكومته، راجية الرحمة من الله للأشقاء الذي فقدوا حياتهم في الأحداث.

فيما طالب مجلس التعاون الخليجي بتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، واصفًا الاقتحام بـ "الجريمة النكراء".

وفي بيان نشرته وكالة الأنباء القطرية، الخميس، أدان المجلس استمرار الاقتحامات وتكرار الاعتداءات، التي تنفذها القوات الإسرائيلية في المدن الفلسطينية المحتلة.

ووصف البيان ما حدث في جنين بـ "العدوان الذي أدى إلى سقوط قتلى وجرحى".

وأكد الأمين العام للمجلس، "نايف فلاح مبارك الحجرف"، ثبات موقف المجلس في دعم القضية الفلسطينية، داعيا المجتمع الدولي إلى "التدخل بصورة عاجلة ضد هذه الجريمة النكراء".

كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي، الاقتحام، محملة سلطات الاحتلال "المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة النكراء"، معتبرة إيها "امتدادا لعدوان وإرهاب الدولة الإسرائيلي المستمر بحق أبناء الشعب الفلسطيني".

وجددت المنظمة دعوتها للمجتمع الدولي للتدخل العاجل، من أجل وضع حد لهذه الاعتداءات والجرائم اليومية ومحاسبة مرتكبيها، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.

كما أدانت هيئة علماء المسلمين في العراق بأشد العبارات العدوان الصهيوني الهمجي على مخيم جنين.

وأكدت الهيئة في بيانها أن "الاحتلال ومن معه يعتلج في صدورهم اليأس من محو القضية الفلسطينية، وهو ما يدفعهم لارتكاب هذه الجرائم المروعة".

وتابع البيان "نؤكد أن قوى الشر لن تتوقف عن ارتكاب جرائمها المستمرة في ظل مساندة الدول الغربية للكيان الصهيوني، كاشفة عن وجهها القبيح الذي تحاول تغطيته كذبًا وزورًا بما تسميه الدفاع عن القيم والمبادئ الإنسانية".

من ناحيته، أعلن الرئيس الفلسطيني 'محمود عباس" الحداد 3 أيام وتنكيس الأعلام على أرواح الشهداء الذين سقطوا في جنين. .

فيما أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية "نبيل أبو ردينة"، اتخاذ القيادة الفلسطينية قرارا بوقف التعاون الأمني مع إسرائيل، والتوجه الفوري إلى مجلس الأمن تحت الفصل السابع.

وشيع سكان مخيم جنين القتلى الذي استشهدوا برصاص الاحتلال، وانطلق الأهالي في مسيرات غاضبة من مستشفى جنين إلى مقبرة المخيم يرددون هتافات منددة بالمجزرة الإسرائيلية.