زلزال تركيا يدمر قلعة غازي عنتاب ويمحو تاريخ ألفي عام

الاثنين 6 فبراير 2023 02:48 م

لأكثر من 2000 عام، بقيت قلعة غازي عنتاب قوية، وبقي هيكلها سليمًا على الرغم من موجات الغزو التي جعلتها تحت سيطرة سلسلة من الإمبراطوريات في الشرق الأوسط، لكن القلعة، الواقعة في وسط المدينة بجنوب تركيا، تدمرت إلى حد كبير بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة صباح الإثنين.

وذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن القلعة الحجرية التاريخية بنيت لأول مرة كنقطة مراقبة من قبل الإمبراطورية الحثية خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، ثم تم توسيعها إلى حصن كبير استخدمته الإمبراطورية الرومانية في القرنين الثاني والثالث بعد الميلاد.

وأورد التقرير صورا متداولة عبر الإنترنت للقلعة بسورها الحديدي المنهار، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن جدران مسجد "سيرفاني" التاريخي، الذي يقع بجانب القلعة، انهارت جزئيًا.

تاريخ القلعة

وقلعة غازي عنتاب معلم شهير وموقع سياحي رئيسي في تركيا، وبينما لا تزال أضرار الزلزال قيد التقييم، إلا أن السلطات أعلنت مبدئيا عن انهيار أكثر من 2834 مبنى، وسقط معظم الضحايا في مقاطعة هاتاي التي تضم مدينة غازي عنتاب.

وتحتوي القلعة على 12 برجًا، وكان لها خندق يحيطها سابقًا. وعلى مر التاريخ، تم غزو موقعها وإعادة احتلاله.

وبعد تحصينها من قبل الرومان، انتقلت القلعة إلى البيزنطيين بعد انقسام الإمبراطورية الرومانية إلى قسمين، الذين حكموا النصف الشرقي من القسطنطينية (إسطنبول الحديثة).

وتحت حكم الإمبراطور "جستنيان الأول"، الذي جاء من عائلة فلاحية في وسط البلقان ليصبح أحد أهم حكام الإمبراطورية البيزنطية، تم توسيع قلعة غازي عنتاب وتجديدها، مع وجود خندق ومعرض تحت الأرض للدفاع ضد الغزاة.

وفي عام 661م، سقطت القلعة من أيدي المسيحيين، وأصبحت السلالة الأموية، التي نشأت في مكة المكرمة، المالك الجديد، وبقيت في أيدي المسلمين حتى عام 962، عندما استعادها البيزنطيون.

واستولت الإمبراطورية السلجوقية على القلعة من البيزنطيين في عام 1067، قبل أن يسيطر الصليبيون عليها مجددا في عام 1098، ثم تسيطر عليها سلالة الحكم الأيوبي، الذي أسسه الفاتح الكردي العظيم "صلاح الدين"، السلطان الأول لكل من سوريا ومصر.

وتبع ذلك قرون من الفتح والاستعادة، حتى استولت الإمبراطورية العثمانية على قلعة غازي عنتاب في عام 1516.

وتشير النقوش الموجودة على القلعة إلى إعادة بنائها عام 1557، في عهد "سليمان القانوني"، الذي امتد من عام 1520 إلى 1566. وفقد الموقع الكثير من أهميته العسكرية بعد حمايته من قبل العثمانيين.

وفي الآونة الأخيرة، كان موقع القلعة مقرا لمتحف غازي عنتاب للدفاع والبطولة، الذي اجتذب عددًا كبيرًا من السياح.

ولقي نحو 1500 شخص مصرعهم، وأصيب آلاف آخرون إثر زلزال بقوة 7.7 درجة ضرب جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، فجر الإثنين، فيما أكدت السلطات أن عدد القتلى يتزايد بسرعة، وأن زلزال ثان كبير ضرب المنطقة بعد أقل من 12 ساعة من الزلزال الأول.

ويقع مركز الزلزال في منطقة بازارجيك في محافظة كهرمان مرعش، جنوب شرقي تركيا.

 

 

المصدر | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا غازي عنتاب سليمان القانوني قلعة غازي عنتاب

أردوغان: زلزال اليوم هو الأقوى منذ عام 1939 وتلقينا عروضاً للمساعدة من 45 دولة

زلزال سوريا.. دمشق توجه نداءً عالميا للإغاثة وسط دمار مواقع أثرية ورعب الناجين

فرق إنقاذ تركية تعثر على مليوني دولار تحت أنقاض غازي عنتاب (فيديو)

يسبب السرطان.. علماء أتراك يرصدون انبعاث غاز مشع في مناطق الزلزال