غداة عملية القدس.. اعتقالات وإدانات ونتنياهو يتوعد ومجلس الأمن يخفق في اتخاذ قرار

السبت 28 يناير 2023 07:35 ص

فشل مجلس الأمن الدولي في اتخاذ قرار بشأن التطورات في فلسطين المحتلة؛ إذ لم تسفر جلسته عن أي شيء حول التطورات في الأراضي الفلسطينية، وذلك بعد مقتل 7 إسرائيليين على الأقل بإطلاق نار وقع مساء الجمعة في القدس الشرقية، نفذه مقاوم فلسطيني تم قتله لاحقا، حسبما أعلنت الشرطة الإسرائيلية.

وطغت عملية القدس على حيز واسع من الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن في نيويورك، بطلب من الإمارات وفرنسا والصين؛ للنظر أصلا في تداعيات اقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين، الخميس، حيث قتلت 10 فلسطينيين، ومع ذلك انتهت الجلسة دون قرار.

وحملت الصين الولايات المتحدة مسؤولية الفشل في اتخاذ قرار بشأن التصعيد في الضفة الغربية والقدس، حسبما نقلت قناة "العربية" عن مندوب بكين لدى مجلس الأمن.

يأتي ذلك فيما سارعت الولايات المتحدة إلى التنديد بما سمته "هجوما إرهابيا واضح في القدس"، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية "فيدانت باتيل" إن "مسؤولين أمريكيين على اتصال مع نظرائهم الإسرائيليين"، مضيفاً أنه لا يتوقع تغييرات في زيارة الوزير "أنتوني بلينكن" المرتقبة إلى إسرائيل، الأسبوع المقبل.

فيما قال "ستيفان دوجاريك"، المتحدث باسم الأمم المتحدة، في بيان، إن الأمين العام للمنظمة الدولية، "أنطونيو جوتيريش" "قلق للغاية" بسبب التصعيد الحالي للعنف في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ويدعو "لأقصى درجات ضبط النفس".

وقال المتحدث إن "جوتيريش" أدان بشدة هجوم اليوم الذي أودى بحياة 7 أشخاص على الأقل وأصاب 10 آخرين.

كما أدان وزير الخارجية البريطاني، "جيمس كليفرلي"، الهجوم، وقال، في بيان، إن "الهجوم أمر مروع. نقف مع أصدقائنا الإسرائيليين".

كذلك، أدانت فرنسا، مساء الجمعة، ما وصفته بـ"الهجوم الإرهابي المروع"، وفق بيان لوزارة خارجيتها.

عربيا، أدانت أبوظبي بشدة ما وصفته بـ"الهجوم الإرهابي" في القدس الشرقية، وأكدت وزارة خارجيتها، في بيان، أن "دولة الإمارات تعرب عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية، ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية".

وأعربت الوزارة عن "خالص تعازيها للحكومة الإسرائيلية وشعبها الصديق ومواساتها لأهالي وذوي الضحايا جراء هذه الجريمة النكراء، وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين".

أيضا، أعربت مصر، فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، عن "رفضها التام واستنكارها الشديد للهجوم الذي شهدته القدس"، مؤكدةً إدانتها لكافة العمليات التي تستهدف المدنيين.

وحذرت مصر من "المخاطر الشديدة للتصعيد الجارى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلي، مطالبةً بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ووقف الاعتداءات والاجراءات الاستفزازية، لتجنب الانزلاق إلى حلقة مفرغة من العنف الذى يزيد الوضع السياسى والإنسانى تأزماً، ويقوض جهود التهدئه وكافة فرص إعادة إحياء عملية السلام".

كما أكدت وزارة الخارجية الأردنية ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة وفاعلة لوقف حالة التصعيد الخطرة والمدانة التي "ذهب ضحيتها مدنيون فلسطينيون وإسرائيليون"، وتنذر بتفجر دوامات من العنف سيدفع الجميع ثمنها.

وقالت الوزارة في بيان إن الأردن يدين الهجوم الذي استهدف مدنيين إسرائيليين بالقدس الشرقية، كما يدين أعمال العنف التي تستهدف المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأضافت أن الأردن يدين العنف ضد المدنين بأشكاله كافة، ويؤكد ضرورة احترام حرمة دور العبادة.

وأثارت ردود الأفعال الغربية سخطا شعبيا فلسطينيا وعربيا على مواقع التواصل الاجتماعي إزاء "ازدواجية المعايير" في التعاطي مع مقتل الإسرائيليين في عملية القدس، مقابل الصمت على مقتل الفلسطينيين في عملية اقتحام نفذها جيش الاحتلال في مدينة جنين بالضفة الغربية المحتلة.

من جانبه، أشاد "حزب الله" اللبناني بعملية القدس، واعتبرها في بيان "صفعة قوية لحكومة المتطرفين" في إسرائيل.

وأظهرت وسائل الإعلام الإسرائيلية سيارة تويوتا بيضاء قالت إن منفذ عملية القدس استقلها وحاول الفرار، لافتة إلى أن المهاجم فلسطيني يسكن القدس الشرقية، ويحمل بطاقة الإقامة الاسرائيلية في المدينة، ولا سوابق له، ولا علاقة له بأي تنظيم أو فصيل فلسطيني.

يأتي ذلك فيما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" باتخاذ قرارات فورية ردا على عملية القدس، مشيرا إلى أنه سيعرضها للمصادقة في جلسة مجلس الوزراء المصغر "الكابينت".

وقررت الحكومة الإسرائيلية إجراء اجتماع طارئ للمجلس الوزاري المصغر، السبت، لبحث خيارات الرد على الهجوم الذي وصفته الشرطة الإسرائيلية بـ"الصعب والمعقد".

وقال المفوض العام للشرطة "يعقوب شبتاي"، إن الشرطة تجري حاليا "أنشطة مسح وتمشيط في المنطقة لاستبعاد احتمال وجود المزيد من المشتبهين المتورطين في الهجوم".

في هذه الأثناء، يتواصل التوتر والتصعيد في الضفة والقدس. إذ ذكرت وسائل إعلام فلسطينية إن مقاومين أطلقوا اليوم النار تجاه حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة.

فيما أعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي تعزيز فرقة الضفة الغربية بكتيبة إضافية اعتبارا من صباح اليوم. ودعا الناطق، عبر بيان، كل من لديه رخصة حمل سلاح إلى حملها معه.

كما أوعز المفتش العام للشرطة الإسرائيلية برفع حال الاستنفار الى أعلى مستوى في أعقاب تقدير للوضع أجراه على خلفية عملية القدس.

في السياق ذاته، أعلنت الشرطة الإسرائيلية، عبر بيان، اعتقال 42 فلسطينيا في القدس الشرقية، بينهم أفراد من عائلة المسلح الذي نفذ الهجوم.

يذكر أن الضفة الغربية المحتلة تشهد، منذ أشهر، تصعيدا ملحوظا في التوتر؛ جراء اقتحامات واعتقالات إسرائيلية تفجّر اشتباكات بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين من جهة، والفلسطينيين من جهة أخرى، ما أسفر عن حالة توتر غير مسبوقة، أنذرت بتجدد مواجهات عنيفة، حسبما حذر عديد المراقبين.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

فلسطين القدس نتنياهو مجلس الأمن الكابينت

صحيفة إسرائيلية تحذر من انتفاضة فلسطينية ثالثة

عملية جديدة بالقدس.. إصابة مستوطنيْن بجروح خطيرة وأنباء متضاربة عن المهاجم

السعودية تحذر من انزلاق الأوضاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين

مسؤول إسرائيلي: قرارات يستعد نتنياهو لإعلانها ردا على العمليات الفلسطينية

حماس تستهجن وصف الإمارات وتركيا عملية القدس بالإرهابية

خيري علقم.. من هو الشهيد الفلسطيني مُنفّذ عملية القدس المحتلة؟

لاحتفالهم بعملية القدس.. قوات إسرائيلية تقتحم سجن مجدو وتعزل 40 أسيرا

بلينكن إلى المنطقة... يزور القاهرة وتل أبيب ورام الله بحثا عن خفض التوتر